تواصل أعمال الحداثة العراقية الهيمنة على المزادات الخاصة بفنون الشرق الأوسط على مستوى العالم، حيث تعرض دار "كريستي" ودار "بونهامز" للمزادات، أعمالاً تم تجميعها في بغداد في الستينيات. وتهيمن لوحات جواد سليم وفائق حسن وكاظم حيدر وضياء العزاوي على عروض الخريف لكلا الدارين.
هيمنت أعمال الحداثة العراقية على المزادات العالمية الخاصة بفنون الشرق الأوسط وحققت مبيعات قياسية
وتعرض "بونهامز"، وهي دار مزادات دولية مملوكة للقطاع الخاص وواحدة من أقدم وأكبر المزادات العالمية للفنون الجميلة والتحف تأسست عام 1793 في بريطانيا، هذا الخريف مجموعة "بغداديات".
بغداديات في الدار البريطانية
وكانت الدار قد بدأت في عرض هذه المجموعة في حزيران/يونيو الماضي حيث عرضت مجموعة أعمال محمد مكية وسعيد علي مظلوم، والتي حققت سعرًا تجاوز ثلاثة ملايين جنيه إسترليني اشتراها عدد من هواة جمع الأعمال من الإمارات العربية المتحدة، من بينها لوحة بعنوان "شباك" للفنانة لورنا سليم (زوجة جواد سليم)، وثلاثة أعمال للمعماري سعيد علي مظلوم ولوحة للفنان العراقي غازي السعودي.
وسيجري العرض الثاني من مجموعة البغداديات يوم الأربعاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر القادم في لندن. وستقدم الدار أعمالاً جمعها المعماريان نزار جودت الأيوبي (نجل رئيس الوزراء العراقي السابق علي جودت الأيوبي)، وزوجته إلين الأيوبي اللذان كانا صديقين مقربين من المعماري العراقي سعيد علي مظلوم مؤسس "غالاري الواسطي" مع محمد مكية وهنري سفوبودا خلال الستينيات في بغداد.
اقرأ/ي أيضًا: نصوص مدهشة.. ماذا تعرف عن عمالة الأطفال في الحضارة السومرية؟
الزوجان نزار وإلين الأيوبي كانا قد عملا معًا في مجال العمارة. وكان نزار الأيوبي قد التقى بزوجته الأمريكية إلين في كلية هارفارد للهندسة المعمارية وعادا إلى بغداد، حيث ساهما في نشوء بواكير الحداثة في المدينة.
وبسبب الأحداث السياسية تم نفيهما مرتين، إذ غادرا العراق أثناء أحداث 1968، وانتقلا إلى إيطاليا ثم لندن واستقرا أخيرًا في واشنطن العاصمة. وبعد وفاتهما باع أبنائهما الأربعة مجموعة كبيرة من مقتنياتهما الفنية.
ويقول نيما ساغارشي، مدير قسم الشرق الأوسط والفنون الإسلامية وجنوب آسيا في دار بونهامز، "تم استلام المجموعة على ثلاث مراحل".
وتتكون المجموعة من 18 عملاً، من بينها لوحتان مذهلتان لجواد سليم، لوحة "الخير والشر"، وهي مخطط لجدارية من القرميد صممتها إلين جودت، مخصصة لتزيين مقر الهلال الأحمر العراقي في بغداد لكنها لم تنفذ.
اقرأ/ي أيضًا: عاشقة وإناء "بيرة".. شبح بابلي يطلّ بحكاية مثيرة من المتحف البريطاني
ورسم اللوحة، التي يصل سعرها إلى 250 ألف جنيه إسترليني، جواد سليم عام 1951، وهو العام الذي أسس فيه جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد مجموعة بغداد للفن الحديث. أما اللوحة الثانية، "رجل وحصان"، فتعود للعام 1956.
وتضم المجموعة أيضًا، لوحة "الرؤى الحزينة" للتشكيلي ضياء العزاوي (1967)، يقدر سعرها بـ 50 - 80 ألف جنيه إسترليني.
"كريستي وملحمة الشهيد"
وستعرض دار كريستي الأمريكية 21 عملاً يعود لرواد الحداثة في العراق. وهذه الأعمال هي من مجموعة جمعها أورين باكر وزوجته ريتا باركر، وهما زوجان أمريكيان عاشا في بغداد من 1960 إلى 1965، ولهما صداقة وثيقة بجواد سليم وساعداه في جولاته ومعارضه في أمريكا عام 1954. وكان أورين ممن حملوا نعش جواد سليم أثناء تشييعه عام 1965.
وجمع الزوجان الأمريكيان العديد من اللوحات لجواد سليم وزوجته لورنا سليم، ولوحات كاظم حيدر وفائق حسن وغيرهم، وهو مما يعرض للبيع الآن في المزاد.
تضم المجموعة 18 عملاً من بينها لوحتان مذهلتان لجواد سليم
وتعد لوحة "هو تحطم لكن سيعود"، وهي من لوحات "ملحمة الشهيد" للفنان كاظم حيدر واحدة من أهم اللوحات التي سيعرضها مزاد كريستي، بالإضافة إلى أعمال مهمة أخرى لفنانين أقل شهرة من مدرسة البصرة.
وتتوقع دار كرسيتي، أنّ تكون الأرباح من البيع في المزاد تتراوح بين 1.1 مليون - 1.5 مليون جنيه إسترليني.
اقرأ/ي أيضًا:
آلهة الشعر وسيّدات الملحمة.. ترانيم العراق القديم تصدح في نيويورك