20-نوفمبر-2023
أربيل

أزمة تتكرر عند كل فصل شتاء (Getty)

مع بداية كل شتاء، يواجه أهالي مدينة أربيل، مشكلة عنوانها غلاء أسعار وقود التدفئة في الأسواق المحلية، مع "حيرة" بين تكلفة المدافئة الكهربائية والغازية والنفطية، في معاناة متكرّرة مع "فصل البرد". 

النفط المدعوم لم يصل لجميع العائلات في أربيل

وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، سجلت أسعار الوقود، تباينًا ملحوظًا في الأسعار، إذ انخفض سعر برميل النفط الأبيض من 290 ألف دينار إلى 160 ألف دينار بحسب نوعيته، تزامن هذا الانخفاض مع إعلان الحكومة عن خطتها لتوزيع نفط التدفئة على المواطنين.

وكان محافظ أربيل أوميد خوشناو، كشف منتصف الشهر الماضي، عن تشكيل لجنة خاصة لتوزيع النفط الأبيض على المواطنين ضمن حدود المحافظة، قائلًا إنه "سيجري توزيع النفط الأبيض في بادئ الأمر على سكان المناطق الجبلية، بعدها إلى الأقضية والنواحي، ومن ثم سكان المدينة، حيث سيتم توزيع  200 لتر لكل أُسرة، وهناك مساعِ لجعله في متناول أيدي المواطنين، قبل حلول الشتاء". 

تدفئة

100 دولار أمريكي للتدفئة

إلا أن "زياد هيلاني"، وهو متقاعد من سكان مدينة أربيل، قال لـ"ألترا عراق"، إنه "لم يحصل على نفط التدفئة الأبيض منذ نحو أربع سنوات، لأن النفط المدعوم لم يصل لجميع العائلات، وأسعاره مرتفعة في محطات الوقود، لذلك يفضل استخدام المدافئ الكهربائية". 

ويضيف هيلاني: "مدفئتان كهربائيتان لدينا في المنزل، نستخدمهما خلال فصل الشتاء، كل مدفئة تسحب نحو 4 إلى 6 أمبيرات كهربائية لكي تعمل، يتراوح سعر كل أمبير ما بين 8 إلى 15 ألف دينارعراقي للأمبير الواحد، أي أدفع شهريًا نحو 160 ألف دينارعراقي، ما يعادل 100 دولار أمريكي، فقط للتدفئة، لذلك أرى أن تكلفة التدفئة مرتفعة جدًا، خاصة عندما نتحدث عن بلد مشهور بخيراته النفطية مثل العراق". 

بطاقة الموصل التموينية

أما ماجد الموصلي، وهو يقيم في أربيل، يحصل على النفط من ناحية كويا، لأنه يمتلك البطاقة التموينية الخاصة بتوزيع النفط المدعوم في الموصل، توفر البطاقة 100 ليتر نفط أبيض بسعر 20 ألف دينار، تكفي تقريبًا شهر ونصف للتدفئة خلال الشتاء.

ويشرح الموصلي أنّ "البطاقة التموينية خففت قليلاً من ثقل أسعار النفط خلال فصل الشتاء، لكننا لا نكتفي بالنفط فقط، عندما ينفذ من المنزل نستخدم المدفئة الكهربائية، تجنبًا لشراء النفط بأسعار السوق، حيث يبلغ سعر اللتر الواحد نحو ألف وخمسمئة دينار عراقي، كما أن أنواعه مختلفة، فالنوع الجيد الذي لا ينتج رائحة قوية خلال التشغيل أسعاره ترتفع عن غيره من الأنواع الموجودة في السوق". 

أربيل

الغاز حل بديل أيضًا

ورغم اعتماد العائلات بشكل رئيسي على الكهرباء للحصول على القليل من الدفء في الشتاء، إلا أنّ بعض العائلات تفضّل استخدام المدفئة الغازية، ومنها عائلة محمد توفيق الملقب (أبو ماهر)، حيث يقول لـ"ألترا عراق"، إنّ "ساعات الكهرباء تنخفض في الشتاء، وأسعار الأمبير تزداد، لذلك لا يمكننا الاعتماد على الكهرباء للتدفئة، لدينا مدفئة موصولة بإسطوانة غاز، نستخدمها للتدفئة، كل أسبوع نبدلها، وسعر كل إسطوانة نحو 15 ألف دينار عراقي، أي ندفع نحو 60 ألف دينار في الشهر حسب الاستخدام". 

أما رزغار نوري، وهو صاحب محل لبيع الكهربائيات، في سوق العلقة في أربيل، يقول إنّ "معظم الزبائن يفضلون شراء المدافئ الكهربائية، لأن أسعارها رخيصة، ويوجد أنواع اقتصادية، تبدأ أسعارها من 10 آلاف دينار إلى 50 ألف دينار حسب استطاعة كل شمعة". 

تدفئة

ويضيف نوري، أنه "نلاحظ هذا العام إقبال أيضًا على شراء المدافئ النفطية، بعد إعلان الحكومة قرب توزيع النفط الأبيض المدعوم الخاصة للتدفئة خلال الشتاء، ويختلف سعر كل مدفئة حسب حجمها ونوعيتها". 

ويلقي البعض اللوم في مسألة ارتفاع أسعارالوقود على عاتق السلطات في أربيل وبغداد، بينما تؤكد حكومة الإقليم أنها تضع مسألة تأمين رواتب الموظفين في سلّم أولوياتها، وتسعى لحل ملف النفط والغاز مع الحكومية الاتحادية، وإعادة تصدير النفط بين الإقليم وتركيا.