21-أغسطس-2021

تقطن الطالبة محافظة ترزح في صدارة مدن العراق الأشد فقرًا (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

مع توجه نحو نصف مليون طالب وطالبة في البلاد لأداء الامتحانات الوزارية النهائية للمرحلة الإعدادية، تصدر مشهد مؤلم لطالبة من أسرة فقيرة، مثيرًا موجة من الغضب.

وتداولت مواقع التواصل العراقية بكثافة صورة طالبة ينقلها والدها عبر عربة بخارية "ستوتة" إلى المركز الامتحاني في محافظة الديوانية جنوب العاصمة.

وتظهر الصورة التي التقطت من سيارة لفتاة منشغلة بالمراجعة لحظة مرورها قرب منزل متهالك، مشهدًا مغايرًا عما بدا في جولة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي حين تجول صباح السبت 21 آب/أغسطس، بين طلاب يؤدون الامتحانات في مراكز بالعاصمة بغداد.

اقرأ/ي أيضًا: صفحة فيسبوك تطلق حربًا ضد "مخربي" مدينة الصدر.. فضائح ساخرة بالأسماء

وتسكن الطالبة، وفق معلومات توصل إليها "الترا عراق"، بلدة عتيقة على بعد 15 كيلومترًا عن الطريق المؤدي إلى محافظة بابل، يقطنها أكثر من 45 ألف شخص غالبيتهم من الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل.

مبادرة لم تكتمل!

ومع التفاعل الكبير الذي حصدته صورة الفتاة، تداول صحافيون معلوماتعن مبادرة تقدم بها لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم.

ونشرت صفحة باسم حارس المنتخب الوطني جلال حسن، صورة الفتاة مع تعهد بتقديم سيارة خاصة لها بتبرع من اللاعبين، لكن حسن نفى ذلك لاحقًا.

وقال اللاعب، وفق صحافي من الديوانية تحدث لـ "الترا عراق"، إنّ الحساب "مزور"، مبينًا أنّ المبادرة تمثلت بقميص للمنتخب الوطني يحمل إمضاء اللاعبين أهدي إلى الطالبة "تثمينًا لمثابرتها".

العصائب: تمسكوا بالأمل!

ولم يقتصر التفاعل عند هذا الحد، بل امتد إلى صفحة نعيم العبودي المتحدث باسم حركة "عصائب أهل الحق" الميليشيا المسلحة التي تمثلها كتلة "صادقون" في البرلمان، الذي نشر الصورة مع تعليق يدعو إلى "التمسك بالأمل".

وحصدت تدوينة العبودي، آلاف التعليقات التي عدت الصورة "إدانة للحركة المشاركة في نظام الحكم" والمتهمة أيضًا بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال ومطاردة المتظاهرين وصناع الرأي العام.

"الستوتة.. والجكسارة"!

وأشار أحد المتفاعلين بحسرة إلى الأجواء التي تعيشها هذه الفتاة وأقرانها في العراق في ظل درجات حرارة لاهبة وقاعات امتحانية غير مكيفة في مدارس متهالكة.

ودعا متفاعلون آخرون، القيادي في الحركة المسلحة إلى مقارنة وضع الفتاة مع حال أبنائه و"صديقات المسؤولين المتنعمين بالسيارات الفارهة والمكاتب الفاخرة من أموال الشعب".

كما أشاروا، إلى "المستقبل القاتم" الذي ينتظر هذه الطالبة وأبناء جيلها تحت "حكم الأحزاب والميليشيات الذي يتحاصص المقاعد الدراسية ويحتكر الوظائف العليا"، والعنف الذي ستواجهه في حال فكرت بالاحتجاج شأنها شأن الخريجين وأبناء المدن الفقيرة.

ولم تخل التعليقات من التهكم والسخرية من خطابات السياسيين التي تحيل الوضع المزري في البلاد إلى "المؤامرات الخارجية"، حيث تنفي أطراف السلطة مسؤوليتها عن واقع البلاد وتوجه التهم إلى خصومها.

ويبلغ عدد الفقراء في العراق نحو 10 ملايين شخص بنسبة 27% من عدد السكان، وفق الإحصاءات الرسمية، فيما ترزح محافظة الديوانية في صدارة قائمة مدن البلاد الأشد فقرًا خلف المثنى بنسبة 48%، بحسب وزارة التخطيط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

6 جهات لمراقبة مواقع التواصل.. "قوانين صدّامية" تهدد الناشطين

"من يخبر ليو ميسي"؟.. وداع على الطريقة العراقيّة