ألترا عراق ـ فريق التحرير
بينما يستعد العراق ويجهز أوراقه لخوض الحوار الاستراتيجي الشامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تحديد نوع العلاقات أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وفي خطوة مفاجئة لجهة التوقيت والظروف الخانقة التي تمر بها البلاد، أعلنت طهران إبرام اتفاق مع بغداد يقضي بتمديد الربط الكهربائي لمدة عامين إضافيين.
يثير الاتفاق تساؤلات عما إذا كان سيؤثر على مسار الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة
وقال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان في تصريح تابعه "ألترا عراق"، إن "جميع اتفاقيات صادرات الكهرباء إلى العراق كانت لفترة عام واحد سابقًا إلا أنه تم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاق بهذا الصدد لفترة عامين، 2020 و 2021".
اقرأ/ي أيضًا: طهران تكشف نتائج جولتها في العراق: 400 مليون دولار واتفاق أول من نوعه
بين أنه "في ضوء متابعات ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق تم خلال الزيارة استيفاء نصف المستحقات الإيرانية لتصدير الكهرباء إلى العراق، أي نحو 400 مليون دولار"، مشيرًا إلى أن "الاجتماعات مع المسؤولين العراقيين شهدت البحث حول الاتفاقيات السابقة، ومنها برنامج إعادة تاهيل صناعة الكهرباء العراقية من قبل القطاع الخاص الإيراني ومستحقات إيران إزاء صادراتها من الكهرباء إلى العراق".
أضاف أن "فرقًا فنية وتخصصية من القطاع الخاص الإيراني ستقوم بزيارة العراق الأسبوع القادم لتوقيع اتفاقين مهمين في مجال خفض إهدار الطاقة في شبكة توزيع الكهرباء العراقية وكذلك تصليح وإعادة تأهيل معدات وأجهزة الكهرباء العراقية".
وتأتي الخطوة مغايرة للتحليلات والتوقعات التي أشارت إلى توجه بغداد نحو الخليج للاستغناء عن الطاقة الإيرانية، بعد زيارة وزير المالية علي علاوي إلى الرياض، حيث رجح مختصون أن تدفع واشنطن الحكومة بذات الاتجاه خلال "الحوار الاستراتيجي" الذي سيجري قريبًا، لتضييق الخناق على طهران التي تحصل على عائدات كبيرة من العراق مقابل الكهرباء.
وهذا ما أكده وزير المالية ووزير النفط وكالة علي علاوي خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية بقوله، إن "لدى العراق خطة للتوجه نحو تحقيق التوازن الاقتصادي والمالي مع دول الجوار، وأن تكون السوق العراقية مفتوحة للجميع بعيدًا عن الإضرار بطرف معين"، مشيرًا إلى أن "الحكومة تسعى لحث الشركات السعودية على المساهمة في إعادة إعمار البلد".
ولكل ما تقدم، يطرح تصريح وزير الطاقة الإيراني بشأن توقيع اتفاق تمديد الكهرباء لفترة عامين، التساؤلات حول مدى تأثير الخطوة على مسار الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
ويقول الخبير الأمني هشام الهاشمي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "العراق يستعد لحوار استراتيجي لا يتضمن نية جعل العراق في محور دون آخر أو يوضع في خيار بين خيارين"، مشيرًا إلى أن "الاتفاق الاستراتيجي سيتضمن تفاهمات متنوعة اقتصادية وسياسية وأمنية واستراتيجية وثقافية، ولا تركز على جانب واحد".
هشام الهاشمي: يمتلك العراق بالتأكيد الضوء الأخضر في تحركاته ولن تأتي خطوات مفاجئة ومتعارضة مع سياسته القادمة المرسومة
وأشار الهاشمي، إلى أن "العراق بالتأكيد يمتلك الضوء الأخضر في تحركاته ولن تأتي خطوات مفاجئة ومتعارضة مع سياسته القادمة المرسومة"، مرجحًا أن "ما حصل ليس اتفاقًا بالمعنى الحرفي بل مذكرة تفاهم تتحمل التراجع وإعادة التقييم وفقًا لما سيتمخض عنه الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة".
اقرأ/ي أيضًا:
بين رغبات طهران وطموحات واشنطن.. كيف سيخوض الكاظمي "الاختبار الحساس"؟