الترا عراق - فريق التحرير
من الانسحاب إلى التهديد ثم العودة و"الاعتداء" على المتظاهرين في ساحة التحرير، استمر زعيم التيار الصدري بتوسيع الهوة بينه وبين متظاهري تشرين، عبر توجيهات جديدة إلى أنصاره بمنع قطع الطرق، ردًا على التصعيد الاحتجاجي رفضًا لتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وجه الصدر أنصاره بمساندة قوات السلطة في جهود منع قطع الشوارع من قبل المتظاهرين وإنهاء الإضراب الطلابي
وفقد الصدر ثقة المتظاهرين، عقب تظاهرته إلى جانب الفصائل المسلحة والقوى السياسية التي يتهمها المحتجون بـ"ارتكاب جرائم وإدارة عمليات الفساد"، في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، ثم إعلان انسحابه من احتجاجات تشرين.
"ليلة التواثي"!
لكن الصدر ما لبث أن تراجع عن موقفه ووجه أنصاره بالعودة إلى ساحات الاحتجاج، بعد "صمود" المتظاهرين في وجه أعمال العنف التي طالتهم على يد أجهزة الدولة والهجمات المسلحة، ليلة انسحاب الصدريين، ثم عودة الزخم إلى ساحات التظاهر عبر مسيرات الطلبة وشغل أمكان الصدريين بخيم جديدة.
اقرأ/ي أيضًا: غضب عارم و14 تعهدًا.. من هو محمد توفيق علاوي وكيف علقت واشنطن على تكليفه؟
يقول ناشطون، إن "الصدر كان يتوقع أن تفقد الاحتجاجات زخمها بانسحاب أنصاره، لكنه فوجئ بوقوع العكس تمامًا، حتى بات محرجًا من أنصاره والقوى السياسية، ما اضطره إلى التراجع سريعًا".
عاد أنصار الصدر، وحاولوا انتزاع أماكنهم السابقة، في ساحة التحرير، بالقوة، وفق شهود عيان ومقاطع مصورة، قبل أن يشنوا مساء السبت 1 شباط/فبراير، حملة ضد المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي، بدأت بالاستيلاء على مبنى المطعم التركي ولم تنته عند حملات تفريق المسيرات المنددة برئيس الوزراء المكلف.
"يا مقتدى شيل إيدك"!
ردًا على ذلك، هتف المتظاهرون ضد الصدر وزعيم تحالف الفتح هادي العامري، مؤكدين أن المكلف بتشكيل الحكومة "لن يكون إلا نسخة من سلفه عادل عبدالمهدي"، الذي جاء به اتفاق مماثل بين الرجلين.
صدرت أوامر الصدر بعد ليلة تعرض فيها المتظاهرون إلى العنف على يد أنصار زعيم التيار الصدري
لم يستطع أنصار الصدر منع تلك الهتافات في بغداد والمحافظات، على الرغم من محاولات "ترهيب" المحتجين عبر الهروات والسكاكين، وفق شهود عيان.
صباح الأحد 2 شباط/فبراير، وجه زعيم التيار الصدري أوامر جديدة إلى أنصاره لـ "إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها"، على حد تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: على طريقة الزيارة الأربعينية.. الناصرية ترد على القمع بخطة تصعيد جديدة
وقال الصدر، في تدوينة له عبر تويتر، "حسب توجيهات المرجعية ووفقًا للقواعد السماوية والعقلية، أجد لزامًا تنسيق القبعات الزرق مع القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة، لتشكيل لجان في المحافظات من أجل إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها".
وأضاف، "كما وعليهم فتح الطرق المغلقة، لكي ينعم الجميع بحياتهم اليومية، وترجع للثورة سمعتها الطيبة، لذا فعلى المختصين الإسراع في البدء بذلك"، فيما دعا القوات الأمنية ووزارة التربية إلى "منع من يقطع الطرقات ومحاسبة من يعرقل الدوام من أساتذة وطلاب وغيرهم".
في السياق، وجهت صفحة صالح محمد العراقي، المقربة من زعيم التيار الصدري، أنصار التيار، بـ "استثناء الناصرية من الزحف إلى بغداد"، في إشارة إلى الاعتصامات الحاشدة التي دعا لها الصدر، في 31 كانون الثاني/يناير، بالقرب من المنطقة الخضراء بالتنسيق مع القوات الأمنية، وهو ما اعتبره ناشطون "عقوبة" للمدينة التي رفضت سابقًا توجيهات الصدر.
هتف المتظاهرون ضد علاوي والصدر في ساحة التحرير وشهدت بغداد والمحافظات مسيرات طلابية حاشدة
وعلى الرغم من ذلك، واصل المتظاهرون هتافاتهم ضد المكلف بتشكيل الحكومة، وكذلك ضد الصدر والعامري، مدعومين بمسيرات الطلبة التي أعلنت استمرار الإضراب حتى تحقق مطالب المحتجين، فيما اتهم ناشطون الصدر بـ"التخلي عن الثورة مقابل منصب رئاسة الحكومة".
اقرأ/ي أيضًا:
الصدر "يرث" سليماني والمهندس.. هل تتسع العباءة لـ "الميليشيات" والتحرير؟!
ولادة رئيس الوزراء الجديد تتعسر في "قم".. لماذا عاد الصدر والعامري للعراق؟