الترا عراق - فريق التحرير
قالت "وكالة" رويترز"، الأحد، إن الاقتراع العام الذي شهدته البلاد اليوم سجل أعلى نسبة مقاطعة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق.
يقول مسؤولون عراقيون ودبلوماسيون ومحللون أجانب إنّ نتيجة الانتخابات لن تغير بشكل كبير ميزان القوى في العراق
واستندت الوكالة في تقرير ترجمه "الترا عراق"، 10 تشرين الأول/أكتوبر، إلى معلومات من مفوضية الانتخابات وتصريح مسؤولة البعثة الأوروبية للمراقبة.
وخلص التقرير، إلى أنّ نتائج الانتخابات "لن تقود إلى تغيير على مستوى البلاد أو الشرق الأوسط" باستثناء نفوذ أكبر لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "المتمرد المحافظ".
ورأى التقرير، أنّ الانتخابات عكست بشكل واضح حجم الغضب الشعبي من النظام المسؤول عن مقتل وإصابة آلاف المتظاهرين والناشطين، والأطراف السياسية "الفاسدة".
نص التقرير دون تصرف:
أشار مسؤولون انتخابيون إلى أنّ العراق أجرى يوم الأحد انتخابات برلمانية اجتذبت واحدة من أصغر الإقبالات المسجلة، وهي نتيجة توحي بتناقص الثقة في القادة السياسيين والنظام الديمقراطي الذي جلبه الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
ومن المتوقع أن تجتاح النخبة الحاكمة الراسخة التي يهيمن عليها الإسلاميون والتي تمتلك أقوى أحزابها أجنحة مسلحة الانتخابات، حيث ينظر إلى الحركة التي يقودها رجل الدين الشيعي الشعبوي مقتدى الصدر، الذي يعارض كل التدخل الأجنبي والذي يعتبر منافسوه الرئيسيون الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران، على أنها أكبر كتلة في البرلمان.
اقرأ/ي أيضًا: إغلاق صناديق الاقتراع.. عنوان كبير للمقاطعة والحكومة تحتفل
ويقول مسؤولون عراقيون ودبلوماسيون ومحللون أجانب إنّ مثل هذه النتيجة لن تغير بشكل كبير ميزان القوى في العراق أو الشرق الأوسط الأوسع، لكن بالنسبة للعراقيين قد يعني ذلك أن زعيم تمرد سابق وإسلامي محافظ يمكن أن يزيد من نفوذه على الحكومة.
وفي مدينة الصدر في بغداد، شهد مركز اقتراع أنشئ في مدرسة للبنات عددًا قليلاً من الناخبين.
وقال المتطوع الانتخابي حميد ماجد (24 عامًا) إنه صوت لمدرسته القديمة المرشحة للصدريين.
وقال، "لقد علمت الكثيرين منا في المنطقة حتى يصوت لها كل الشباب. إنه الوقت المناسب للحركة الصدرية. الناس معهم".
وقال مسؤولان في اللجنة الانتخابية، وفق التقرير، إنّ نسبة مشاركة الناخبين المؤهلين في جميع أنحاء البلاد بلغت 19 في المائة بحلول منتصف النهار. وبلغت نسبة المشاركة 44.5 في المائة في الانتخابات الأخيرة في عام 2018.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة مساء.
ويبدو أن هذا هو أدنى إقبال في أي انتخابات منذ عام 2003، وفقا لمعلومات لجنة الانتخابات في مراكز الاقتراع التي زارتها "رويترز" في جميع أنحاء البلاد.
وتجرى الانتخابات قبل عدة أشهر بموجب قانون جديد يهدف إلى مساعدة المرشحين المستقلين - ردًا على الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة منذ عامين.
وقال مدرس مدرسة ثانوية يدعى عبد أمير حسن السعدي إنه قاطع الانتخابات.
