- إلى نصر حنتوش وفهد ورد
وأنت ترجع من دمك المسفوح مثل كل يوم
إياك أن ترتطم بعتبة باب
أو بشباك تركوه مفتوحًا وغادروا.
إياك أن تنحني لئلا تنفرط أسماء من فقدتهم
أولئك المعلقين في روحك
إياك أن تمر دونما ملامسة جدار البيت
وكأنك تصافحهم.
كل ما أعطاك المد عاصفة أسفل روحك
معبأة تركض، أسمع دويها
تطوف في دمك،
منذ متى وأنت هنا؟
وماذا تفعل حينما تصرخ أو تتألم العائلة
بدلًا منك
وأنتَ لا تملك سوى فضاءات واسعة ممتلئة بصراخ من سبقوك؟
ثمة أصابع تقطّر صدأً وأفواه مشوهة كثيرة،
تقف الآن على موتك
تتأمل ما آلت إليه أيديهم،
لا أدعي أن البلاد تخنقنا واحدًا واحدًا،
لم نكن مقفرين في يوم ما،
تلك أيام خارجة من قيامة الله
تلك سنوات برابرة نعصرها بلا نديم، لا عزاء لك،
لا أحد يمنحك جناحيه
كلّ منا يحمل شاهد قبره،
نحن ننحدر، ننحدر بشدة أيها المندائي.
مربوطين بحبل سريّ إلى أحشائك أيتها المدن الرثّة
مدن مهرولة خلف رائحة ضحاياها
حيث لا صابئة في محلة الصابئة بعد الآن
سوى غصة فوق ورد ذكراهم.
اقرأ/ي أيضًا: