ألترا عراق ـ فريق التحرير
أُغلقت صناديق الاقتراع معلنةً انتهاء جولة التصويت الخاص لانتخابات تشرين، والتي شهدت إقبالًا متوسطًا، فيما رافق عمليات التصويت خروق مؤكدة وغير مؤكدة، أثارت الاستياء المبكّر والمخاوف من تكرارها في التصويت العام الذي سينطلق يوم الأحد المقبل 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عدة خروق اعترفت بها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
ومنذ الصباح الباكر لليوم الجمعة توجه مئات الآلاف من الضباط والمنتسبين من القوات الأمنية بأجهزتها المختلفة صوب المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، فضلًا عن شمول التصويت الخاص عددًا من النازحين والسجناء.
اقرأ/ي أيضًا: خروقات بالجملة في الاقتراع الخاص.. أول تعليق من مفوضية الانتخابات
ويشمل التصويت الخاص منتسبي الأجهزة الأمنية والنزلاء والنازحين، فيما يجرى الاقتراع العام يوم الأحد المقبل في عموم العراق والذي يتنافس فيه 3249 مرشحًا و21 تحالفًا، و109 أحزاب.
وبلغ عدد الناخبين العسكريين مليونًا وخمسة وسبعين ألفًا و727 ناخبًا، فيما تم الاقتراع في 595 مركزًا تضم 2548 محطة موزعة بين المحافظات.
أما عدد النازحين الذين يحق لهم التصويت، فقد بلغ 120126 نازحًا في 86 مركزًا انتخابيًا، فيما يبلغ أعداد السجناء الذين يحق لهم الاشتراك في الاقتراع الخاص أكثر من 600 سجين.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عدة خروق "اعترفت بها" المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مؤكدةً أنها "تلاحقها".
وشملت الخروق قيام أحد المنتسبين الصدح بشعار "إلا 100"، والذي يرفعه التيّار الصدري في إشارة إلى الحصول على أعلى المقاعد في البرلمان المقبل، فيما كان نداؤه داخل إحدى المراكز الانتخابية وبصوت مرتفع وتكرار الهتاف معه من قبل عدد من المنتسبين خرق يمثل الترويج سياسيًا داخل مركز انتخابي، فضلًا عن ذلك، انتشر عدد كبير من الصور لمنتسبين وضباط في القوات الأمنية وهم يحملون صور وشعارات "الكتلة الصدرية".
بالإضافة إلى ذلك، انتشرت صور عن تواجد عجلة عسكرية غير مرّقمة بالقرب من مركز التصويت في مدرسة طوعة بمنطقة الحسينية ببغداد، ويبدو أنها تابعة لـ"سرايا السلام"، وهي تحمل ملصقات شعار "الكتلة الصدرية".
وفي نوع آخر للخروق، انتشرت صور ومقاطع فيديو من داخل مراكز الاقتراع للأوراق الانتخابية حيث قام بعض المنتسبين بتصوير عملية إجراء التصويت، في الوقت الذي من المفترض أن دخول الهاتف النقّال إلى داخل مراكز الاقتراع ممنوع، وفق قرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وهو ما يشير إلى تمكّن بعض المنتسبين من إدخال هواتفهم النقالة، أما بالحيلة أو لضعف الدور الرقابي للعناصر الأمنية المسؤولة عن تأمين مراكز الاقتراع، وأما عن طريق "التواطؤ"، بحسب مدونين.
وفي سياق "توّرط القوات الأمنية بالترويج السياسي"، أظهر مقطع فيديو أحد الأشخاص بسيارة مضللة سوداء في إحدى مراكز الانتخابات بمحافظة الأنبار، وهو يعطي أموالًا لمنتسبين أمنيين يشرفون على عملية حماية المركز الانتخابي، فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أن الشخص الذي يظهر وهو يدفع أموالًا لعناصر الأمن هو شخص يدعى "سلام" ومرشح في تحالف تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي.
فضلًا عن ذلك، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تظهر تقديم شكوى من قبل أحد المراقبين قالوا إنه "مراقب من الأمم المتحدة"، إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أكد من خلالها تسجيل خرقًا في إحدى مراكز التصويت بمدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، حيث تمثل بما وصفه "عدم إغلاق صناديق الاقتراع وبقاؤها مفتوحة أثناء التصويت"، بالإضافة إلى "تواجد أشخاص يعبثون بأجهزة التصويت وهم ليسوا موظفي اقتراع أو مراقبين".
إلا أن بعثة الأمم المتحدة نفت تسجيل أحد موظفيها خرقًا في إحدى المراكز، قائلةً إنها "اطلعت على تقارير إعلامية تقول بأن أحد مراقبي الأمم المتحدة قد اشتكى إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بشأن مخالفات انتخابية اليوم".
ولفتت إلى أن "هذا ادعاء باطل بشكل قاطع. في حال شهد مراقبو الأمم المتحدة أي شيء يثير القلق، فسيبلغون الأمم المتحدة بذلك".
ومن بين الخروق "غير المؤكدة" تناقل مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام شهادات عن عدم تواجد المراقبين الدوليين في بعض مراكز الاقتراع، ولم يتسن لـ"ألترا عراق" التأكد من هذا الإدعاء.
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي شهادات بعدم تواجد المراقبين الدوليين في بعض مراكز الاقتراع
وفي هذا الصدد قالت المتحدث باسم مفوضية الانتخابات نبراس أبو سودة، إنّ "فرق المفوضية منتشرة وتراقب جميع المراكز، وستتخذ إجراءات قانونية رادعة في حال ثبتت هذه الخروقات".
وأكّدت أبو سودة لـ "الترا عراق"، أنّ "رفع شعارات حزبية داخل مراكز الاقتراع يعد خرقًا واضحًا ينافي شفافية الانتخابات".
وحول شكاوى عن غياب المراقبين عن مراكز الانتخابات، قالت المتحدثة، إنّ "المفوضية مستمرة برصد الشكاوى وتدقيقها في جميع المحافظات، كما يتم استقبال جميع الشكاوى عن الدوائر والمحطات واتخاذ اللازم".
وشددت أبو سودة، أنّ "لجان الرصد تعمل حاليًا للنظر في الخروقات الخروقات المتعلقة بالعملية الانتخابية، وتنتظر التقارير لاتخاذ الإجراءات التي ستعلن فور انتهاء التصويت الخاص".
وأعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الانتخابي مهند نعيم، في وقت سابق، إحالة ضباط للتحقيق بسبب الترويج لحملات انتخابية أثناء التصويت الخاص.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، اليوم الجمعة، للتصويت الخاص في تمام الساعة السابعة بتوقيت بغداد في أول انتخابات برلمانية مبكرة تشهدها البلاد منذ العام 2003 والتي يتنافس فيها 3249 مرشحًا و21 تحالفًا، و109 أحزاب.
اقرأ/ي أيضًا:
خروقات بالجملة في الاقتراع الخاص.. أول تعليق من مفوضية الانتخابات