دون سابق انذار، انهالت التصريحات المهاجِمة لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من نواب في تحالف سائرون اتهموا الأول بإضعاف المؤسسة التشريعية وتعطيل جلساتها والمجاملة والمساومة والاستفادة الشخصية، مطالبين بإقالته من منصبه.
مهاجمو الحلبوسي اتهموه بإضعاف المؤسسة التشريعية والمجاملة والمساومة والاستفادة الشخصية
اعتبر المهاجِمون أن إدارة الحلبوسي "الفاشلة والهزيلة" في العام ونصف العام أدت إلى فقر في التشريعات القانونية وضعف هيبة البرلمان الذي "لا يرقى مع الحكومة الجديدة ولا يمكن لرئاسته أن تتناسب مع أداء تلك الحكومة التي لدى رئيسها جدية في تصحيح المسار الخاطئ" بحسب النائب رامي السكيني، فيما يشير زميله بدر الصائغ في حديث تعطيل المجلس إلى أن الأخير لم يشرع إلا 60 قانونًا فقط لغاية الآن.
اقرأ/ي أيضًا: هل يمكن إقالة الحلبوسي؟ خبير قانوني يوضح
يضيف السكيني أن الحلبوسي "أسهم بتقسيم عمل البرلمان وساوم وماطل في إدارة المؤسسة التشريعية، وجامل في ملف الطعون لأكثر من 12 نائبًا وتعامل معها سياسيًا بالإضافة إلى قضية حضور النواب والنصاب غير المكتمل".
وبينما حمّل زميلهما النائب صادق السليطي رئيس البرلمان مسؤولية "التهرب من عقد جلسات المجلس ودعوة اللجان النيابية للانعقاد خلال الأشهر الماضية"، لفت السكيني إلى أن الحلبوسي "لم يقم باستجواب وزيرًا حتى على مستوى الأسئلة الشفهية".
واتهم زميلهم حسن الجحيشي، رئيس مجلس النواب بالانحياز لمكونات سياسية معينة على حساب كتل أخرى.
مآرب شخصية للحلبوسي
في السياق، اتهم النائب الآخر عن التحالف جواد حمدان، رئيس مجلس النواب باستغلال منصبه لأغراض شخصية وإضعاف دور المجلس لتحقيق "مآرب يبغي منها بناء إمبراطورية حزبية".
وكشف حمدان عن مساعٍ يقوم بها الحلبوسي لتمرير مشاريع وقوانين تصب في مصلحة كتلته، داعيًا رؤساء الكتل إلى اتخاذ موقف حازم مما يقوم به رئيس مجلس النواب، ويتفق معه النائب عن تحالف الفتح مختار الموسوي بوجود "مآرب شخصية" وراء تعطيل جلسات البرلمان لعدم وجود أي مبرر لهذا التعطيل في الوقت الراهن.
من جانبه، حمّل النائب عن ائتلاف النصر جمال المحمداوي رئيس مجلس النواب مسؤولية تعطيل عمل المجلس "الميت سريريًا"، وانتقد تجاهل الحلبوسي "المتعمد" لطلب 163 نائبا باستمرار عقد الجلسات داعيًا إلى "موقف حازم" اتجاه رئيس البرلمان.
ينقل النائب عن تحالف سائرون سعران الأعاجيبي "وجهة نظر" الحلبوسي بأن السبب عدم وجود جلسات هو وباء كورونا كون دول العالم جميعها في إجازة، وعقد جلسات تتطلب وجود 2000 موظف داخل المجلس.
يضيف الأعاجيبي في حديث لـ "ألترا عراق" أن "النواب يرون ضرورة البدء بالجلسات طالما حدث تصويت بذلك لكن الجلسات لم تَقُم"، مبينًا أن الحلبوسي "أخّر الجلسات كثيرًا".
مآرب شخصية لمعارضيه
لكن زميلة المحمداوي في "النصر" نهلة الراوي ترى أن الوضع في البلاد لا يسمح بتغيير الحلبوسي الذي "قدم عملًا جيدًا في منصبه"، فيما قالت إن هدف الكتل التي طرحت مسألة تغييره هو "الضغط لأجل الحصول على مكاسب شخصية لها ولأحزابها".
سعران الأعاجيبي لـ"ألترا عراق": سائرون ماضٍ في طريقه لإقالة الحلبوسي ويحاول إقناع الكتل الأخرى وهي ما بين مؤيد ورافض
ويشدد النائب رعد الدهلكي عن ائتلاف القوى بزعامة الحلبوسي في تصريح صحفي، على أن الغاية من دعوات إقالة الأخير "أخذ أكثر مكاسب سياسية" مع قرب اكتمال الكابينة الوزارية لحكومة الكاظمي، معتبرًا حجة الدعوات "غير مقبولة" والغاية منها استخدامها كورقة ضغط لتمرير بعض أسماء المرشحين للكابينة الوزارية.
