الترا عراق - فريق التحرير
على وقع وفاة أحد أبرز نجوم الكرة العراقية، أحمد راضي، في العاصمة بغداد متأثرًا بإصابته بـ "كوفيد – 19"، ثارت موجة جديدة من الغضب والانتقادات اللاذعة ترتبط بالواقع الصحي في البلاد، مع اتهامات إلى خلية الأزمة بالفشل في إدارة ملف الجائحة، إذ ارتفعت دعوات إلى إقالة وزير الصحة في حكومة مصطفى الكاظمي.
وتوفي أسطورة الكورة العراقية، صباح الأحد 21 حزيران/يونيو، بعد أيام من الصراع مع الفيروس القاتل، داخل مستشفى النعمان في بغداد، حيث كان مقررًا أن يتجه إلى العاصمة الأردنية عمان لاستكمال العلاج، لكن الآجل كان أسرع.
"سقط في الحمام..!"
بدأت موجة الانتقادات والغضب، حين أكدت إدراة المستشفى أن أحمد راضي توفي بعد أن رفع قناع الأكسجين لغرض الدخول إلى دورة المياه قبل أن يفقد الوعي ثم يفارق الحياة.
وقال مدير مستشفى النعمان في بغداد، صلاح العزي، الذي تلقى انتقادات لاذعة، إن "أحمد راضي كان بصحة جيدة جدًا الليلة الماضية، حتى إنه تحدث مع عائلته عبر الهاتف".
وأضاف، أن النجم العراقي "أزال جهاز الأكسجين صباح اليوم لدخول دورة المياه، لكنه فقد الوعي في تمام الساعة 7:15 صباًحا"، مبينًا أن "الأطباء أجروا له الإسعافات الطبية دون جدوى، حيث فارق الحياة في الساعة 7:45 من صباح الأحد".
آخر ظهور..
وفي آخر ظهور له، أكد النجم الدولي الكروي العراقي أحمد راضي مساء السبت 20 حزيران/يونيو، في مقطع فيديو من داخل مستشفى النعمان أن حالته الصحية بدأت تتحسن نسبيا بعد اخضاعه للعلاج قائلاً: "كنت أعاني من مشكلة في النوم، واليوم استطعت أن أنام".
وتابع: "أشعر في بعض الأحيان بصعوبة بالتنفس وهذا أمر طبيعي"، مشيراً إلى تحسن حالته الصحية بشكل نسبي.
المقطع أثار غضبًا ضد مدير المستشفى، حيث عده ناشطون ومتابعون "انتهاكًا لحقوق المرضى"، وفق الأعراف الطبية العالمية ومعايير حقوق الإنسان، متهمين مدير المستشفى بـ "الترويج له مستغلاً الوضع الصحي المؤلم للنجم الراحل".
"حاسبوهم.."
وطالب إعلاميون رياضيون بمحاسبة إدارة مستشفى النعمان التي كان يرقد فيها أحمد راضي ومن قبله علي هادي.
وكتب مقدم البرامج الرياضية طه أبو رغيف، "حين يموت الأسطورة بحمام المستشفى، هنا يجب أن نضع المستشفى وإدارتها تحت المساءلة فأين الممرضون والطبيب"، متسائلًا "كيف يسمحون له بترك جهاز التنفس والذهاب للحمام؟".
وقال المدون علاء مصطفى، إن "مواقع التواصل الاجتماعي تضج بتغريدات النعي لفقيدنا الكابتن احمد راضي، فيما استذكرت تصريحات رئيس خلية الأزمة قتيبة الجبوري، بالتالي ألم يحن وقت تقديمه للعدالة هو وخليته المشؤومة؟ ومساءلة وزير الصحة عن سوء إدارته ورئيس الحكومة لسوء اختياره؟".
فيما طالب الناشط والصحفي حيدر الموسوي، بـ "استبدال وزير الصحة الحالي وإعادة الوزير السابق جعفر علاوي والا سيتساقط الناس في الشارع".
"ترند متشح بالسواد.."
وأطلق مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، وسمًا حمل اسم أحمد راضي، غرد تحته الآلاف بحزن وغضب من الواقع الصحي في البلاد ومن بينهم شخصيات سياسية وفنانون ورياضيون عراقيون وعرب.
وكتب عضو مجلس النواب السابق، حيدر الملا، مخاطبًا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في تدوينه له، إن "التزام السلطة تحقيق نتيجة وليس بذل عناية، والسوء في إدارة الأزمة الوبائية يتحملها وزير الصحة، لذا إقالته أصبحت مسؤولية أخلاقية فأرواح العراقيين ليست رخيصة".
وتلقى الملا هو الآخر حزمة من الانتقادات والشتائم، حيث حمله عدد من المتفاعلين مسؤولية الواقع البائس للنظام الصحي في العراق، والذي قد ينهار في أي لحظة، كما تؤكد صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير نشر مؤخرًا.
"نعرة طائفية.."
وشملت الانتقادات أيضًا، كتابًا مقربين من الفصائل المسلحة وطهران، كانوا قد عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ"الاهتمام الشديد" بالنجم أحمد راضي، على العكس من زميله علي هادي، بناءً على "الانتماء الطائفي".
وأثارت تلك التدوينات عاصفة من الردود الغاضبة التي صدرت عن صحافيين وناشطين ومتابعين، هاجموا الأصوات التي تحاول "إحياء النعرات الطائفية"، على حد تعبيرهم، مؤكدين أن "فساد الأطراف التي ينتمي إليها أولئك الكتاب كانت سببًا في وفاة هادي وراضي وأكثر من ألف عراقي خلال أسابيع قليلة".
اقرأ/ي أيضًا:
بعد نجوم كرة ومسؤولين.. "كورونا" يتسلل إلى صفوف الفنانين العراقيين
"موجة" قادمة من 4 دول.. منظمة الصحة العالمية تحذّر العراقيين