كشفت هيئة النزاهة الاتحادية في تقرير مفصل، عن مديريات التربية الأكثر تعاطيًا للرشوة في العراق، لافتة إلى أن التغيير المستمر للمناهج الدراسية تسبب بخلل في العملية التعليمية.
لاحظت النزاهة عدة مدارس لم تسلّم المناهج الدراسية للطلبة حتى منتصف العام الدراسي الحالي
النزاهة وخلال تقرير اطلع عليه "ألترا عراق"، أوصت، بـ"إعادة ارتباط مديريات التربية في بغداد والمحافظات بوزارة التربية، وتوسيع قاعدة بناء المدارس، لإنهاء العمل بالدوام الثلاثي، فضلاً عن إعداد معايير مناسبة لتولي المناصب الإدارية في مفاصل مديريات التربية".
وتحدثت النزاهة عن "شكوى الملاكات التدريسية من سوء المعاملة والتعامل غير اللائق وتأخير إنجاز المعاملات".
ووفقًا للتقرير، فقد قام فريق النزاهة على مدى ثلاثة أشهر باستبانة آراء 13,554 ألفًا من الملاكات التدريسية والموظفين في 20 مديرية للتربية في بغداد والمحافظـات، عبر 637 زيارة ميدانية.
ولاحظت النزاهة عدم تسلم الكتب المنهجية إلى المدارس لعدد من المواد حتى منتصف العام الدراسي، وهو ما جعلها تؤكد على "ضرورة قيام وزارة التربية بطباعة المناهج الدراسية بكميات تتناسب مع أعداد التلاميذ وتوزيعها بين المدارس قبل بدء العام الدراسي، فضلًا عن "العمل على تسوية الملاكات التدريسية بشكل عادل ومتوازن، وحسب الحاجة الفعلية عند بدء العام الدراسي، بدل استمرار أوامر النقل والتنسيب طول فترة الدراسة؛ مما يسبب الإرباك لإدارات المدارس".
النزاهة، شددت في تقريرها على ضرورة قيام مديرية الإشراف التربوي بـ"تدوير المشرفين ومتابعتهم وتقييم عملهم بعد ورود العديد من الشكاوى عن تجاوز قسم منهم لواجباتهم الوظيفية وتعسفهم في استخدام السلطة والصلاحية الممنوحة لهم، كما دعت إلى "تقييم دقيق للمشرفين، وإبعاد العناصر غير الكفوءة، وتعديل الوصف الوظيفي لهم، وإعادة النظر في التقديم إلى الإشراف من حيث عدد سنوات الخدمة، حيث لا يسمح حاليًا بالتقديم للإشراف التربوي لمن تجاوز الدرجتين الوظيفيتين الخامسة والرابعة للإشراف الاختصاصي، دون الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الخبرة المتراكمة".
وحول نتائج استبانة قياس مدركات الرشوة في بغداد والمحافظات ارتفاعًا، فقد بلغ المعدل العام لمستوى تعاطي الرشوة (إدراك) في عموم العراق 18,10%، ومستوى دفع الرشوة (قياس) بلغ 6,40%.
أما في بغداد، فقد بلغ معدل تعاطي الرشوة في 6 مديريات 27,10% ومعدل دفع الرشوة بلغ 15,30%، فيما "سجلت مديرية تربية الرصافة/2 أعلى نسبة في تعاطي الرشوة بلغت 58,40%، تلتها تربية الرصافة/1، والكرخ /3 بنسبة 21,80%، فيما كانت النسبة الأعلى في دفع الرشوة في تربية الرصافة/ 2 بنسبة 37,90% تلتها الكرخ/1 10,80% والرصافة /1 بلغت 10%، فيما سجلت مديرية تربية الرصافة/3 أقل نسبة في بغداد في تعاطي ودفع الرشوة، وبلغت على التوالي 17,20%و6,40%".
وبحسب استبيان النزاهة، فإنّ "37% من الملاكات التعليمية والتدريسية تعمُّد الموظف المختص تأخير إنجاز المعاملة لغرض دفع الرشوة، فيما عد 56% من المراجعين ضعف الرقابة من أسباب تعاطي الرشوة، فيما أشار 23% إلى الابتزاز من قبل الموظف، وصرح 62,60% ممن دفع الرشوة فعلًا أن ذلك تم عن طريق وسيط، فيما دفع 33% منهم الرشوة للموظف بطريقة مباشرة".
في المحافظات، سجلت مديرية تربية القادسية أعلى نسبة في تعاطي الرشوة بلغت 43,60,%، تلتها تربية كركوك بنسبة 23,40%، ثم البصرة 21,46%، وفي دفع الرشوة كانت القادسية هي الأعلى أيضًا بنسبة بلغت 10,40%، تلتها تربيتا البصرة وكركوك بنسب 6,13% و4,30% على التوالي، بدورها سجلت مديرية تربية المثنى أقل نسبة في تعاطي ودفع الرشوة وبلغت 6,90% و1,80% تواليًا.
سجلت مديرية تربية محافظة الديوانية أعلى نسبة تعاطي للرشوة في العراق
وبالنسبة للنزاهة، فإنّ التغيير المستمر للمناهج الدراسية خلال مدة زمنية متقاربة، وتغيير نظام الدراسة بين "الكورسات" والنظام السنوي "سبب خللًا في العملية التدريسية وأثر في مستوى الطلبة، إذ أبدى عدد كبير من الملاكات التدريسية ملاحظات على مضمون بعض الكتب المنهجية المعتمدة، ومنها مادة العلوم للصف الأول المتوسط الموزع مضمونه بين ثلاث مواد علمية ويقتضي تدريسه ثلاثة مدرسين مختصين".