تلج دنيا ميخائيل إلى عالم النساء اللواتي اتخذهن تنظيم "داعش" سبايا، إثر سقوط ثلث مساحة العراق بيد التنظيم في حزيران/يونيو عام 2014، وذلك في كتابها الجديد "في سوق السبايا" (منشورات المتوسط)، فيما سوف تصدر ترجمته الإنجليزية في وقت لاحق.
في كتابها "في سوق السبايا"، تقول دنيا ميخائيل: ألمُنا يوجِعُ أكثر
وقد أجرت ميخائيل، الشاعرة الأبرز في جيل الثمانينيات الشعري العراقي، لقاءات مطوّلة مع النساء الأيزيديات الناجيات من تنظيم "داعش"، لتسرد في كتابها الوحشية التي تعرّضن لها على يد التنظيم الذي يحارب العراق منذ أكثر من عامين للخلاص منه. ولا تعتمد أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة "أوكلاند"، بولاية "مشيغان" الأمريكية، على شهادات النسوة فحسب، وإنما تعتمد أيضًا على قصص الأطفال والرجال الناجين من المجازر التي ارتكبها "داعش" بحقّ سكّان محافظة نينوى، ثاني أكبر مدن العراق من حيث عدّد السكّان.
اقرأ/ي أيضًا: علي الشوك.. سيرة ثقافية
وقد تحول عبد الله، الذي تعرفت ميخائيل عليه مصادفة، إلى واحد من أهم المصادر في الكتاب، إذ صار مرّبي النحل بما يشبه الصندوق الأسود لأحزان "سبايا" تنظيم "داعش"، وهو الذي أنقذ العديد منهن عندما كان في طريقه إلى إنقاذ أخته ساعة اقتحم "داعش" جبال سنجار، أو "شنكال" بحسب ما يسميها الأيزيديون والكرد.
وقصّ عبد الله، في كل يوم من أيام السنة، قصّة للكاتبة عن "سبيّة" أنقذها، أو أخفق في إنقاذها، وهو الأمر الذي دفعها بعد من تدوين قصص عبد الله، وبعد عشرين عامًا من الغياب عن العراق، إلى العودة إلى البلاد لتلتقي أولئك الواقفين على حواف مقابر جماعية تحوي عظام جدّات لم يصلحن كسبايا وأحفادهن الملتصقين بهن ورجال فُصلوا عن عائلاتهم. هكذا وقفت ميخائيل على أطلال "سنجار" التي باتت مقبرة جماعية للسكّان الأيزديين الذين يصنفّون كأقلية في العراق.
تقول ميخائيل: "صحيح أن العنف متوفر ورخيص، كالهواء، في كل مكان، والألم موجود كذلك في كل مكان"، قبل أن تضيف: "إنما ألمُنا يوجِعُ أكثر!".
اقرأ/ي أيضًا: