28-يونيو-2019

الفنان العراقي تحسين الزيدي

شرخٌ على قرنيّة الأرض

وطفلٌ يخطو عليهِ بأكوابٍ كرتون

وإبريقِ شايٍّ مثل سلسلةٍ

على رقبتهِ،

رقبة العصفورِ..

كلّ من في هذا العالم يبعثرهُ

لكنّه لا يرى في الغديرِ الآسنِ

سوى جناحين أسودينِ يطيرانِ

رأسه سيغدو بركانًا إذ تصبُّ الشمسُ جامها فيهِ

حينما تخرجُ بعد قليلٍ مِن

بانيو الغيوم

والأشجار الناعقةُ في الغابةِ لا تتساءلُ: أيّ غرضٍ لوجوه الشيوخِ

على الأوراق؟

لا تسعفهُ السماوات إذ تضيق الحياةُ بهِ،

لا الموسيقى،

و لا هذهِ القصيدة الخجلى

و حين تنفجرُ حنجرتهُ بعاصفةٍ تحيط الخريف بذراعيها

يحسُ بحاجةٍ للاعتذار..

هكذا إذًا؟

الكون يرقصُ في ساحةِ الوقتِ

هادئًا.. باردًا..

و يمحي كلَّ ما نعرفهُ، ثمّ يستمرّ بالأوبرا

الشارعُ يظلّ مقطوعًا

والطفلُ يمرق بكوكبهِ

أكوابٌ كرتون وشرابُ الموتى

يخنق رقبتَهُ

رقبةَ العصفور..

 

* تقاطع في شارع فلسطين في بغداد.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نقش مسماري

عرّافُ النهر

دلالات: