الترا عراق - فريق التحرير
صراخ من الجحيم، هكذا بدا المشهد في مستشفى ابن الخطيب جنوب شرقي العاصمة بغداد، بعد أنّ التهمت النيران خلال لحظات قسم الإنعاش الرئوي المخصصة لمرضى فيروس "كورونا"، وخلفت عشرات الضحايا.
أودت الحادثة بعشرات الضحايا فيما ترفض وزارة الصحة إعلان حصيلة رسمية
بدأ الحريق، وفق الرواية الحكومية، في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت 24 نيسان/أبريل، بانفجار قنينة أكسجين في الجزء الوسطي داخل مبنى المستشفى المكون من ثلاثة طوابق والمخصص لحجر مرضى الجائحة.
واجتاحت النيران، خلال دقائق قليلة، القسم العلوي من المستشفى برمته، إذا اقتصرت عمليات الإخلاء على مرافقي المرضى وبعض المواطنين، والذين لم يتمكنوا من إنقاذ عشرات المحاصرين داخل المبنى.
حصيلة مرعبة.. والتصريح ممنوع!
وتقول مصادر طبية لـ "الترا عراق"، إن "عدد الضحايا الذين قضوا حرقًا أو بالاختناق بلغ 60 شخصًا على الأقل، بعضهم تفحم في ردهات الإنعاش"، مشيرة إلى أنّ "الحادثة خلفت عشرات المصابين بعضهم في حالة حرجة".
وتبيّن المصادر، أنّ "غالبية المصابين هم من مرضى كوفيد-19، وهم يعانون من حالات اختناق ومشاكل رئوية مضاعفة"، موضحة أنّ "مستشفيات العاصمة غصت بأعداد المصابين".
كما أشارت المصادر ذاتها، إلى "وفاة طبيبتين وصيدلانية ضمن 12 شخصًا من الكوادر الطبية والصحية كانوا من بين الضحايا".
وأظهرت مقاطع مصورة جانبًا من عمليات إخلاء الجثث المتفحة والمصابين عبر نوافذ الجزء العلوي من المستشفى، قبل أنّ تعلن مديرية الدفاع المدني إخماد الحريق فجر الأحد 25 نيسان/أبريل.
فيما يقول أحد الأطباء في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "تعليمات صدرت عن جهة عليا في وزارة الصحة تفيد بمنع الإدلاء بأي تصريح حول حصيلة ضحايا الحادثة".
مستشفى دون مخارج طوارئ ومنظومة حريق!
وأعلن مدير الدفاع المدني كاظم بوهان، فجرًا، إنقاذ نحو 90 شخصًا كانوا داخل مبنى المستشفى، مؤكدًا أنّ "مبنى المستشفى يفتقد إلى مخارج الطوارئ ومنظومة استشعار ومكافحة الحرائق".
وأكّد بوهان، أنّ الحريق بدأ بانفجار قنينة أكسجين مستندًا إلى رواية شهود عيان، مشيرًا إلى أنّ "فرقه تمكنت من السيطرة على الحريق في وقت قياسيّ".
مطالب بإقالة وزير الصحة..
وطالبت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، بإقالة حسن التميمي وزير الصحة المدعوم من التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، ووصفت الحادثة بـ "الجريمة".
وانتقدت المفوضية في بيان، إجراءات السلامة والأمان في مؤسسات وزارة الصحة والبيئة بـ "اعتبارها المعنية والمرتبطة مباشرة بحياة الإنسان، خاصة في الظروف الصعبة الاستثنائية التي نعيشها"، مطالبة بإقالة وكلاء وزارة الصحة أيضًا وإحالتهم مع الوزير إلى التحقيق و"إدارة الوزارة من قبل رئيس الحكومة بمعية فريق استشاري من أساتذة الجامعات والكليات الطبية العراقية".
من جانبها، أغلقت وزارة الصحة خاصية التعليقات في صفحاتها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تلقي آلاف المطالبات باستقالة الوزير.
وتصدر وسم "إقالة وزير الصحة" موقع تويتر بالنسبة للعراق، فيما كتب تحته آلاف المدونين انتقادات لاذعة واتهامات للحكومة بالفساد والفشل.
احتجاز مسؤولين على ذمة التحقيق..
بدوره، أعلن مكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، احتجاز مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة، للتحقيق الفوري معهم، في أول موقف حكومي حول الحادثة.
وأكّد المكتب في بيان، فجر الأحد، توجيه الكاظمي بـ "منح عائلات شهداء الحادث كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق".
اقرأ أيضًا:
أعاد إلى الأذهان صورًا مروعة.. تضارب أنباء حول حريق في مستشفى الطفل المركزي!