الترا عراق - فريق التحرير
كشف الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر، تفاصيل جديدة حول محاولة اعتقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في عام 2003، وفحوى عشرات الرسائل المتبادلة مع المرجع الديني الأعلى علي السيستاني.
تحدث بريمر عن أسباب إلغاء عملية اعتقال مقتدى الصدر وطبيعة المراسلات التي دارت مع المرجع السيستاني
ونفى بريمر في تصريحات متلفزة، مسؤوليته عن إصدار مذكرة الاعتقال بحق الصدر في آب/أغسطس من العام الذي شهد الإطاحة بنظام صدام حسين، مبينًا أنّ "المذكرة صدرت عن سلطة عراقية مستقلة، وفق أدلة تثبت تورط الصدر في عملية اغتيال عبد المجيد الخوئي".
محاولة اعتقال الصدر..
وقال بريمر، إنّ دور القوات الأمريكية المقرر آنذاك كان "يقتصر على عزل منطقة إقامة الصدر في النجف، بطلب من الشرطة العراقية، التي لم تكن تملك العدد الكافي من العناصر لتنفيذ المهمة".
وأضاف بريمر، أنّ إدارته كانت على تواصل مع وزارة الدفاع الأمريكية بشأن عملية الاعتقال، نافيًا في الوقت إلغاء العملية بناءً على طلب من إياد علاوي.
مجزرة بغداد!
وكشف الحاكم الأمريكي للعراق بعد نيسان/أبريل 2003، عن السبب الرئيس وراء إيقاف عملية اعتقال مقتدى الصدر.
وقال بريمر، "في تلك الأثناء تعرض مقر الأمم المتحدة في بغداد إلى التفجير، ليتم تأجيل تنفيذ أمر الاعتقال".
وأضاف بريمر، "كنا حينها نتعامل مع معضلة مغادرة بعثة الأمم المتحدة للعراق، وبعدها لم نعد إلى فكرة المساعدة في اعتقال الصدر لوجود مشاكل أكبر على طاولتنا".
وتابع بالقول، "أستطيع أن أجزم أن مقتدى الصدر كان أبرز خصوم الاحتلال، وأكثرهم فاعلية على مستوى الأطراف الشيعية المناوئة".
فصل المراسلات السيستانية..
وفي أجواء النجف أيضًا، كشف بريمر عن فحوى 48 رسالة تبادلها مع المرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني، والتي عرفت لاحقًا بـ "فصول الرسائل السيستانية".
وقال بريمر، "كنت أعلم أن السيستاني هو أهم شخص في العراق، وقد طورت عدد من قنوات الاتصال به".
اقرأ/ي أيضًا: "كتاب الانهيار".. فوضى الاحتلال من سقوط صدام حتى صعود داعش
وأضاف بريمر، "كنت حريصًا جدًا على التواصل مع الشخص الذي أوصى بالتعاون مع القوات الأمريكية، ما دفعني إلى البحث عن أشخاص قادرين على إيصال الرسائل وإعادة الردود".
وأكّد الحاكم الأمريكي السابق، أنّ ذلك حدث بالفعل وتحول الامر إلى "مراسلات دورية"، مبينًا أنّ عدد الرسائل المتبادلة مع السيستاني بلغ 48 رسالة بواقع 3 رسائل شهريًا.
رأي واحد في النجف والبيت الأبيض!
وأشار بريمر، أنّ "الرسائل الأولى ركزت على رؤية الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش للعراق، والتي تركز على إتاحة الفرصة للعراقيين لتشكيل الحكومة عبر الانتخابات، واختيار نظام الحكم حتى لو كان ملكيًا".
وأكّد بريمر، أنّ "بوش والسيستاني كانا يتشاركان ذات الرؤية للعراق، والتي تتلخص بتشكيل حكومة عراقية مسؤولية في نظام يسمح للعراقيين باختيار حكومتهم، وقد أصدر فتوى بهذا الخصوص"، موضحًا أنّ "نقطة الخلاف كانت تتعلق بالدستور".
وبيّن بريمر، أنّ رؤية المرجع السيستاني كانت تمثل "طموح العراقيين" الذي استشفه عبر الموظفين المدنيين والحكومة الأولى ووسائل الإعلام متمثلةً بـ "مناخ آمن لاختيار حكومتهم وتطوير اقتصادهم".
اقرأ/ي أيضًا:
قرار حل الجيش العراقي.. انتقام أمريكي صنع "ضباط الدمج والميليشيات"