بعد جولات عديدة من إعادة تشكيل التحالفات داخل البيت السني كضد نوعي لتحالف القوى العراقية بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في محاولة لإزاحته من منصبه، اتخذت الجبهة العراقية أولى الخطوات العملية من أجل ذلك، إذ قررت البدء بجمع تواقيع النواب لتقديم طلب إلى رئاسة البرلمان من أجل سحب الثقة عن رئيسه.
قال أثيل النجيفي إن كتلًا رئيسية داخل البيت الشيعي تدعم إقالة محمد الحلبوسي وجمعت نحو 80 نائبًا
وجاء في بيان مقتضب للجبهة، تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أن "الجبهة قررت جمع تواقيع السيدات والسادة النواب بواقع مائة وعشرة تواقيع وحسب القانون لتقديم طلب إلى رئاسة مجلس النواب لسحب الثقة عن السيد محمد الحلبوسي رئيس المجلس".
اقرأ/ي أيضًا: الجبهة العراقية تبدأ جمع التواقيع لإقالة الحلبوسي
وتشكلت الجبهة من خمس كتل سنية هي "المشروع العربي" و"الجماهير الوطنية" و"جبهة الإنقاذ والتنمية" و"الحزب الإسلامي" و"الكتلة العراقية المستقلة"، برئاسة زعيم جبهة الإنقاذ أسامة النجيفي.
وما زال الغموض يكتنف عدد نواب كل من الجبهتين، إذ أعلنت الجبهة الجديدة حصولها على 35 نائبًا من أصل 71 نائبًا سنّيًا في البرلمان، فيما ينفي تحالف القوى العراقية الذي يتزعمه الحلبوسي تلك المزاعم، مؤكدًا أن تحالفه يضم 42 نائبًا.
صراع زعامة.. قانون الانتخابات
الإصرار على إقالة الحلبوسي يثير الاستغراب في ظل تعقيد المشهد السياسي، وصعوبة الدخول في حلبة المفاوضات وترشيح شخصيات تحظى بقبول سياسي لخلافة الحلبوسي، إلا أن القوى السنية تبدو ماضية بخيار الإقالة، خاصة مع وجود زعيم حزب الجماهير الوطنية أحمد الجبوري "أبو مازن"، الذي يوصف بأنه عراب تسنم الحلبوسي منصبه.
وفي السياق، يعزو مصدر مطلع على آخر التطورات، جدل إقالة الحلبوسي إلى سببين، الأول "الصراع على زعامة البيت السني، لما يمثله من دور في صياغة موقف المكون في المشهد السياسي، والذي بدأ الحلبوسي يتوغل فيه على حساب الصقور، والذي يعد عاملًا مؤثرًا في الانتخابات وكسب الجمهور".
وحول السبب الثاني قال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب سياسية لـ"ألترا عراق"، أن "الحلبوسي عقد سلسلة تفاهمات مع زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وتحالف سائرون، حول تقسيم الدوائر الانتخابية بطريقة تناسب الأطراف الثلاثة، والتي عدها الجانب الذي ينافس الحلبوسي محاولة لتحييدهم، وضمان له بالظفر بأكبر عدد من مقاعد السنة".
ويعلّق المصدر على السبب الثاني بالقول، إن "تفاهمات الحلبوسي مع العامري وسائرون تمثل عامل اطمئنان له بشأن إقالته، فالقوى المتحالفة ضده تحتاج إلى دعم شيعي وكردي، ووجود أكبر كتلتين شيعيتين إلى جانبه يمنعها، مع أن موقف سائرون لا يعول عليه بشكل كبير، وإمكانية تغييره واردة".
شأن داخلي!
بحسب أعراف المحاصصة بعد 2003، فإن تحديد مصير رئيس إحدى الرئاسات الثلاثة يعتمد بالدرجة الأولى على إجماع "مكوّن" صاحب المنصب، وهذا هو موقف رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الذي تعهد لوفد الجبهة العراقية، بالوقوف مع الإجماع السني حول الإقالة، بحسب مصدر مقرّب من القوى التي تريد إقالة رئيس البرلمان.
وعلى خط موازٍ، ينظر القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية أثيل النجيفي، إلى جمع 110 نائب وفقًا للدستور الذي يشترط هذا العدد لتقديم طلب إقالة رئيس المجلس، دليل على موافقة القوى الشيعية والكردية.
وأضاف النجيفي لـ"ألترا عراق"، أن "كتلًا رئيسية داخل البيت الشيعي تدعم الإقالة وجمعت نحو 80 نائبًا".
وكان المتحدث باسم الجبهة العراقية النائب محمد الخالدي قد كشف في وقت سابق خلال حوار صحفي اطلع عليه "ألترا عراق"، عن الوصل إلى مراحل متقدمة مع عدد من الكتل بشأن إقالة الحلبوسي، مبينًا أنه "تم تقديم لائحة كبيرة إلى عدد من الكتل تضم العديد من التجاوزات".
في السياق، نفى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، تقديم حزبه وعدًا إلى أسامة النجيفي بدعم الجبهة العراقية للإطاحة برئيس البرلمان محمد الحلبوسي وترشيح شخصية جديدة.
قال مصدر في مكتب الحلبوسي إنه لم يتم تقديم طلب الإقالة لغاية جلسة السبت 7 تشرين الثاني/نوفمبر
وقال سلام في تصريح صحفي أطلع عليه "ألترا عراق"، إن "مسألة التحرك الحاصل بين الكتل السياسية السنية هي شأن داخل المكون، ونحن لا نتدخل به ولا ندعم طرف على حساب طرف آخر".
اقرأ/ي أيضًا: ما هي النقاط الخلافية لتأخير قانون المحكمة الاتحادية؟
وأضاف سلام أن "الكرد يحرصون على أن يلعبوا دورًا بتقريب وجهات النظر بين المختلفين، وفي الوقت ذاته يدعمون الاستقرار السياسي، وخاصة في ظل الأوضاع الحالية المتوترة".
من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع في مكتب الحلبوسي لـ"ألترا عراق"، عدم تقديم طلب الإقالة لغاية جلسة السبت 7 تشرين الثاني/نوفمبر، عادًا الحديث عن الإقالة "صراع سياسي يتعلق بقرب الانتخابات، ولا يمكن تحقيقه".
اقرأ/ي أيضًا:
صراع المكاسب السياسية والمآرب الشخصية.. هل يمكن إقالة الحلبوسي بالأغلبية؟
الأنبار و"صراع الزعامات".. الإسلامي "يسقط" في مبارزة بين الحلبوسي والخنجر!