الترا عراق - فريق التحرير
تتطور الاحتجاجات في البلاد امتدادًا من بغداد إلى البصرة يومًا بعد آخر منذ الجمعة الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، مع استمرار سقوط ضحايا، حيث لا تكف قوات الأمن عن حملات العنف ضد المتظاهرين خاصة في المحافظات والمدن الجنوبية.
تطورت الاحتجاجات في بغداد والمحافظات بعد مشاركة الطلاب في مختلف المدن فيما ارتكبت السلطة انتهاكات ضدهم
ومع بداية الدوام الرسمي يوم الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر، أخذ الحراك الاحتجاجي شكلًا مغايرًا، حين دخل الطلاب إلى الاحتجاجات بزيهم الرسمي، وشاركت أعداد كبيرة من تلاميذ المدراس وشبان الجامعات في التظاهرات، ثم أعلن بعضهم الإضراب عن الدوام الرسمي تحت شعار "ماكو وطن.. ماكو دوام".
اقرأ/ي أيضًا: قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!
أعطت مشاركة الطلبة زخمًا كبيرًا للتظاهرات في بغداد والمحافظات، حيث شهدت العاصمة تظاهرة هي الأضخم ربما، يوم الأحد، في ساحتي التحرير والنسور، مع استمرار الاعتصامات، ليجدد طلبة الجامعات تظاهراتهم صباح اليوم الإثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر، متجاهلين التهديدات التي أطلقها القائد العام للقوات المسلحة على لسان المتحدث باسمه عبد الكريم خلف، والتي تضمنت وعيدًا لمن يعطل الدوام الرسمي.
واستخدمت السلطات العنف ضد بعض التجمعات الطلابية في بغداد والمحافظات، حيث فرقت بالقوة وقنابل الغاز تظاهرة لطلاب كليات أهلية قرب جسر الطابقين، وسط بغداد، قبل أن تعلن قيادة العمليات فرض حظر التجوال ابتداءً من الساعة 12 ليلًا حتى السادسة صباحًا، فيما تشير معلومات إلى سقوط 5 قتلى بين المتظاهرين في بغداد، الإثنين.
في المحافظات، شارك الطلبة أيضًا بالاحتجاجات، وسط دعوات للإضراب العام من قبل النقابات، مقابل حملات عنف واعتقال مستمرة، كما حدث في كربلاء والبصرة وذي قار، فضلًا عن حملة اعتقالات تطال ناشطين مؤيدين للحراك الاحتجاجي في الأنبار.
من جانبها وصفت مفوضية حقوق الإنسان، ما ارتكبته قوات مكافحة الشغب ضد الطلاب في بغداد وغيرها بأنه "انتهاك صارخ لكل الأعراف والقيم السماوية والأخلاقية والدولية والمحلية".
4 آلاف ضحية!
وكشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في آخر تقرير لها، عن مقتل 74 شخصًا بين صفوف المتظاهرين خلال ثلاثة أيام فقط بدءًا من الخامس والعشرين من تشرين، مقابل إصابة نحو 3700 آخرين.
أعلنت مفوضية حقوق الإنسان مقتل 74 شخصًا من المتظاهرين خلال ثلاثة أيام وإصابة نحو 3700 آخرين
قالت المفوضية في تقريرها، إن "أغلب القتلى سقطوا بالرصاص الحي، فيما سقط غالبية الجرحى نتيجة استخدام قنابل الغاز، لتفريق الاحتجاجات"، كما أشارت إلى اعتقال 158 شخصًا في المحافظات الجنوبية، تم إطلاق سراح 123 منهم، فضلًا عن تسجيل "تقييد" لحرية الإعلام.
أشارت المفوضية أيضًا، إلى صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى أماكن التظاهرات لنقل المصابين واضطرار المتظاهرين لنقل المصابين بسيارات "التكتك"، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى المستشفيات، والخطورة على حياة المصابين مع تأثير الزخم الكبير على المستشفيات الصحية وقلة الأسرة والعلاجات التي تقدم للمصابين.
أشارت المفوضية كذلك إلى مشاركة العديد من النقابات والمنظمات والجامعات والمدارس في التظاهرات، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي التي كفلها الدستور العراقي والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
المهندس يترقب.. والصدر يحذر!
