وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤخرًا، مرسومًا، مدّد من خلاله، حالة الطوارئ الوطنية، التي تتعلّق بأوضاع العراق، وكان تعليل ذلك بـ"العقبات التي تعترض إعادة الإعمار وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية في العراق".
السفيرة الأمريكية: العراقيون لا يريدون الميليشيات بل يرغبون بإعادة السلاح إلى الدولة
وهذه العقبات ـ بالنسبة لبايدن ـ تشكيل تهديدًا ليس عاديًا للأمن القومي الأمريكي وكذلك السياسة الخارجية للعراق، ولذلك قرّر "استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة بموجب الأمر التنفيذي 13303 فيما يخص استقرار العراق".
وصدر قرار 13303 الخاص بالعراق في عام 2003 خلال عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، ويقضي بحظر تصدير بعض السلع الخاصة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على "شخصيات وكيانات سياسية ومسلّحة".
وبالإضافة إلى ذلك، أثار حديث السفيرة الأمريكية ، ألينا رومانوسكي، في مقابلة تلفزيوينة، الكثير من الجدل، حيث قالت: "عندما أخرج وأتحدث إلى العراقيين، يتبين لي بوضوح شديد أنهم لا يريدون دولة تسيطر عليها الميليشيات، بل يريدون نزع السلاح من أيدي الميليشيات وإعادته للدولة".
ورفض المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، الإدلاء بتعليق حول تمديد حالة الطوارئ الأمريكية في العراق، بالإضافة لتصريحات السفيرة عن "عدم القبول بدولة تقودها المجاميع المسلحة".
واكتفى العوادي، بالإجابة على أسئلة "ألترا عراق"، بقوله "لا أملك أجوبة على هذه التساؤلات والمعطيات حاليًا".
وعلق القيادي في تحالف الفتح، غضنفر البطيخ، على تمديد الرئيس الأمريكي جو بايدن لحالة الطوارئ في العراق وتصريحاته الأخيرة، معتبرًا أنها "دلالة على أحداث ومتغيرات ستشهدها الساحة العراقية خلال العام المقبل 2024".
وقال البطيخ، لـ"ألترا عراق"، إنّ "الكل يعرف ببقاء العراق تحت مظلة النفوذ الأمريكي، بل وكل ما جرى في العراق من تغيير لنظام صدام حسين ووصول الطبقة السياسية الحالية للحكم، كان برعاية أمريكية"، مضيفًا أنّ "أمريكا لم تستطع ضبط الإيقاع، ما أدى لحدوث شرخ كبير بالعلاقة بين الطبقة السياسية والشعب".
وعدّ القيادي في تحالف الفتح، انعدام الثقة بين الساسة والشعب، "أفرز جملة من تهم الفساد والنهب للمال العام، وهو ما جعل الشعب مستعد نفسيًا وعقليًا للتغيير السياسي وإعادة صياغة النظام بشكل أو آخر"، مؤكدًا أنّ "أمريكا لا يهمها أن يكون الخيار ديمقراطيًا أو ديكاتوريًا، بل المهم أن يكون النظام مواليًا لها ويعمل في فلكها".
ويتحدث البطيخ عن معطيات حالية لم يشخصها، تشير إلى "أحداث قادمة خلال العام 2024"، لافتًا إلى أنّ "الولايات المتحدة تستطيع إيجاد الذريعه وتسويقها في العراق".
ولفت البطيخ إلى أنه "نحن ننتظر قادم الأيام، خصوصًا بوجود الإخفاق الحكومي، فضلًا عن ما سيتم فرزه ممن هو مستعد للتعاون مع الولايات المتحدة كي يحظى بدعمها له".
قيادي في الفتح: هناك أحداث سيشهدها العراق في العام 2024
وفي الأثناء، اعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيثم المياحي، تمديد الرئيس الامريكي لحالة الطوارئ في العراق، اعترافًا واضحًا من الإدارة الأمريكية بعدم استقرار الأوضاع في الساحة العراقية.
وقال المياحي، لـ"ألترا عراق"، إنّ "قرار الرئيس الأمريكي يعد اعترافًا بعدم وجود استقرار أمني في العراق وبالتاكيد الولايات المتحدة الأمريكية لديها مجساتها ومعلوماتها الاستخبارية عن العراق وما يجري فيه على جميع الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والمائية حاليًا".
وأضاف أنّ "هناك حالة خاصة في ملف العراق لدى أمريكا لتواجد قواعد عسكرية، وارتباط أممي وتداخل عسكري أمني استخباراتي مع دول إقليمية وحدودية مع العراق كإيران وسوريا"، مشيرًا إلى أنّ "كل هذه الاعتبارات تجعل من القرار يأخذ وقتًا أطول وصعبًا".
أما بخصوص تصريحات السفيرة الأمريكية عن عدم القبول بدولة تقودها المجاميع المسلحة، علّق المياحي قائلًا إنّ "هذا الكلام سمعناه كثيرًا وهو ما تدعو له دائمًا الإدارة الأمريكية القادة العراقيين"، مستدركًا: "لكن العكس ما يحدث وقد شهدنا السفيرة تلتقي بأغلب قادة وزعامات الفصائل وغيرها وكأن الاستراتيجيات تغيرت والمعادلات تبدلت".
قال قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن قرار بايدن الأخير يعتبر اعترافًا صريحًا بعدم استقرار العراق
وبيّن القيادي في "البارتي"، أن "الأهم هو استقرار العراق وأن يكون لأمريكا دورًا في فرض شروطها لأجل تمكين الحكومة العراقية من استحصال حصة الماء من الجاره تركيا".