لا تكاد غزوات الدراجات النارية أن تتوقف وهي تغتال كل من له علاقة بالاحتجاج في البلاد وبإيقاع غير منتظم، حيث اغتالت شعراء وناشطين وكوادر طبية، بالإضافة إلى داعمين لساحات التظاهر، حتى تتصدر المشهد حكاية قمع وترهيب جديدة.
ظهرت قائمة جديدة معدة للاغتيال من قبل فصيل مسلح فيما تضم مجموعة من رجال الأعمال بالإضافة إلى صحافيين وإعلاميين
وتداولت الأوساط الصحفية والسياسية قائمة معدة للاغتيال من قبل فصيل مسلح، وتضم مجموعة من رجال الأعمال والاقتصاديين بالإضافة إلى إعلاميين وصحافيين، وانتشرت القائمة مع رسالة تحت وسم "تنبيه خطير"، ونص الرسالة كما أطلع عليها "ألترا عراق"، تقول إنه "سربت قائمة اغتيالات بأسماء عراقيين لديهم صلات اقتصادية أو علاقات عامة مع السفارة الأمريكية في العراق، من قبل متعاون في اللواء ٤٥ كتائب حزب الله العراق، وكشفت هذه القائمة بعد التحذير الذي أطلقه المسؤول الأمني لكتائب حزب الله "أبو علي العسكري" عن إعلانه التصفية والاغتيال لكل متعاون مع السفارة الأمريكية في العراق انطلاقًا من ١٥ آذار/مارس الجاري، وقد شارك في أعداد هذه القائمة قادة خلية إعلام الحرس الثوري في بغداد، وفي مقدمتهم سمير عبيد العكيلي ومازن عبد الهادي الزيدي، والمسؤول الجديد عن تنسيقية استثمار وغسيل أموال حزب الله الدكتور علي المؤمن بدلًا من عدنان كوثراني وآراس حبيب، وقادة رفيعو المستوى، من "فصائل محور المقاومة".
اقرأ/ي أيضًا: لا تصنعوا رمزًا.. كيف اغتالت "الميليشيات" ليل بغداد؟
وبحسب الرسالة المتداولة، ووفقًا للقائمة، يحتل المليونير "فرحان الياسري" المركز الأول في القائمة، يأتي بعده المليونير "عقيل مفتن"، نظرًا لكونه "رأس الأفعى" كما تقول القائمة المسربة، ووضع "المليونير إبراهيم البغدادي" ثالثًا في رأس قائمـة الاغتيالات باعتباره العدو رقم 1 والمسؤول عن الترسيخ المستمر للتواجد الأمريكي في العراق ودعمه الدائم لمشروع "أمريكا".
وأظهرت الرسالة بعض الأسماء المسربة: 1- المليونير فرحان الياسري، 2- المليونير عقيل مفتن، 3- المليونير إبراهيم البغدادي، 4- الاقتصادي فلاح كمونة، 5- محمد طاهر التميمي مدير عام في رئاسة الوزراء، 6- اللواء محمد الشمري مدير عام في رئاسة الوزراء، 7- ضياء محسن العلاق مدير عام في رئاسة الوزراء، 8 المليونير هيثم شغاتي، 9-المليونير وديع حنظل، 10- الصناعي باسم أنطوان، 11- الناشطة هناء أدور، 12- السياسي عدنان الزرفي، 13-السياسي أحمد الجبوري أبو مازن، 14-السياسي عبد الله الخربيط، 15-السياسي أكرم زنكنة، 16- المليونير سعد عاصم الجنابي، 17-السياسي عدنان الجنابي، 18-السياسي أحمد الأبيض، 19-الإعلامي مشرق عباس، 20-الإعلامي فلاح الذهبي، 21-الأكاديمي حسين علي علاوي، 22- الباحث عبد الرحمن الجبوري، 23- ضياء الناصري معاون مدير عام في رئاسة الجمهورية، 24- الناشط الشيوعي أحمد عبد الحسين، 25- الأكاديمية والحقوقية بشرى العبيدي، 26- الإعلامي فاضل النشمي، 27-الإعلامي قاسم عبد الزهرة الساعدي، 28-السياسي شوان محمد طه، 29-الإعلامي حسام الحاج، 30-المليونير علي الدباس.
يعتبر الصحفي فاضل النشمي وضع اسمه مع مجموعة من التجار والساسة الفاسدين أمر غير مفهوم بالنسبة له بحسب وصفه، ويقول إنها "أشبه بأحجية سخيفة، لا أفهم مغزاها أو هدفها، ولا أعرف بماذا كان يفكر من جمع كل تلك الأسماء المتناقضة التي لا يمت بعضها بأية صلة مع البعض الآخر، حتى أنهم لا يتشاطرون العداء لإيران ومناهضة نفوذها في العراق".
أضاف النشمي واسمه ضمن القائمة، في حديث لـ"ألترا عراق"، "في كل الأحوال ومهما كانت الجهة التي سربت هذه الوثيقة، ومهما كانت الأهداف التي سعت إلى تحقيقها، اعتقد على المستوى الشخصي أنها محاولة لإشاعة أقصى محيط من الذعر بين صفوف الصحفيين والساسة وحتى الناس العاديين ربما".
لا يستبعد فاضل النشمي واسمه ضمن القائمة وجود صحفيين يعملون لصالح الفصائل والجهات التي اسماها بـ"الميليشياوية"
يشير النشمي إلى تورط صحفيين بالتعاون مع المجاميع المسلحة، إلى أنه "أسمع كثيرًا عن تورط زملاء صحفيين بتمرير أسماء محددة لبعض الفصائل الموالية لإيران، وقد ورد اسم أحد الزملاء الصحفيين في القائمة المسربة، شخصيًا ليس لدي عداء ومشكلة معه أو مع غيره، وقد تكون عملية حشر اسمه في القائمة مقصودة ومتعمدة، لكن ذلك بكل تأكيد، لا يمنع من وجود صحفيين يعلمون لصالح هذا الفصيل أو تلك الجهة الميليشياوية بهدف الارتزاق".
اقرأ/ي أيضًا: من "القنّاص" إلى مرشح الحكومة.. القصة الكاملة لتحركات إيران ضد احتجاجات العراق
في الأثناء، يعتقد "م.ك" وهو من المطلعين على عمل تلك الجماعات بـ"صعوبة في التأكد من حقيقة تلك القائمة ومصدرها، والتي تشي أسماءها أنها مُعدة بعناية، والهدف منها هو حماية رؤوس تجارية ومالية تدير جزء من دورة رأسمال الحرس الثوري عبر العراق من أية إجراءات أمريكية محتملة، على اعتبار أنهم يمتلكون صك تهديد من ميليشيات موالية لإيران، فيما اختارت من جهة ثانية بعض أهم الوجوه الليبرالية التي تنتقد التدخل الإيراني في العراق".
يرجح "م.ك" خلال حديثه لـ"ألترا عراق" والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، "تنفيذ بعض الأهداف من الطبقة الثانية لإثبات نزاهة الطبقة الأولى من التعامل مع إيران"، لافتًا إلى أن "غياب سليماني والمهندس، جعل الفوضى تستفحل في مفاصل تلك الجماعات وآليات عملها، خاصة المهندس الذي كان يضبط إيقاع العمل ويتابع أدق التفاصيل، وفي حدوث هكذا أمور فإنها تحسم بسرعة من خلال التواصل معه ومتابعته المباشرة".
اقرأ/ي أيضًا:
رعب "السيارة السوداء".. من يختطف الناشطين المتظاهرين ويغيبهم؟!