سياسيًا، تواصل إعلان الاستقالات من مجلس النواب من قبل عدد من أعضاء المجلس من بينهم النائبان عن الحزب الشيوعي رائد فهمي وهيفاء الأمين، والنائب عن البصرة مزاحم الكنعان التميمي وغيرهم، فيما يواصل أعضاء كتلة سائرون اعتصامًا داخل مبنى البرلمان.
مقتدى الصدر الداعم لكتلة سائرون، أبدى في بيان جديد أمس، تفاؤله بتطور الحراك الاحتجاجي من التظاهر إلى الاعتصامات ثم العصيان، وقال إن "الجهود بدأت تتظافر شيئًا فشيئًا من أجل إزاحة ما فُسد من أمور الشعب، فمن المظاهرات إلى الاعتصامات ثم إلى الإضرابات الخاصة ثم إلى العامة منها وهكذا، وهذا نصر من الله وفتح قريب، على الرغم مما كان فيها من بعض الخروقات التي ما كنا نتمناها لكنها أخافت الفاسدين".
قال أبو مهدي المهندس أن الحشد ينتظر الوقت المناسب للتدخل، فيما حذر الصدر من صدام بين الحشد والشعب تسعى إليه حكومة عبد المهدي
لكن الصدر أشار إلى مخاوف من "محاولات حكومية لزج الحشد الشعبي في صدام مسلح مع الشعب"، مشددًا في إشارة إلى الحشد "حاشاه فسلاحه ما زال موجها لداعش ولن يكون ضد الشعب".
قال الصدر أيضًا، إن "الجيش العراقي والقوات الأمنية تبقى هي الوحيدة المعنية بأخذ زمام الأمور في الدفاع عن الشعب لا عن (الفاسد)"، مضيفًا "أيها المجاهدون في الحشد الشعبي سمعتكم عندي أهم من وجودكم... فلا تناصروا الفاسد ولا تقمعوا الشعب ولا تمكنوا غير المنضبطين منكم من رقاب الشعب ودمائهم.. فمن المفروض أنكم حماة الشعب وأمثولتهم في الجهاد والعدل".
جاء بيان الصدر بعد وقت قصير من تصريح أدلى به نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، خلال مشاركته في مراسم عزاء قيادي في عصائب أهل الحق، قتل في أحداث عنف رافقت الاحتجاجات في محافظة ميسان، قال فيه تعليقًا على التظاهرات والاحتجاجات، إن الحشد الشعبي سيتدخل في الوقت المناسب تحت إمراة القائد العام للقوات المسلحة.
اقرأ/ي أيضًا: اعتقال نشطاء في الأنبار.. دعم الاحتجاجات في "فيسبوك" ممنوع!
وأضاف، أن "الحشد يراقب الأحداث بشكل تفصيلي ويفرق بين المطالب الحقيقية للمتظاهرين ونأمل من الحكومة تلبيتها"، داعيًا جميع السياسيين إلى "مساندة رئيس الوزراء لتحقيق جميع المطالب المشروعة"، كما أكد أن "الحشد الشعبي يقف خلف القوات الأمنية لحفظ الأمن تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة".
واشنطن قلقة
ومع ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الإدارة الأمريكية أول موقف لها من الجولة الجديدة من الاحتجاجات العراقية، التي انطلقت الجمعة.
أبدت الولايات المتحدة قلقها من الأوضاع في العراق فيما استنكرت منع وسائل الإعلام والصحافيين من تغطية الاحتجاجات
إذ قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها، إن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثب الأوضاع في العراق، كما قدمت التعازي لعوائل قتلى التظاهرات.
ركز البيان أيضًا، على ما تتعرض له وسائل الإعلام وكذلك الصحافيون من ضغوطات من جانب السلطة لمنع تغطية الاحتجاجات، حيث عبر البيان، عن "قلق بالغ من إغلاق وسائل الإعلام"، مضيفًا "يجب أن يمارس الصحافيون مهنتهم بأمان".
اقرأ/ي أيضًا:
احتجاجات العراق بين جانبي جسر الجمهورية: آلاف الضحايا ونواب "هاربون"!
تظاهرات البصرة: رصاص ودهس وفسخ عقود.. ماذا حدث بعد "كمين العلم"؟