ألترا عراق ـ فريق التحرير
يبدو أن الأمر الذي كان يراهن عليه العراق لمعالجة مسألة "حرب النفط" التي تخوضها أوبك بقيادة السعودية مع روسيا، لم يعد متاحًا، حيث لا اتفاقات تلوح في الأفق بين دول "أوبك" المنتجة للنفط، وبدأت بوادر التصعيد من خلال حرب أسعار النفط تتأزم، منذ إعلان السعودية أول الأمس، عزمها زيادة التصدير بـ600 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي يدفع العراق لاتخاذ خطوة مماثلة.
نقل موقع بلومبيرغ عن مصدر مطلع قوله إن العراق يخطط لزيادة إنتاجه في نيسان بنحو 200 ألف برميل يوميًا
وأعلنت السعودية، عزمها زيادة صادراتها النفطية بـ600 ألف برميل يوميًا في أيار/مايو المقبل، لتصل إلى 10.6 ملايين برميل، بعد أن كانت تصدر نحو سبعة ملايين برميل يوميًا، أي أنها ستضخ 3.6 ملايين برميل إضافية في أسواق النفط المشبعة بفعل التراجع الكبير على الطلب بفعل انتشار وباء كورونا، الذي أوقف الحركة الاقتصادية وحركة الطيران والتبادل التجاري بين معظم البلدان.
اقرأ/ي أيضًا: العراق يعلن فشل وساطة بين السعودية وروسيا.. ويحدد موقفه من أزمة النفط
وتنذر الخطوة الأخيرة للسعودية، بانتهاء آخر الأوراق التي كان يراهن عليها العراق بالتوصل إلى "تهدئة" تعيد الأمور إلى نصابها من خلال التزام السعودية بما تلتزم به معظم أعضاء "أوبك"، حيث أكدت وزارة النفط العراقية في وقت سابق إجراءها اتصالات مع أعضاء أوبك للتوصل إلى اتفاق يضمن استقرار السوق النفطية.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في تصريحات صحفية رصدها "ألترا عراق"، إن "العراق يجري اتصالات حاليًا مع الجهات المعنية للتوصل إلى اتفاق يضمن استقرار السوق النفطية ويضع حدًا لانهيار أسعار النفط"، مبينًا أن "اتفاق خفض الإنتاج السابق ينتهي في أواخر شهر آذار/مارس، والعراق سيعمل على استثمار هذا الوقت من أجل دعوة الدول الأعضاء في أوبك وخارجها للتوصل إلى اتفاق يعيد التوازن إلى السوق النفطية العالمية".
وأضاف المتحدث باسم الوزارة: "ليس من الحكمة أن يقوم العراق حاليًا بضخ المزيد من النفط الخام إلى الأسواق العالمية، وهذا يعني المزيد من الانهيار في الأسعار، والعراق يتعامل بحكمة مع الموضوع، فتراجع أسعار النفط ضرر كبير جدًا وخصوصًا على الدول المنتجة للنفط".
وأكد جهاد أنه "من مصلحة الجميع التوصل إلى اتفاق وإلى تحديد مستويات الإنتاج من أجل امتصاص الفائض النفطي في الأسواق العالمية".
إلا أن بانتهاء شهر آذار/مارس، وخطوة السعودية الأخيرة بزيادة الإنتاج بشكل إضافي، دفع بالعراق إلى الورقة الأخيرة التي كان يخشى خوضها، وهي الدخول في حرب الأسعار من خلال زيادة الإنتاج.
ونقل موقع بلومبيرغ عن مصدر مطلع، قوله، إن "العراق يخطط لزيادة إنتاجه في نيسان/أبريل بنحو 200 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 4.8 مليون برميل كمتوسط إنتاج"، لينضم العراق إلى السعودية وروسيا ودول أخرى في إضافة المزيد من النفط إلى السوق "المشبعة" نتيجة حرب الأسعار بين الرياض وموسكو.
وقال المصدر إن "بغداد ستشحن 3.6 مليون برميل يوميًا في نيسان/أبريل باستخدام الطاقة التصديرية القصوى لخطوط الأنابيب، مقارنة بمتوسط صادرات خلال شهر آذار/مارس بلغ 3.4 مليون برميل يوميًا"، مبينًا أن "العراق يرى أنه لا توجد أي قيود على شحناته من النفط لشهر نيسان/أبريل، لكنه قد يواجه مشكلات إذا استمر الوباء وإذا امتلأت خزانات العملاء".
قال المصدر إن بعض المصافي في الصين بدأت تزيد من إنتاجها بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها
ووسط تشبع السوق وتراجع الطلب على النفط، يرسل المصدر تطمينات بأن "بعض المصافي في الصين بدأت تزيد من إنتاجها بعدما عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا في بعض المدن هناك، خصوصًا وأن الصين تعد أكبر مشترٍ للنفط العراقي، إذ تستورد ما بين 800 ألف إلى 900 ألف برميل يوميًا كما أظهرت صادرات آذار/مارس.
اقرأ/ي أيضًا:
"حرمان وأبواب مغلقة".. سبيل واحد لمواجهة الأزمة المالية في العراق
موازنة أثقلها عبد المهدي بنصف مليون موظف.. النفط يهدد الرواتب واتفاقية الصين