وقال السعدي الذي يقع منزله بالقرب من مركز اقتراع في حي الكرادة الذي تقطنه الغالبية الشيعية في بغداد "فقدت ابني حسين (17 عامًا) بعد أن قتل بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها الشرطة خلال تظاهرات بغداد".
وأضاف، "لن أصوت للقتلة والسياسيين الفاسدين لأن الجرح الذي عانيناه أنا وأمه بعد فقدان ولدنا لا يزال ينزف".
وقالت فيولا فون كرامون، كبيرة مراقبي الانتخابات في العراق في الاتحاد الأوروبي، إن الإقبال المنخفض نسبيًا يعني الكثير.
وقالت للصحافيين "إنّها إشارة سياسية واضحة بالطبع ولا يسع المرء
إلاّ أن يأمل في أن يسمعها السياسيون والنخبة السياسية في العراق".
ومع ذلك، كان بعض العراقيين حريصين على التصويت خامس اقتراع برلماني في العراق منذ عام 2003 - ويأملون في التغيير. وفي كركوك قال أبو عبد الله إنّه وصل للتصويت قبل ساعة من فتح مراكز الاقتراع.
وأضاف "نتوقع أن يتحسن الوضع بشكل كبير".
وذكرت لجنة الانتخابات أن ما لا يقل عن 167 حزبًا وأكثر من 3200 مرشحًا يتنافسون على مقاعد البرلمان الـ 329. وغالبًا ما تعقب الانتخابات العراقية محادثات مطولة حول رئيس ورئيس وزراء ومجلس وزراء.
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لم يترشح للانتخابات لكن المفاوضات بعد التصويت قد تشهد حصوله على فترة ولاية ثانية. ولا يملك كاظمي، الذي ينظر إليه على أنه صديق للغرب، أي حزب لدعمه.
اقرأ/ي أيضًا: إرباك في مراكز الانتخابات.. المفوضية تعلق حول أعطال أجهزة الاقتراع
وللأكراد حزبان رئيسيان يحكمان إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، وللسنة هذه المرة كتلتان رئيسيتان.
وقال كاظمي للصحافيين وهو يدلي بصوته "أدعو الشعب العراقي إلى الخروج والتصويت للعراق ولمستقبلهم".
ودعت حكومة كاظمي إلى التصويت في وقت مبكر ردًا على احتجاجات عام 2019 التي أطاحت بالإدارة السابقة.
وشملت مطالب المحتجين عزل النخبة الحاكمة التي يعتبرها معظم العراقيين فاسدة. وقمعت المظاهرات بوحشية وقتل نحو 600 شخص على مدى عدة أشهر.
فالعراق أكثر أمانًا مما كان عليه منذ سنوات، والطائفية العنيفة أقل حضورًا منذ أن هزم العراق تنظيم «الدولة الإسلامية» السني المتشدد في عام 2017 بمساعدة تحالف عسكري دولي وإيران. لكن الفساد وسوء الإدارة يعنيان أن العديد من سكان العراق الـ 40 مليون نسمة يفتقرون إلى فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم والكهرباء.
"لماذا لا أصوت؟ لأنني لا أثق بالناس أولئك الذين انتخبناهم، ماذا فعلوا؟" سأل محمد حسن، أحد سكان البصرة. "انظروا إلى القمامة، والقذارة ... مشاريع الحكومة السابقة، أين هم؟"
وتتنافس الولايات المتحدة وعرب الخليج وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى على التأثير على العراق، الذي يوفر لطهران بوابة لدعم الحلفاء المسلحين في سوريا ولبنان.
وأطاح غزو عام 2003 بصدام حسين، وهو مسلم سني، وقفز إلى السلطة الشيعة والأكراد الذين كانوا مضطهدين في عهد صدام. فقد أطلقت العنان لسنوات من العنف الطائفي، بما في ذلك استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث البلاد بين عامي 2014 و2017.
اقرأ/ي أيضًا:
اقتراع قد يُكلف الولاية الثانية.. لماذا حذف الكاظمي فيديو التصويت؟