الترا عراق - فريق التحرير
استمر صمت قيادة الشرطة في النجف لأيام، بعد ظهور تقرير دائرة الطب العدلي الذي أثبت موت المحتجز في مدير مكافحة الإجراء "ماهر الرماحي" تحت التعذيب، قبل أن تصدر بيان اعتذار تجنبت فيه التطرق صراحة إلى حادثة الشاب النجفي، كما أعلنت إعفاء ضباط من مهامهم.
اعتذرت قيادة شرطة النجف في بيان متأخر بشكل غير مباشر عن تعذيب الشاب النجفي ماهر الرماحي حتى الموت في مركز الغري
كانت قيادة الشرطة قد "كذبت" حين نفت تعرض الرماحي إلى التعذيب في مركز مكافحة إجرام الغري بعد اعتقاله بتهمة سرقة، وموته نتيجة فشل كلوي مزمن كان يعاني منه، وعزت آثار الجروح على جسده إلى حادث تعرض له قبل الاعتقال، كما توعدت وسائل إعلام وناشطين قالت إنهم "شهروا بضباطها"، بعد تفاعلهم مع قصة الشاب النجفي، التي كشف عنها لأول مرة رئيس اللجنة القانونية في مجلس المحافظة حسين وحيد.
اقرأ/ي أيضًا: "الشواية" وصعق "العضو الذكري".. فضيحة تعذيب جديدة في سجون السلطة تثيرها النجف!
لكن تفاعل القصة بشكل واسع إثر الصور "المروعة" لجثة الشاب والتي تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أجبر السلطات على فتح تحقيق في القضية، تمخض عن اعتقال ضابطين وملاحقة ثالث وفق بيان قضائي بتهمة التعذيب، قبل أن يكشف تقرير الطب العدلي "كذب" قيادة الشرطة، ويثبت تعرض الرماحي للتعذيب وموته نتيجة لذلك.
وقالت قيادة الشرطة في بيانها المتأخر، ليل الثلاثاء 30 تموز/يوليو، إن قائدها العميد فائق فليح حسن الفتلاوي، أمر بتغير مدراء مكاتب مكافحة الإجرام وضباط التحقيق وإعادة تشكيل قسم المكافحة، وفق "استراتيجية جديدة لتحديث الخطط الأمنية والإدارية وتغيير بعض المدراء ومنها مكاتب مكافحة الاجرام التي تسعى لتطبيقها وزراة الداخلية".
أضاف البيان، أن "قائد شرطة النجف أمر باعفاء مدراء المكاتب في الأقضية والنواحي واختيار ضباط ومنتسبين لتولي المهمة، كما أمر الجميع بالالتزام بمعايير حقوق الإنسان التي أرسى دعائمها الإمام علي عليه السلام وفق القوانين العراقية والمواثيق الدولية"، مبينًا أن "الفتلاوي وعد باستراتيجية جديدة تعتمد التعاون المشترك بين المواطن ورجل الشرطة لتحقيق الأمن والحفاظ على الاستقرار في المحافظة المقدسة وتقديم كل يمكن تقديمة من أجل خدمة المواطن ."
ختمت قيادة الشرطة بيانها بتقديم اعتذار، عما وصفته "تصرفات فردية صدرت من منسوبيها خلال الفترة الماضية، داعية الجميع للتعاون معها من أجل أمنهم واستقرارهم"، لكنها تجنبت ذكر حادثة التعذيب صراحةً.
قالت الشرطة إن قائدها وجه بإعفاء ضباط وتغييرات في إدارة المراكز وأوصى أفرادها بـ"الالتزام بمعايير حقوق الإنسان"
وتلاحق شرطة النجف اتهامات أخرى أبرزها تعذيب الشاب المعتقل بتهمة الإساءة إلى الإمام الكاظم "علي سرور"، بأساليب شملت "حرق لحيته، وضربه بالهراوات بشكل عشوائي، والتهديد بقلع الاظافر، وهو ما دفعه إلى التوقيع على كل ما أراده المحقق ومن بينها تهمة الانتماء إلى تنظيم داعش"، وفق شهادة لوالده.
اقرأ/ي أيضًا: