الترا عراق - فريق التحرير
توقع مدير الرقابة الصحية في منظمة أطباء بلا حدود، غسان عزيز، موت 100 ألف عراقي بفيروس كورونا المستجد قبل نهاية عام 2020، فيما قدم 5 مقترحات للحد من تفاقم حالات الإصابة.
وصف الطبيب العراقي اعتماد السلطات على حظر التجوال كإجراء وحيد للحد من انتشار المرض بـ"الكارثة الكبرى"
وقال عزيز في تدوينة له، يوم الجمعة 27 آذار/مارس، إن "عدد الحالات المشخصة بفيروس كورونا المستجد، تجاوز حاجز النصف مليون إنسان، و تسبب بحوالي 24 ألف حالة وفاة، لتكون نسبة الوفيات عالميًا 4.5% من مجموع الإصابات".
وأضاف الطبيب العراقي الذي أمضى خمس سنوات من العمل على البيانات الطبية والرصد الوبائي على المستوى الدولي، أن "نسبة العراق من الإصابات المؤكدة بحسب أرقام وزارة الصحة العراقية، هي أقل من 400 إصابة حتى الآن، و بذلك فإننا نمثل حوالي 0.7% من مجموع الإصابات حول العالم، الأمر الذي قد يدفع البعض للفخر بسبب قلة الإصابات في بلد عدد سكانه ربما وصل إلى 40 مليون".
اقرأ/ي أيضًا: العراق يسجل أعلى دفعة إصابات بـ"كورونا" منذ ظهور الفيروس
لكن عزيز رجح ارتفاع عدد ضحايا الفيروس في العراق إلى معدلات صادمة، قد تصل إلى 100 ألف شخص خلال الأشهر الثمانية القادمة، في "حال استمرت السياسات الصحية الحالية من قبل الجهات الحكومية، والتصرفات غير المسؤولة من المواطنين والاستهانة المبالغ فيها بخصوص موضوع الفيروس".
وبين، أن "نسبة الوفيات حاليًا في العراق تبلغ 9.5%، وهو أمر غير معقول، ويعود سببه الأساسي إلى ضعف القدرة على التشخيص، ما يعني أيضًا أن عدد الحالات غير المشخصة في المجتمع يفوق عدد الحالات المشخصة"، موضحًا أن "كل مصاب في الظروف العادية ينقل العدوى إلى ثلاثة أشخاص قبل أن يتم تشخيصه وعزله، و إلى خمسة أشخاص في حالة عدم تشخيصه".
وتوقع الطبيب العراقي، أن "يتضاعف عدد الإصابات المشخصة وغير المشخصة 4 مرات كل أسبوع تقريبًا في حال عدم اتخاذ أي إجراءات لتقليل خطر الإصابة، وعدم التزام المواطنين بحظر التجوال والامتناع عن الاختلاط والمحافظة على مسافات أمنة عند تواجدهم في الأماكن العامة".
الإنكار وإخفاء الحقائق
كما رأى عزيز، أن "الكارثة المقبلة سيتحمل المجتمع مسؤوليتها بنفس الدرجة و ربما أكثر قليلًا من ما ستتحمله السلطات"، مؤكدًا "الحاجة إلى شرح من قبل أساتذة علم الاجتماع، للأسباب التي تدفع المواطن العربي بصورة عامة و العراقي بصورة خاصة لإنكار الحقائق العلمية والتحذيرات الحكومية والدولية كلما اقتربت نتائج هذه التحذيرات من التأثير على نمط حياته المعتاد".
وأوضح الطبيب العراقي بالقول، "منذ بدء انتشار المرض في العراق لم نسمع إلا التطمينات والتصريحات التي تقلل من خطورة المرض، لتعتاد على رؤية بعض المدراء العامين وهم يشرحون كفاءة الاستعدادات ويؤكدون كيف أنهم تمكنوا من حصر جميع الإصابات وسيطروا على المرض بل و يحرصون على الظهور مع الحالات التي اكتسبت الشفاء في مراسم احتفالية".
توقع الطبيب أن يتضاعف عدد الإصابات في العراق 4 مرات أسبوعيًا ووفاة 100 ألف شخص قبل نهاية 2020
وأعرب عزيز، عن استغرابه من عدم صراحة المسؤولين بشأن التحديات التي يواجهونها وعن قلة إمكانات الفحص التشخيصي، وقلة توفر مستلزمات الحماية الشخصية للكوادر الطبية، والعادات الاجتماعية التي تقف حائلًا أمام منع تفشي المرض، على حد تعبيره.