اقرأ/ي أيضًا: الكاظمي يلمّح إلى تهديدات تطاله ويرد بـ"آية قرآنية": لابد من كشف ما يجري
فيما يحدد زميله في تحالف القوى النائب ليث الدليمي سبب الدعوات لإقالة الحلبوسي بأن قرارًا بالأغلبية اتخذ على إحدى الوزارات بالتصويت بالرفض أدى إلى اشتعال الأزمة فيما بعد، والقضية لا تخلو من فرض إرادات.
مواقف الكتل
يتحدث نواب سائرون عن وجود توجه لدى "الكثير من القوى السياسية لاستبدال رئيس البرلمان واقتناع القوى السياسية بتغييره".
لكن مقربين من الكتل الشيعية قالوا إن تحالف الفتح "غير متحمس" لإيجاد مشكلة سياسية جدديدة في حال إقالة رئيس البرلمان.
في السياق، يرى تيار الحكمة أن تغيير مجلس النواب لا توجد له مبررات حقيقية، ويقول النائب عنه حسن فدعم إن توجه كتلًا للتغيير "سياسي واضح ومحاولتها تغيير الخارطة صعب تحقيقه".
من جانبه، قال القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية أثيل النجيفي إن "الذين جاءوا بالحلبوسي هم من يُريد اليوم إقالته ونحن لا نرى أنفسنا طرفًا معهم في تقديمه ولا في إزاحته".
ويرى النجيفي أن "حقوق المكون في مكان بعيد عن الحلبوسي وزمرة الفساد وتقاسم الغنائم، وهي لن تُستحصل إلا كجزء من حقوق طبيعية يجب أن يتمتع بها كل العراقيين"، مبينًا أن "من يتحدث عن محاصصة في مناصبٍ لا يستطيع تقديم شيء فهو يقاتل لمكاسبه وليس للمكون علاقة به".
ودعا النجيفي في حديث لـ"ألترا عراق" إلى "إزاحة كل هذا البرلمان الذي سيطر عليه الفاسدون والتعجيل بانتخابات مبكرة حرة ونزيهة لكي تعيد القطار لمساره الطبيعي".
الأغلبية أم التوافق؟
ينتظر تحالف سائرون ردود فعل الكتل الأخرى بحسب النائب سعران الأعاجيبي الذي أشار إلى أن التحالف يملك 54 نائبًا ويجب الحصول على (النصف +1) لإقالة الحلبوسي"، مبينًا في حديث لـ"ألترا عراق" أن "سائرون ماضٍ في طريقه ويحاول إقناع الكتل الأخرى وهي ما بين مؤيد ورافض".
فيما تحدث النائب عن تحالف المدن المحررة طلال الزوبعي عن وجود 42 نائبًا يطالبون بإقالة رئيس البرلمان تدعمهم قوى شيعية كسائرون والفتح ودولة القانون والحكمة، كاشفًا عن وجود 130 نائبًا وقعوا على طلب إقالة الحلبوسي.
يحتاج الساعون للإطاحة بالحلبوسي قانونيًا إلى "أغلبية بسيطة" لإقالته في مجلس النواب وفق المادة 59 من الدستور بحسب الخبير القانوني طارق حرب
مقابل ذلك، يقول الوزير الأسبق جاسم محمد جعفر إن هناك توافقًا سياسيًا بين القوى السنية والكردية لمنع استبدال رئيسي الجمهورية والبرلمان، لافتًا إلى أن تلك القوى "تمتلك نحو 90 نائبًا وستحشد أًصوات أخرى لمنع أي حراك لاستبدال الحلبوسي وصالح".
اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: تشكيل حكومة الكاظمي.. تحول فعلي أم تسوية عابرة؟
قانونيًا، يحتاج الساعون للإطاحة بالحلبوسي إلى "أغلبية بسيطة" لإقالته في مجلس النواب وفق المادة 59 من الدستور بحسب الخبير القانوني طارق حرب الذي أشار إلى أن "موافقة 84 نائبًا كافية لإقالة رئيس مجلس النواب في حال تحقق النصاب بحضور 165 نائبًا".
لكن سياسيين ومراقبين تحدثوا عن صعوبة إقالة الحلبوسي دون وجود توافقات سياسية، وأكد في هذا الصدد النائب محمد الكربولي المقرب من رئيس البرلمان في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" أن "التوافقات هي من جاءت بالحلبوسي وهي من تُخرجه"، مبينًا أن سائرون وكتل تحالف الإصلاح لم تصوت أصلًا للحلبوسي عند اختياره لرئاسة المجلس لكي تستطيع إزاحته الآن.
مؤخرًا، أعلن تحالف سائرون أنه سيتقدم بورقة مطالب إلى رئيس مجلس النواب بعد عيد الفطر لتصحيح مساره في رئاسة المجلس وتقوم عمله وأداء لجانه.
وقال النائب عن التحالف جواد الموسوي إن هذه المطالب ستُقدم مع إعطاء سقف زمني لتحقيقها، وبعكسه سيكون لنا "كلام آخر".
اقرأ/ي أيضًا: