ألترا صوت ـ فريق التحرير
سيمضي عام كامل منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2017 استعادة جميع الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش، لكن إعلان التحرير كان بداية لتحديات جديدة، بعد تأثر هذه المحافظات والأراضي بالقصف والمعارك التي أحالت بعض المناطق إلى ركام وخراب، مع غياب الإعمار والمشاريع التي تعيد البنية التحتية للمحافظات المحررة.
بقيت الكوارث البيئية، أو الانهيارات الأمنية تؤثر بشكل كبير على المحافظات العراقية المحررة من داعش، لهشاشة بنيتها التحتية
وبعد أن قدمت حكومة عادل عبد المهدي الجديدة، مشروع الموازنة الاتحادية للعراق لعام 2019 إلى البرلمان، لأجل المصادقة عليها واعتمادها، اعترض عليها نواب المحافظات المحررة، بدعوى أنها موازنة لا تكفي لإعمار محافظاتهم وتدل على إهمال متعمد من قبل الحكومة.
منذ ذلك الوقت، بقيت الكوارث البيئية، أو الانهيارات الأمنية تؤثر بشكل كبير على المحافظات لهشاشة بنيتها التحتية المتأثرة بالصواريخ والنيران التي تواصلت لأكثر من عامين.
تستمر الأمطار في المحافظات المحررة من داعش منذ أيام، إضافة إلى السيول الناتجة عن غزارة الأمطار، وقد أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، عن تعرض 1500 خيمة للنازحين للغرق والانجراف في الموصل، شمال البلاد، بينما طالب عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان اطلع عليه "ألترا صوت"، الحكومة "بإعلان حالة الكارثة الإنسانية في مدينة الشرقاط ومخيمات النازحين جنوب الموصل بسبب السيول والأمطار".
اقرأ/ي أيضًا: البراميل من جهة والبطالة من جهة أخرى
وفي حديثها لـ"ألترا صوت"، أشارت مصادر محلية إلى حدوث كوارث إنسانية في محافظتي الموصل وصلاح الدين، حيث لقي 7 أشخاص (امرأتان وخمسة أطفال) مصرعهم، في 23 تشرين الثاني/ ديسبمر، جرّاء سيول جارفة نجمت عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت عدة قرى في قضاء الشرقاط شمالي صلاح الدين.
فيما كشف النائب قتيبة الجبوري غرق أكثر من 3 آلاف منزل، مشيرًا إلى أن هذا "يعني أن هناك أكثر من 3 آلاف عائلة باتت مشردة وبحاجة إلى إغاثة عاجلة"، محذرًا من "تفاقم الوضع يوم الأحد في 25 تشرين الثاني/ ديسبمر في حال سوء الحالة الجوية".
وأعلنت قيادة عمليات صلاح الدين، في 24 تشرين الثاني/ ديسمبر الجاري، مصرع وإصابة تسعة أشخاص وتدمير 250 منزلًا في الشرقاط جراء السيول والأمطار، بالإضافة إلى نفوق 1200 رأس غنم، مبينة أن "بعض القرى في قضاء الشرقاط تعرضت إلى الغرق نتيجة السيول الجارفة السريعة، ومنها قرية الحورية التي يصل عدد سكانها الى 4000 مدني وعدد دورها ٤٥٠ دار تقريبًا".
بينما صرحت وزارة الصحة العراقية، عن حصيلة ضحايا موجة السيول والأمطار التي تعرضت لها المحافظات، لافتة إلى أن عدد القتلى والمصابين بلغ 32 حالة.لكن بعض الروايات الأخرى، تفيد بوفاة 10 نازحين أطفال من الساكنين في مخيمات ناحية القيارة جنوب الموصل، بسبب السيول الناتجة عن غزارة الأمطار.
من جهته، أمر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بتشكيل خلية أزمة لإنقاذ المدنيين العالقين بسبب الأمطار والسيول، لكن عراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا بالإسراع في إعمار المناطق المحررة لتخفيف معاناة أهالي هذه المحافظات، ووجد وآخرون هذه الأحداث فرصة لإعلان التضامن مع أبناء المحافظات التي كانت تقبع تحت قبضة تنظيم داعش.
ولا تزال الأبنية الخدمية وغير الخدمية منها، إضافة إلى المنازل، مهدمة بشكل كامل في المحافظات المحررة، فيما تقدم الجهات المسؤولة في بغداد الوعود بإعمارها وتغيير واقعها منذ إعلان الانتصار على داعش، لكن إلى الآن لم يتحقق شيء على أرض الواقع.
اقرأ/ي أيضًا: غابة السلاح في العراق.. العنف الذي لا تحتكره الدولة!
لقد بدا أن آثار مشاكل السيول والأمطار الاخيرة، كانت دلالة على فشل الحكومة في التعامل مع مرحلة ما بعد داعش، إذ إنها وعدت أن "النصر سيليه بناء"، لكن ما رآه العراقيون في تلك المناطق مجرد مناكفات سياسية، فضلًا عن تحالفات مع من ساهم بتدمير تلك المناطق.
يبقى ملف إعادة الإعمار هو التحدي الأكبر أمام عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي الجديد، خاصة بوجود آلاف النازحين في المخيمات
من المرجح أن ملف إعمار المناطق المحررة، سيبقى متأثرًا بالتحالفات السياسية لسياسيي تلك المحافظات، فضلًا عن الوضع الإقليمي المرتبط بالتصعيد الإيراني الأمريكي، لاسيما وأن الفصائل المسلحة التابعة لإيران تسيطر على جزء كبير من هذه المحافظات، وتضعها ضمن نقاط قوتها في التفاوض السياسي للاستفادة منها، في تشكيل الحكومة وملفات أخرى.
فيما يبقى ملف الإعمار هو التحدي الأكبر أمام عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي الجديد، خاصة بوجود آلاف النازحين في المخيمات، مع تغير الطقس، والأمطار المستمرة في الشتاء، فضلًا عن حرارة الصيف وشمسه اللاهبة في العراق.
اقرأ/ي أيضًا: