الترا عراق - فريق التحرير
انهار الوضع الأمني في ناحية "أبي صيدا" ضمن قضاء المقدادية شمال شرقي محافظة ديالى على بعد 55 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد، وسط رعب عاشه سكان الناحية، الخميس 24 تشرين الأول/أكتوير، بعد سلسلة اغتيالات استهدفت مسؤولين وبعض المدنيين.
شهدت ناحية "أبي صيدا" في ديالى سلسلة اغتيالات طالت أبرز المسؤولين فيها وعدد من المدنيين على يد "مجهولين"
لم تشهد الناحية اضطرابات مشابه منذ نحو ثلاث سنوات، فيما وقعت الأحداث بالتزامن مع الاستعدادات في ديالى للمشاركة في يوم غد الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر والتي يتوقع أن تكون مليونية في عموم أنحاء البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: التوتر الأمني في ديالى.. "داعش" يتمدّد والعراق يخسر 500 طن من الفواكه يوميًا!
وقال مصدر حكومي في الناحية لـ "ألترا عراق"، إن "الأحداث بدأت عندما اغتيل مدير الناحية حارث الربيعي من قبل مقرب منه، ولحقه اغتيال رئيس المجلس سعد الصريوي ونجله، ومن ثم مدير الجنسية العقيد محمد الحميري"، مبينًا أن "مسلحين من منظمة بدر التي ينتمي إليها الربيعي، انتشروا بداية الأمر، وآخرين من عصائب أهل الحق التي ينتمي إليها الصريوي، لكن عشائر المسؤولين المحليين الثلاث نزلوا إلى الشارع فيما بعد وبدءوا بفتح النار على بعضهم البعض".
أضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "غالبية الضحايا من عشيرة الربيعات والصريوية، وأن هناك أربع جثث الآن في شوارع المدينة، وبينما فرضت القوات الأمنية حظر تنقل في مناطق شمال شرق ديالى، إلا أن المسلحين ما يزالون يتنقلون في الشارع".
وبين المصدر، أن "هناك تحليق منخفض في أبي صيدا لمروحيات طيران الجيش"، كما أشار إلى أن "الجهة التي نفذت الاغتيالات بحق المسؤولين الثلاثة، ما تزال مجهولة".
بدوره قال مسؤول امني في ديالى لـ "ألترا عراق"، إن "الوضع العام في أبي صيدا والوجيهية والمقدادية متوتر وخارج سيطرة القوى الأمنية"، موضحًا أن "مسلحين يستقلون عجلات مظللة من دون لوحات، دخلوا إلى الناحية واستهدفوا مسؤولين محليين وفتحوا النار باتجاه الناس في الناحية، وكأنهم يريدون أن يحرقوا كل شيء".
قالت خلية الإعلام الأمني إن الاغتيالات تحمل "طابعًا جنائيًا" وتعهد باعتقال الجناة بعد فرض حظر التجوال
وأضاف، أن "فرض حظر التجوال، جاء كمحاولة لحماية أطراف الناحية والمناطق المحيطة بها، والتي يسكنها خليط من السنة والشيعة"، مبينًا أن "50 عجلة مظللة توجهت نحو بعقوبة، قبل فرض حظر التجوال، فيما عززت القوات الأمنية من انتشارها في وسط المدينة وقرب المباني الحكومية".
"اغتيالات جنائية"!
من جانبها، أشارت عضو مجلس محافظة ديالى منى العبيدي، إلى أن "الأحداث المتصاعدة في أبي صيدا، أثارت الرعب في عموم محافظة ديالى ومركزها بعقوبة"، مبينة في حديث لـ "الترا عراق" أن "النزاع في الناحية لا يحمل طابعًا طائفية، لكن أياد حزبية وعشائرية تقف خلفه".
فيما ذكرت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة، أن "حوادث القتل التي حصلت جنائية"، ونفت "وجود مسلحين مجهولين في الناحية"، فيما تعهدت بـ "مطاردة نرتكبي تلك الجرائم".
في بعقوبة، قال مدير إعلام قيادة الشرطة العقيد عماد المهداوي لـ "ألترا عراق"، إن "الوضع مستقر في بعقوبة، وأن المصارف تواصل عملها بشكل طبيعي، المنفذ الحدودي نحو ايران يعمل بشكل طبيعي".
لكن مصادر أبلغت "الترا عراق"، أن "القوات الأمنية قطعت الشوارع الرئيسية داخل بعقوبة، بالتزامن مع إعلان حظر التجوال، وبات من الصعب على المواطنين الوصول إلى منازلهم حتى".
عاش المواطنون لحظات من الرعب في ناحية أبي صيدا فيما تقطعت بهم السبل في مناطق أخرى من ديالى بعد فرض إجراءات أمنية مشددة
ووجه محافظ ديالى مثنى التميمي، إثر الأحداث "القوات الأمنية بضبط الأمن في عموم المحافظة وناحية أبي صيدا، والإسراع بالقبض على الجناة، مؤكدًا أن "فرض حظر التجوال في أبي صيدا جاء للحفاظ على المدنيين ولتمييز الجناة واعتقالهم".
اقرأ/ي أيضًا: