ألترا عراق ـ فريق التحرير
ردود فعل "متفجرة" لا تخلو من "الشتائم والتهديدات" تلقاها مستشار رئيس الوزراء هشام داوود، على خلفية تصريحات لشبكة (البي بي سي) أثارت غضب الجبهات الشعبية والسياسية المقربة والحاضنة للفصائل المسلحة، التي اعتبرت هذه التصريحات تحمل إساءة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الأمر الذي دفع داوود لإصدار توضيحين خلال أقل من 24 ساعة، فضلًا عن اتخاذ الكاظمي قرارات تتعلق بالقضية.
المنصات الإعلامية غير الرسمية المرتبطة بالفصائل ابتدأت جولة التصعيد بتوجيه رسائل وتهديدات لمستشار رئيس الوزراء هشام داوود
داوود وفي برنامج وثائقي بثته شبكة (البي بي سي) جزءًا أوليًا منه، قال إن "سليماني كان يعتقد أنه المسؤول عن العراق ويدخل ويخرج كما يشاء، فيما فرضت الحكومة الحالية على خلفه قاآني أن يأتي بفيزا من الباب الصحيح".
اقرأ/ي أيضًا: زعيم كتائب حزب الله يظهر لأول مرة في العراق.. والكاظمي يرد بجولة
المنصات الإعلامية غير الرسمية المرتبطة بالفصائل ابتدأت جولة التصعيد، بتوجيه رسائل وتهديدات الى عدد من النواب، مطالبيهم باتخاذ موقف من داوود والضغط لإقالته، فضلًا عن تهديدات باتخاذ اجراءات تصعيدية واقتحامات.
وعلى خطى المنصات المقربة من الفصائل، خرجت الكتل السياسية المقربة من الفصائل وإيران والحشد الشعبي، المنضوية تحت تحالف الفتح عبر ممثلين عن العصائب وبدر وغيرها من الشخصيات السياسية المشابهة، ببيانات وتغريدات أمطرت فيها داوود بشتائم وتهديدات، حيث قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية مهدي الآمرلي في تغريدة، إنه "في كل مرة لا يتوانى مستشار رئيس الوزراء المدعو هشام داوود في التجاوز على الشهداء الذين حرروا العراق وآخرها تجاوزه على ضيف العراق الشهيد قاسم سليماني الذي وصفه الإمام السيستاني بأحد قادة النصر في العراق".
وأضاف: "أود أن أقول لداوود إنه عندما اكتسح الإرهاب العراق وهو متسكع في ملاهي أوروبا، كان سليماني متواجدًا معنا في سواتر العز والشرف والجهاد في آمرلي ولم يغادر العراق حتى شارك في كل عمليات التحرير واستشهد على أرضه"، داعيًا الكاظمي إلى أن "يتخذ موقفًا واضحًا من مستشاره "الوضيع" ويقيله فورًا او يبيّن لنا موقفه بكل صراحة".
من جانبه، كتب النائب عبد الأمير التعيبان الدبي، في تغريدة تابعها "ألترا عراق"، قائلًا: "داوود .. مثلك لا يتحدث عن سليماني، فأنت منه محل الثرى من الثريا ...".
فيما وصف عضو تحالف الفتح محمد الغبان، داوود بتغريدة على تويتر بأنه "مصاب بعمى الألوان وفاقد البصر والبصيرة، ولا تستغرب هذه التصريحات منه".
واضطر داوود إلى أصدار أول توضيح ببيان يوم أمس الاثنين، قال فيه إن "المقابلة الصحفية كانت في نطاق فيلم تسجيلي ذي طابع تاريخي، وأنها جرت قبل أكثر من شهرين من بثها"، مضيفًا أنه تحدث "في الفيلم بلغة حرة باعتباري باحثًا وأكاديميًا مختصًا في الشأن العراقي، ولم أتحدث بصفة رسمية، وما ورد في حديثي ينطلق من كوني باحث استقيت معلوماتي من أبحاث أجريتها في السنوات السابقة وهي ليست بالضرورة معلومات حكومية".
وأكد داوود التزامه "بمعايير الدولة الوطنية العراقية وخطابها الرسمي، وثوابتها، وأن أي لبس أو سوء فهم في هذا الموضوع لم يكن مقصودًا".
ولم يقف الأمر هنا، فبينما لا زالت ردود الفعل السياسية من الكتل المقربة من إيران، مستمرة ومتصاعدة، اضطر داوود أن يصدر توضيحًا آخر خلال أقل من 24 ساعة، مشيرًا في توضيحه الأخير أنه "ما زالت ردود الأفعال مستمرة بين أوساط عراقية بسبب تصريحاتي الأخيرة على قناة البي بي سي، وإذ اتفهم ردود الأفعال الغاضبة هذه، لا بد من التوضيح مجددًا بأن الدقائق المقتطعة تلك جاءت ضمن فيلم تسجيلي طويل لم يبث بعد، وأن من يتفحص ما صدر عني لن يجد أي تقليل من شأن الشخصيات الهامة التي وردت اسماؤها، وأرجو أن يكون هذا التوضيح بمثابة اعتذار لكل من فهم حديثي بغير مقاصده".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مطلعة، بأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أصدر أمرًا بتجميد عمل المستشار هشام داوود، على خلفية تصريحاته، فيما وجه بفتح تحقيق بالتصريحات.
قالت مصادر إن الكاظمي أصدر أمرًا بتجميد عمل المستشار هشام داوود، على خلفية تصريحاته بخصوص سليماني
في الأثناء، أعاد مكتب رئيس الوزراء الكاظمي، تذكر المؤسسات العسكرية كافة بتوجيه سابق، يمنع الظهور الإعلامي "منعًا باتًا لجميع المنتسبين في الأجهزة العسكرية والأمنية، والتصريحات في وسائل الإعلام بشتى أنواعها عن معلومات ومواقف قد يمس بها الأمن الوطني العراقي إلا بعد استحصال موافقة رئيس الوزراء شخصيًا".
اقرأ/ي أيضًا:
دخان ودم واعتقالات.. ماذا حدث في ليلة مطاردة الفصائل المسلحة؟
الحشد ينفي مقاضاة قيادي في الكتائب هدد بـ "قطع أُذُنِي" الكاظمي