كما انتقد، "مخالفة المسؤولين العراقيين أبجديات الحد من العدوى في حالة الجائحات الوبائية للأمراض التنفسية، من خلال زيارة المصابين دون ارتداء قناع الوقاية وعدم احترام سياسات ضبط العدوى، وجر الكوادر الطبية خلفهم من المناطق المعقمة إلى الملوثة وبالعكس من دون تغيير بدلات الوقاية الشحيحة أصلًا؛ وأحيانًا تقديمهم المثال الأسوأ في موضوع الحفاظ على المسافة الآمنة فتراهم يتهافتون للوقوف جنب بعضهم البعض ليضمنوا ظهورهم في صورة ستنشر على مواقع التواصل، و قد أنزلوا فيها الكمامة التي يرتدونها و من ثم يعيدون وضعها بتغطية الفم فقط".
حتى لا تخسر الحرب
ووصف عزيز، اعتماد وزارة الصحة على حظر التجوال لمنع تفاقم حالات الإصابة بفيروس كورونا، بـ "الكارثة الكبرى"، مؤكدًا أن "وجود عدة مرضى بمرض الكوفيد 19 ممن ليس لديهم تاريخ سفر إلى مناطق موبوءة وليس هناك ما يدل على أنهم كانوا بتماس مباشر مع أحد المرضى المعروفين سلفًا، يؤكد بوضوح أن الانتشار الأفقي للمرض خرج عن السيطرة".
ورأى، أن "حوالي 40% من المرضى تظهر عليهم أعراض بسيطة جدًا ولن يتم كشفهم بسبب سياسات الفحوصات الحالية، وسيكونون مصدرًا لنشر الإصابات بصورة مستمرة و بمتوالية هندسية، كما هو الحال بالنسبة للسيدة الكبيرة المقعدة التي تم تشخيصها في محافظة صلاح الدين بدون أن تكون بتماس مع أي شخص مصاب".
5 مقترحات
وقدم مدير الرقابة الصحية في منظمة أطباء بلا حدود، عدة مقترحات لتفادي "الكارثة" في العراق، هي:
- محاولة زيادة القدرة التشخيصية ووضع تعريف حالة واضح للمرض يمكن اعتماده حتى لو لم يتوفر الفحص المختبري.
- تدريب أكبر عدد ممكن من الكوادر الخدمية والتمريضية والطبية على استخدام وسائل الحماية الشخصية وسياسات ضبط العدوى باعتماد البروتوكولات الدولية في حالات الأوبئة، وبخلاف ذلك ستتحول المؤسسات الصحية إلى بؤر لنقل المرض و سنفقد العديد من كوادرنا التي ستصاب به.
- وضع خطة طوارئ طبية واضحة تقوم بتقليل الجهود المبذولة على بعض أنواع الخدمات الطبية وتركيزها على الخدمات الخاصة بمرض الكوفيد19.
- و تخصيص السعة السريرية الأكبر في كل محافظة لتكون مستعدة لاستقبال المرضى، وتدريب الكوادر على التعامل الأمثل معهم، و يجب أن يتم ذلك بإجراءات تصاعدية تتناسب مع عدد الحالات.
- تغيير المسلك المرضي للمرضى المشتبه بهم، و إيقاف الرسالة الخاطئة التي تطلب من كل مواطن تظهر عليه أعراض المرض بمراجعة اقرب مؤسسة صحية وبذلك سيكون بتماس مباشر مع مرضى الأمراض المزمنة والأطفال والنساء الحوامل في المراكز الصحية.
قدم الطبيب المختص 5 مقترحات للحد من "الكارثة" كما انتقد ما وصفه بسياسة "إنكار الحقائق" التي يتبعها المسؤولون
وختم الطبيب المختص بالتأكيد، على أن "تفشي وبائي من هذا النوع يتطلب استخدام مرافق منفصلة تمامًا تقوم بالمسح التشخيصي على المرضى مع اتباع أقصى درجات ضبط العدوى لضمان مسلك منفصل للمرضى الذين سيتم تشخيصهم".
اقرأ/ي أيضًا:
مؤشر الموت يرتفع.. "كورونا" يحصد نحو 10% من المصابين في العراق
تحذير صارم من الأمم المتحدة إلى العراقيين بشأن "كورونا": لا تهلعوا