ألترا عراق ـ فريق التحرير
دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، إلى وضع حل سريع للأزمة الحالية التي يشهدها العراق، وفيما أشار إلى أن التظاهرات تشكل "سلطة وطنية"، مطالبًا بالوقت ذاته للاستجابة لمطالب المتظاهرين.
لويس ساكو: هذه التظاهرات سلمية بعيدة عن اعتبارات حزبية أو طائفية أو قومية، هؤلاء الشباب يأسوا من تفشي الفساد والطائفية والمحاصصة، والتفرُّد بثروات البلاد
قال الكردينال لويس رفائيل ساكو، ببيان صادر في 25 تشرين الثاني/نوفمبر وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إننا "ومع استمرار التظاهرات التي تقترب من إتمام شهرها الثاني، تظاهرات غير مسبوقة على مستوى الحجم، وتنوع المشاركين، ونوعية المطالب، تظاهرات غدَت مع الزمن "سلطة وطنية"، تظاهرات أربَكت حياة المواطنين، وأرهقت الحكومة، والبلاد أساسًا منهكة بسبب الحُروب، وغارقة بالديون والمشاكل السياسية والمُجتمعية، لذا فالوضع لا يتحمل المزيد، ولابد من قراءة متأنية للمشهد، وإدارة الأزمة، والنظر بجدٍّ إلى مطالب المحتجين المشروعة، لإنقاذ الوطن، وتجنُّبه الدخول في نفق مجهول".
اقرأ/ي أيضًا: البابا فرنسيس يوجه رسالة للحكومة العراقية: أصغوا إلى صرخة الشعب!
أكد أن "هذه التظاهرات سلمية بعيدة عن اعتبارات حزبية أو طائفية أو قومية، هؤلاء الشباب يأسوا من تفشي الفساد والطائفية والمحاصصة، والتفرُّد بثروات البلاد، وتفاقم الفقر والحرمان والبطالة وتردّي الخدمات، وهجرة الكفاءات، فكسروا الخوف، وخرجوا إلى الشوارع في العديد من المدن يتظاهرون، ويطالبون بمن يؤمِّن لهم وطنًا يوحّد جميع العراقيين من دون استثناء، ويحقق الأمن والاستقرار، والحياة الحرَة الكريمة لهم ولأولادهم. هذا ما سمعناه لدى زيارتنا لساحة التحرير في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2019".
أشار ساكو إلى أننا "اليوم وأمام الوضع الذي يزداد سوءًا وارتفاع عدد القتلى والجرحى، وقطع بعض الطرق، وغلق أبواب عدد من المدارس والجامعات، وعدم التفاهم على خطة واضحة وفاعلة للإصلاح، وأمام صمود المتظاهرين في سلميتهم، وعمق وعيهم الوطني، وإرادة الحياة والحرية والسلام، لا بد من الاستجابة إلى مطالبهم وعدم الاستهانة بهم. وقد عبَّرت المرجعية الشيعية في خطبة الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 عن مساندتها لطلباتهم".
لفت إلى أن "الوقت يضيق، ويتطلب حنكة وحكمة، فيتوجب على السلطة السياسية انطلاقًا من المسؤولية الوطنية والإنسانية، القيام بعمل شجاع يخرج البلاد من هذه الأزمة الكبيرة، كتشكيل خلية أزمة مشتركة، ليتوقف نزيف دم العراقيين وتعود الحياة إلى طبيعتها، ويشرع ببناء دولة قوية على اُسس سليمة، دولة ذات سيادة تتحكم بقراراتها ومواردها، دولة تحافظ على مواطنيها وحقوقهم وكرامتهم، دولة تحارب الفساد وتستعيد الثروة المنهوبة، وتكشف عمّن قتل المتظاهرين السلميين وتقاضيهم، وتكشف عن مصير المغيبين من المتظاهرين والنشطاء والصحافيين الذين اختطفوا من ساحات الاحتجاج أو من منازلهم".
أكد الكردينال ساكو "نحن ككنيسة نتابع بقلق شديد الوضع، ونصلّي لكي تتم معالجة إيجابية لهذه الأزمة، لتعود أرضنا أرض إبراهيم، أرض السلام والمحبة والاُخوّة وخصوصًا أننا سندخل المئوية الأولى لاستقلال العراق".
اقرأ/ي أيضًا:
المرجعية تجدد مساندتها للمتظاهرين: لن يكون ما بعد الاحتجاجات كما كان قبلها!
معتصمو التحرير يستعدون لجمعة "سحب الشرعية" ويؤكدون على إقالة "حكومة القنّاصين"