الترا عراق - فريق التحرير
اتهمت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، جهات سياسية متنفذة بالاستيلاء على مؤسسة إعلامية في البصرة، وارتكاب انتهاكات بحق صحافيين وعاملين.
كشفت الجمعية عن شهادة أحد العاملين في مؤسسة "المربد" الذين تعرضوا للطرد
وقالت الجمعية في بيان، 12 آب/أغسطس، إنّ "متابعة قد جرت على مدى الأيام الماضية لأزمة إدارية واقتحامات وانتهاكات تعرض لها عدد من العاملين في مؤسسة المربد"، مبينة أنّ "سلسلة اتصالات قد جرت بعدد من العاملين في المؤسسة لكشف ملابسات ما جرى بالتفصيل".
اقرأ/ي أيضًا: عيد الصحافة العراقية.. هل تنقذ تهنئات المسؤولين صحفي هارب من "الكاتم"؟
وأكّدت الجمعية، "تعرض عدد من العاملين في مؤسسة المربد الإعلامية إلى فصل تعسفي، نتيجة استيلاء غير قانوني على إدراتها لأغراض تحمل في طياتها بصمات بعض الجهات السياسية النافذة في البصرة".
وأبلغ عدد من العاملين في المؤسسة، وفق البيان، عن "تعرضهم إلى الطرد والمنع من دخول المبنى أو الضغط المؤدي إلى الامتناع عن العمل مع الإدارة الجديدة، بعد أن فرض وسطاء التمويل الأوروبي إدارة مقربة لجهة سياسية في البصرة، بدافع إنهاء المنهج المستقل الذي عملت عليه المربد طيلة السنوات الماضية، بعيدًا عن الأدلجة السياسية والتمويل الحزبي".
وقال أحد العاملين للجمعية، إن "القصة بدأت من فرض مسؤول مشاريع العراق في صندوق التنمية الإعلامية التابع لـ BBC، إجازة إجبارية للهيئة الإدارية للمؤسسة، وتنصيب هيئة إدارية جديدة خلافًا للقانون، وهو ما دفع رئيس المؤسسة إلى الاعتراض على الإجراء بوصفه فرض غير قانوني وغير مقبول".
وأضاف، أنّ "مدير المؤسسة كان يرافق والدته المصابة بفيروس كورونا، وهي الفترة التي استغلت فيها الإدارة الجديدة الوضع لفرض سلطانها على الكادر والسياسة التحريرية، وفصل أكثر من عشرة من العاملين، وتعيين آخرين، دون أنّ يمتلك صندوق التنمية الإعلامية أية صلاحية في فرض إدارات على المؤسسات الإعلامية الممولة دوليًا".
وكشف العامل في مؤسسة "المربد"، وفق البيان، أنّ "المدير بعد انتهاء فترة حجره الصحي توجه إلى المربد برفقة عدد من أفراد الكادر المفصول، بعد أن سجل شكوى في مركز شرطة البراضعية، الأمر الذي دعا المدير الجديد إلى الاتصال بمسؤولين لإرسال فوج من قيادة عمليات البصرة إلى مقر المؤسسة للضغط على مدير المؤسسة الشرعي وإجباره على مغادرتها بالقوة".
وأكّد، أنّ "قيادة شرطة البصرة تحركت لاستدعاء المدير الشرعي والآخر إلى المركز لحل الموضوع، الأمر الذي انتهى بقبول الطرفين الاحتكام إلى القانون وإعادة الأمور إلى وضعها السابق لحين بت القضاء بها، وإنهاء تواجد القوتين المتمركزتين قرب المؤسسة التابعتين لقيادة شرطة البصرة وقيادة عمليات البصرة ".
وبيّن، أنّ "المدير الشرعي للمؤسسة عاد إلى مبنى المربد فور خروجه من مركز الشرطة، لأخذ متعلقاته الشخصية ومستلزماته، لكنه فوجئ بقدوم قوة من الجيش يرأسها ضابط برتبة ملازم أول، ووجود قوة أخرى ممن يرتدون زيًا مدنيًا، وانهالوا على المدير بالضرب والشتائم، وأقلوه بسيارة عسكرية تابعة لقيادة عمليات البصرة بالقوة، وأفرجوا عنه بعد أن حذروه من العودة ثانية إلى المبنى، خلافًا لما اتفق عليه الطرفان في مركز الشرطة".
وأوضح، أنّ "الإجراءات القانونية ما تزال سارية، والشكوى مقامة ضد الإدارة التي استحوذت على المربد بمساعدة قيادة عمليات البصرة التابعة للمحافظة".
وأكّدت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، أنّ "ما جرى من اقتحام أمني لقيادة عمليات البصرة دون أية شكوى أو مذكرة قضائية يعد تدخلاً مستغربًا في خلاف وصفه بعض الزملاء في المربد بالإداري والداخلي للمؤسسة".
وأعربت الجمعية، عن "قلقها من وقوف جهات سياسية نافذة في البصرة للاستحواذ على مؤسسة المربد، ومنع تكرار تجربتها التي تعد الأنجح في مجال الصحافة المستقلة التي يفتقر إليها العراق".
كما أبدت الجمعية، "استغرابها من تدخل مسؤول مشاريع العراق في صندوق التنمية الاعلامية في شأن مؤسسات محلية، وفرض إجراءات إدارية على هيئة غير تابعة لها إداريا وقانونيًا"، داعية المنظمات الإعلامية الدولية إلى "تسليط الضوء على هذا الصندوق والعاملين فيه، لمنع تكرار ما حدث مع المربد، وتخريب آخر ما تبقى من وسائل إعلام مستقلة".
اقرأ/ي أيضًا:
صحفيو العراق.. ملاحقة مستمرة بين قوانين ديكتاتورية قديمة و"ميليشيات" جديدة
فتاوى تصفية الصحفيين في العراق.. من لا يعمل معنا "مشروع أمريكي"