17-سبتمبر-2023
، وعرف كذلك بعنوان صاحب فتوى المرقد أي مرقد السيدة زينب، وكذلك عرف بتواضعة وكرمة وسعة صدرة وصلابة الموقف".

وفاة المرجع قاسم الطائي (فيسبوك)

في ساعات متأخرة من ليلة السبت/الأحد 16/17 أيلول/سبتمبر 2023، توفي المرجع الديني العراقي قاسم الطائي متأثرًا بتدهور حالته الصحية، عن عمر يناهز 63 عامًا.

المرجع قاسم الطائي أحد طلبة المرجع الصدر المبتعدين عن التيار الصدري

وتراجعت الحالة الصحية في الأيام الأخيرة لقاسم الطائي مع صدور بيان منسوب لأسرة المرجع تتهم فيه وزارة الصحة بالتقصير اتجاه حالته الصحية.

وردّت وزارة الصحة في بيان، أول أمس الجمعة، قالت فيه إن الحالة الصحية للشيخ قاسم الطائي متابعة من وزير الصحة منذ بداية مرضه، وأشارت إلى أن المرجع "في حالة فقدان للوعي منذ 15 يومًا"، وأن "عددًا من المؤسسات الصحية الإقليمية والدولية لم توافق على استقبال الحالة لعدم إمكانية علاجها وفق الوضع الحالي".

قاسم الطائيقاسم الطائي

 

ويُعتبر قاسم الطائي أحد مؤسسي التيار الصدري، وأحد الذين شهدوا للمرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر) بالأعملية، كما إنه كان أحد المعارضين لنظام صدام حسين وأحد المشاركين في الانتفاضة الشعبانية قبل أن يُعتقل لمدة سنة.

وسبق أن أفتى قاسم الطائي "بوجوب مقاومة المحتل بدون الرجوع لإذن الحاكم الشرعي" إبان معارك "المقاومة" و"جيش المهدي" مع القوات الأمريكية في 2004، كما أسس "لواء أبو الفضل العباس" للمشاركة في الدفاع عن المراقد الدينية في العراق وسوريا، وقد وصف نفسه في بيان إنه "عرف بعنوان صاحب فتوى المرقد أي مرقد السيدة زينب".

ذهب إلى مرقد السيدة زينب في سوريا أثناء الحرب السورية وفتح مكتبًا له هناك وأيد القتال دفاعًا عن المرقد

ومن مواقفه، إنه أعلن موافقته على مشروع قانون الأحوال الشخصية "الجعفرية" إبان حكومة نوري المالكي، وقال إن "أي فقيه لديه اعتراض على القانون فأنه يمثل رأيه الخاص"، مشيرًا إلى أن "أي قانون مقابل قانون الله وتشريعاته لا يساوي شيئًا".

قاسم الطائي

 

وفي العام 2018، وقبل الانتخابات البرلمانية آنذاك، حرّم المرجع الطائي انتخاب "من لم يحترم حدود العراقي، ويراعي منافذه الحدودية والمائية"، ومن "لم يحترم المرجعية ودورها"، بالإضافة إلى تحريم "كل من جامل جرائم التحالف الدولي وقتلة أبنائنا في الحشد الشعبي الأبطال وقواتنا المسلحة"، في سياق إعلانه إطلاق "فتوى تحريم" انتخاب "السياسيين الفاسدين والفاشلين".

في 2019، وأثناء حكومة عادل عبد المهدي، وجّه الطائي تحذيرًا إلى عبد المهدي داعيًا إياه إلى البدء "بمراكز الشيطان، بيوت الدعارة والملاهي المنتشرة في الكرادة"، كما طالبه بـ"ضبط الحدود لمنع إدخال المخدرات".

وفي نهاية آب/أغسطس 2021، أصدر الطائي موقفًا بعد إعلان المرجع العراقي المقيم في إيران، كاظم الحائري، انسحابه من التصدّي للمرجعية وإغلاق مكاتبه وإسقاط وكالاته في كل مكان، مسلمًا مقلديه إلى مرجعية المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.

ودعا الطائي، مقلدي الحائري إلى "الرجوع تقليدًا" له، مستندًا إلى أسباب عدّة منها إنه "أحد أبرز طلبة الصدر"، وكذلك "ما يملكه من علوم بالفقه والأصول والفقه الاستدلالي وكتب البحوث التاريخية"، فضلًا عن ما وصفه بـ"المواقف الوطنية والشجاعة بالتصدي لكل أمر وحالة تمر بها الأمة الإسلامية".