09-سبتمبر-2021

عطّلت الإدارة الأمريكية تسليم الأرشيف بضغط من اللوبي الإسرائيلي

الترا عراق - فريق التحرير

أكّد وزير الثقافة حسن ناظم، الخميس، أنّ وزارته ستعمل على استعادة أرشيف العراق الذي تحتفظ به السلطات الأمريكية على الرغم من إنجاز أعمال صيانته منذ سنوات.

وقال الوزير في تصريح، 9 أيلول/سبتمبر، إنّ "الوزارة لديها 9 مواقع أثرية، وهي تعمل على إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي"، موضحًا أنّ "ملف المواقع الأثرية ملف كبير، والوزارة تعمل على إدراج المواقع تباعًا واحدًا تلو الآخر، وجميع المواقع المحددة مهمة".

قناتنا على تلغرام.. تغطيات مُحايدة بأقلام حرّة

وتطرق ناظم، إلى قضية الأرشيف الوطني الموجود في واشنطن، مشيرًا إلى "الاطلاع عليه خلال الزيارة الأخيرة برفقة رئيس مجلس الوزراء".

وأكّد ناظم، إكمال أعمال الصيانة الخاصة من قبل الجانب الأمريكي، مبينًا أنّ "وزارة الثقافة تعمل على استرداده خلال الفترة القريبة المقبلة".

وانتهت المهلة الجديدة، التي جددتها الولايات المتحدة الأمريكية للاحتفاظ بأرشيف العراقيين اليهود عام 2014، في أيلول/سبتمبر 2018 الماضي، لكن واشنطن لم تف بتعهدها بإعادته إلى العراق حتى بعد مرور 3 سنوات، فيما برزت تحركات جديدة من بغداد لاستعادة الأرشيف الذي يوصف بـ "الكنز" ويضم جزءًا أساسيًا من ذاكرة البلاد الوثائقية.

وكانت قوة أمريكية من وحدة "ألفا" مكونة من 26 جنديًّا قد عثرت مصادفة عام 2003 بُعيد الغزو، على 200 صندوق لهذا الأرشيف داخل قبو للمخابرات العراقية في منطقة المنصور غربي العاصمة بغداد، أثناء تمشيط القبو بحثًا عن أدلة تشير إلى امتلاك النظام العراقي السابق لأسلحة دمار شامل.

اقرأ/ي أيضًا: من الدولة المبكرة إلى رعب الصهيونية.. العراقيون اليهود في صور نادرة

ويضم الأرشيف اليهودي العراقي عددًا كبيرًا من الصور والمستندات والوثائق التي تخص يهود العراق وتاريخهم، وكذلك نسخًا من التوراة بالإضافة إلى مؤلفات نادرة قديمة يعود أقدمها إلى القرن السادس عشر، وتحديدًا أكثر من 2700 كتاب وعشرات الآلاف من الوثائق التي تم تصويرها وترقيمها، وفق مختصين.

ويتضمن الأرشيف، ملفات وكتب ومخطوطات استولت عليه الأجهزة الامنية ومسؤولي البعث في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بما فيها الملفات الشخصية والمراسلات في مدرستي "فرنك عيني" و"شماش" في منتصف السبعينيات حينما أممتها الدولة البعثية وأطلقت عليها تسمية مدرسة "النظامية"، فيما جاء جزء من الوثائق من المعابد اليهودية التي كانت مغلقة، ونسخ من كتب كانت في بيوت يهود بغداد المغلقة بعد أن تركوا البلاد، فضلًا عن كتب ومراسلات الطائفة من كنيس "مئير طويق" في منطقة البتاوين التي تعد أبرز تجمعات يهود بغداد في الماضي.

ومن ضمن ما عثر عليه أيضًا ضمن الأرشيف اليهودي في بغداد؛ كتاب مقدس باللغة العبرية يعود إلى 400 سنة مضت، وكتاب تلمود عمره 200 سنة، علاوة على كتاب صغير لصلاة عيد الفصح من عام 1902، وكتاب صلاة باللغة الفرنسية يعود إلى عام 1930، ومجموعة من الخطب المطبوعة لحاخام من ألمانيا تعود لعام 1692، فضلًا عن مجلدات مليئة بالسجلات المدرسية لطلاب من العام 1920 إلى العام 1975.

ونقل الأرشيف إلى الولايات المتحدة عام 2003 للصيانة من قبل إدارة المحفوظات الوطنية الأمريكية. و قد كان من المقرر بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية أن يعاد الأرشيف إلى بغداد، ولكن في العام 2014 تم تمديد إقامته لأربع سنوات أخرى، لأسباب لها علاقة بـ "مدى استعداد العراق للحفاظ عليه بعد استعادته، وهو ما يكلف أموالًا قد لا تستطيع الحكومة العراقية توفيرها.

وعطّلت الإدارة الأمريكية قضية تسليم الأرشيف بعد ضغوطات مارسها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة من أجل منع إعادته إلى العراق، بحجة "عدم قدرة الأخير على حفظ الأرشيف وصيانته"، مع إصرار على الاحتفاظ به في واشنطن أو تل أبيب.

اقرأ/ي أيضًا: آخر يهود العراق

وكان وزير الثقافة السابق عبد الأمير الحمداني، أشار إلى تمديد موعد عودة الأرشيف العراقي اليهودي حتى 2021. 

 وتتعدى أهمية الأرشيف مجموعة الوثائق ذات الصلة بيهود العراق، إذ يضم الأرشيف وثائق حزب البعث وملفات من الفترة الملكية لحكم العراق، وهي بذلك تمثل جزءًا أساسيًا من ذاكرة البلاد الوثائقية، وفق مختصين، فيما يشير مسؤولون في وزارة الثقافة إلى "ضرورة إجراء حوار عراقي داخلي عن الجهة الحكومية صاحبة الاختصاص في إدارة واستلام الأرشيف بالكامل، فهل ستكون الحكومة العراقية بشكل مباشر، أم جهة تابعة لوزارة الثقافة العراقية مثل دار الكتب والوثائق، أم جهة أمنية تناط بها هذه المسؤولية نظرًا لأهمية بعض الوثائق من الناحية الأمنية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسسها اليسوعيون وجمعت يهودًا ومسلمين.. صور نادرة تروي قصة كلية بغداد

صور| شارع الرشيد.. الشاهد الصامت على أحداث العراق منذ 100 عام