23-أغسطس-2023

ترجيحات حول ضربة في سوريا (فيسبوك)

شهدت الأيام الأخيرة، تحرك أرتال عسكرية أمريكية في محافظات عراقية، مع توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" نطاق مهامه في العراق، بناءً على طلب من السلطات العراقية وقرار من مجلس شمال الأطلسي.

قال خبير عسكري إنّ تواجد الناتو هو وفقًا لخطوط رسمتها الإدارة الامريكية سابقًا وتحاول تنفيذها الآن

وقال حلف الناتو في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إنّ  "مهامه تم توسيعها في العراق، وسيتم تنفيذ هذا النشاط الإضافي بالتكامل مع الدعم المقدم من الدول والمنظمات الدولية الأخرى، مؤكدًا أنّ جميع أنشطته "تنفذ بناءً على طلب العراق".

وفي جانب آخر، فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور لأرتال عسكرية تتجول في محافظات العراق، ما دفع مستشار محمد شياع السوداني، للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي، أن ينفي وجود تحشيد للقوات الأمريكية داخل أراضي العراق، زاعمًا أنّ "هناك استبدالًا للقطعات الأمريكية المتواجدة في سوريا".

وفسّر الخبير العسكري والأمني، عدنان الكناني، قرار توسعة المهام على أنه تطبيق لاتفاق سابق بين العراق والناتو، فيما وصف تحركات الأرتال العسكرية الأمريكية على الحدود مع سوريا بـ"خطة للتموضع تحسبًا لمخاوف تشعر بها واشنطن".

وقال الكناني في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "العراق ليس عضوًا في حلف الناتو، ولكن الاتفاق الموجود بين الحلف والقيادة الأمريكية والعراق تشير إلى امكانية بقاء وتوسعة تواجد قوات الحلف في عدة مجالات لن يدخل بها الجانب الأمريكي".

واستدرك الكناني بالقول: "لكن بعض الخطوات تجعل الشك حاضرًا، أولًا عدم عضوية العراق في الحلف، وثانيًا ما هي محددات تواجد قواته على الأراضي العراقية؟ حيث من المعلوم مشاركة الناتو بالعمليات العسكرية يكون كالدعم للدول الحليفة فقط ويتم تقديم موازنة مالية لهذا الدعم وتصويت للدول الأعضاء".

وبالنسبة للكناني، فإنّ "تواجد قوات الناتو في تركيا هو خير دليل على الوجود الواضح في أي دولة من المفترض التواجد بها، وليس كما هو في العراق اليوم".

ويستنتج الكناني بأن "تواجد الناتو هو وفقًا لخطوط رسمتها الإدارة الامريكية سابقًا وتحاول تنفيذها الآن".

رجح أكاديمي توسعة مهام حلف الناتو له علاقة بأزمة "مخيم الهول" في العراق

أما أستاذ الدبلوماسية والسياسات الخارجية في جامعة جيهان، مهند الجنابي، اعتبر أنّ توسعة مهام قوات حلف الناتو في العراق المتزامنة مع انتشار القوات العسكرية الأمريكية، "مريب ومستغرب في هذا الوقت وبشكل متتالي".

وقال الجنابي إنّ "حلف الناتو لديه اتفاقية سابقة قبل عامين مع العراق لتوسعة مهامه الاستشارية والتدريبية بما تحتاجه القوات العراقية"، مبينًا أنّ "الناتو حريص على إصلاح قطاع الأمن في العراق كمطلب حكومي عراقي وبرعاية دولية، لذلك أنصب التوسع على تشكيلات وزارة الداخلية".

وأضاف أنّ "التوسيع بمهام الناتو هو برعاية مستشارية الأمن الوطني التي تعمل مع الناتو على إفراغ مخيم الهول من النزلاء".

ولفت إلى أنّ "الحلف يعتبر شريكًا في المؤتمر الدولي المزمع عقده في تشرين الثاني/نوفمبر القادم في بغداد للدول التي لديها رعايا في مخيم الهول لاستقبال رعاياها مرجحًا أنّ "هذا هو سبب توسيع مهام الناتو إلى الاستشارة الأمنية والاستخبارية".

التحركات العسكرية والأرتال

 

ويوم أمس، قدم الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، تفسيرًا متضاربًا لحركة الأرتال الأمريكية، حيث رأى أنّ ما حصل هو "إعلام مضخم للتحركات الأمريكية"، لكنه عاد وقال إنّ "التحرك بعلم الحكومة العراقية وهدفه إنشاء إقليم على الحدود مع سوريا". 

وعاد الخزعلي أيضًا في نفس التصريح، ليقول إنّ "الهدف من الحركة الإعلامية هو ردّ اعتبار لتفعيل معادلة الردع الأمريكي من جديد بعد انتكاس هيبتها بالعراق". 

 الخبير العسكري، عدنان الكناني، أشار إلى أن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة "بمثابة إعادة تموضع دون خطة لعملية عسكرية أو ضربة يمكن تنفيذها".

ويعلّل الكناني ذلك بأنّ "الإدارة الأمريكية مقبلة على انتخابات رئاسية في 2024 وليس أمامها سوى أشهر لخوض سباق التنافس بين جو بايدن الرئيس الحالي، والسابق دونالد ترامب، ولذلك لا يمكن التورط أو ارتكاب تصرفات عسكرية قد تؤدي لخسائر بشرية ثقيلة تفقد بايدن قوته أمام جماهيره الانتخابية وتمنح ترامب أفضلية على حسابه".

واعتبر الكناني أنّ "الانتشار الأمريكي غرضه المراقبة والحذر وتعزيز الدفاعات لانتظار شيء ما، وقد يكون الهدف كمخطط أمريكي للمناورة بدفع بعض قيادات داعش المتبقية بين سوريا والعراق لإثارة أوضاع تصب بمصلحة واشنطن في المنطقة لتبرير هذا الانتشار العسكري قرب مناطق البو كمال والباغوز والحسكة".

رأى خبير عسكري أنّ هدف حركة الأرتال العسكرية الأمريكية قطع طريق الإمداد السوري الذي تستغله فصائل العراق

لكنّ الأكاديمي، مهند الجنابي، رأى أنّ "حركة الأرتال العسكرية الأمريكية هدفها الأساس هو الأراضي السورية لقطع طريق الإمداد الذي تستغله الفصائل المسلحة في العراق والمنطقة"، مبينًا أنّ "طريق الحدود العراقية - السورية يمثل شريان الحياة بالنسبة لإيران وفصائلها، وهو ما يثير حفيظة الأمريكان".

واعتبر الجنابي أنّ "لهذا الانتشار الأمريكي هو هدف للسيطرة على الشريط الحدودي بالكامل وتأمين تطبيق اتفاقية سنجار"، مضيفًا أنّ "كل هذا يأتي مع انتشار فرقتين للجيش العراقي في المناطق الحدودية غربي محافظة الأنبار لمسك الحدود أيضًا".