كشفت بعثة تنقيب تابعة لقسم الشرق في المعهد الألماني للآثار (German Archaeological Institute) تفاصيل اكتشافها المثير في أوروك (الوركاء) لقارب مصنوع من مادة البتومين (القار) بطول يصل إلى 7 أمتار وعرض 1.4 متر، وعلى الرغم من هشاشته، إلا أنه لا زال محفوظًا بالكامل.
وبحسب المختصين من البعثة المشتركة، أكدوا في تقرير ترجمه "ألترا عراق"، فإنّ هذا القارب كان قد صُنع من مواد عضوية قد تكون (سعف النخيل أو قصب أو خشب) ولم تعد هذه المواد موجودة إلّا بشكل بصمات طفيفة جدًا ملتصقة بمادة البتومين (القار) وذلك بسبب العوامل الطبيعية التي أدّت إلى تفسخها وتحللها، فيما يبلغ سمك مادة البتومين (القار) التي يتكوّن منها القارب 1 سم.
الفريق الألماني ـ العراقي قام بتصوير القارب رقميًا عبر آلية التصوير الثلاثي الأبعاد وسيسلم إلى المتحف العراقي في بغداد لغرض عرضه أمام الجمهور.
ويظهر السياق الأثري لهذا الاكتشاف أنّ القارب كان قد غرق و غطته الرواسب في نهر مندرس الذي يمر في الوركاء يرجح انه يعود الى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد.
و من جانب آخر، فإنّ موقع الوركاء الأثري و المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2016 له سجل طويل من التنقيبات كان قد بدأها الجيولوجي الإنجليزي وليم لوفتس عام 1849 وتابع التنقيب فيها في الأعوام 1853 و1854 و كان مبعوثًا من قبل المؤسسة الإنجليزية للأبحاث الآشورية.
و بعد ستين عاماً من تنقيب لوفتس أوفدت المؤسسة الألمانية للأبحاث الشرقية المهندس يوليوس يوردان إلى هذا الموقع فعمل فيه عام 1912 و1913 وتوقف العمل بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى، ثم عادت البعثة الالمانية عام 1928 وعلى رأسها الآثاري الشهير البروفيسور آرنولد نودلكه، واستأنفت أعمالها بعد الحرب العالمية الثانية برئاسة البروفيسور هينرش، وقد أسفر التنقيب العلمي الطويل الأمد في أطلال هذه المدينة عن معرفة كثيرة عن ماضيها والعثور على أشهر معابدها وأدوار السكنى فيها، كما كشف عن كثير من كنوزها كالأناء الوركاء النذري وقناع أوروك الشهيران اللذين يزينان القاعة السومرية في المتحف العراقي ببغداد.
اقرأ/ي أيضًا:
