شبكة الإعلام العراقي، هي مؤسسة إعلامية عراقية تابعة للدولة العراقية، ممولة من المال العام، وهي هيئة "مُستقلة" مرتبطة بمجلس النواب العراقي، أسست عام 2003. كانت مدعومة في بداية تأسيسها من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة. تضم الشبكة، الآن، فضائيتي "العراقية العامة" و"العراقية الإخبارية"، بالإضافة إلى صحيفة الصباح ومجلة الشبكة، وإذاعة جمهورية العراق، والقناة التركمانية، والقناة الرياضية. قبل أن يمر العراق بأزمة اقتصادية، كانت الشبكة تضم مؤسسات أكثر من المتوفر الآن، لكنها ألغت عددًا من هذه المؤسسات.
يعبر العراقيون عادة عن عدم رضاهم عن ما تقدمه شبكة الإعلام العراقي إذ بقيت لسنوات أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة
تعاقب على الشبكة منذ العام 2003 وحتى الآن، كل من أحمد الركابي، الذي يُدير إذاعة دجلة العراقية الآن، وجلال الماشطة، الذي توفي في نيسان/أبريل الماضي وهو في منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو، وحبيب الصدر، الذي عُين قبل سنوات سفيرًا للعراق في دولة الفاتيكان، وحسن الموسوي، وعبد الكريم السوداني، ومحمد عبد الجبار الشبوط، وآخرهم علي الشلاه الذي عُين قبل أسابيع، وهو نائب سابق عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.
اقرأ/ي أيضًا: الإعلام الموريتاني.. تنوع وانفتاح وفوضى أيضًا
في الشبكة، بحسب موظفين فيها، يوجد ما يقارب الـ4500 موظفًا. هؤلاء يتوزعون على مؤسسات الشبكة في بغداد ومكاتبها في المحافظات العراقية الـ18، بالإضافة إلى المكاتب الإقليمية والدولية. أيضًا، هناك مجلس في الشبكة يُسمى مجلس "الأمناء"، هؤلاء يصوت عليهم مجلس النواب بعد أن يُرشحوا للمنصب، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم ينتمون لكتل سياسية عراقية. ويخضع المجلس للمحاصصة السياسية، مثل أية مؤسسة عراقية أخرى.
في نيسان/أبريل 2016، أقيل محمد عبد الجبار الشبوط المنتمي لحزب الدعوة الإسلامية من منصبه، مديرًا للشبكة، وعُين مدير الدائرة القانونية فيصل ريكان بالوكالة. وبعد أربعة أشهر، عُين علي الشلاه الذي كان رئيسًا لمجلس الأمناء، مديرًا للشبكة، والشاعر مجاهد أبو الهيل رئيسًا للمجلس بدلًا عن الشلاه. عُين أيضًا الشاعر العراقي، شوقي عبد الأمير، رئيسًا لتحرير صحيفة الصباح.
هذا التعيين تزامن مع التعيينين الخاصين بمدير شبكة الإعلام ورئيس هيئة الأمناء. تبدلت بعض الأسماء في الأقسام والشعب والدوائر الفنية في الشبكة، وُدفع بأسماء جديدة لاستلام بعض المسؤوليات. كما عُين الشاعر أحمد عبد السادة نائبًا لرئيس التحرير، الذي كان يشغل منصب مسؤول صفحة الرأي في الصحيفة. ويبدو أن التغيير الذي حصل على مستوى الأفراد في تسلم مهام جديدة وإعفاء المسؤولين السابقين، يراد منه خلق روح جديدة في شبكة الإعلام العراقي، التي لا ترتبط بعلاقة إيجابية مع المشاهد العراقي.
في خضم التغيرات التي تشهدها شبكة الإعلام العراقي، هل سيتمكن أصحاب الكفاءة من كسب الصراع مع الكتل السياسية التي أخضعت المؤسسة للمحاصصة؟
اقرأ/ي أيضًا: الإعلام العامل في ليبيا.. "من أنتم"؟
العراقيون يعتبرون شبكة الإعلام العراقي، مؤسسة يمكن من خلالها معرفة أخبار الحكومة العراقية، والقرارات التي تصدر عنها، لكنهم وبحسب ما يُكتب في المنصات الاجتماعية، يعبرون عن عدم رضاهم عن هذه المؤسسة. يُقال إن الشبكة تعاني من ترهل على مستوى الموارد البشرية، وهو ما يؤثر على صناعة محتوى إعلامي يخاطب المتلقي العراقي بطريقة تتناغم مع ما يعيشه من أوضاع خربة. لكن هذه المؤسسة بقيت طوال السنوات الماضية، أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة، وهو ما أسهم في خلق فجوة كبيرة بينها وبين المتلقي العراقي.
على مستوى صحيفة الصباح، التي يرأسها الآن الشاعر شوقي عبد الأمير، لم يتغير المحتوى الذي كانت عليه في السابق، ما طرأ حتى الآن من تغيير كان في التصميم الخاص بالمطبوع الورقي، حتى الموقع الإلكتروني بقي مثلما كان.
ويقترح عدد من الصحفيين، أن تعمل شبكة الإعلام العراقي على تجاوز الحدود العراقية، بما أنها تمثل رأي الدولة العراقية. لكن هناك سؤال يبقى في خضم التغيرات التي تشهدها شبكة الإعلام العراقي، هل سيتمكن أصحاب الكفاءة من كسب الصراع مع الكتل السياسية العراقية التي أخضعت المؤسسة للمحاصصة، وهل ستكون قادرة على تغيير محتوى الصحيفة الذي لم يتقبله جزء واسع من العراقيين.
اقرأ/ي أيضًا: