04-مارس-2020

تشير النصوص السومرية إلى أساليب طبخ المسكوف (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

سلط تقرير أمريكي، الضوء على وجبة يفضلها العراقيون وخاصة أبناء العاصمة بغداد، فيما أشارت إلى أن جذورها تعود إلى الحضارة السومرية.

تناول تقرير أمريكي وجبة السمك المسكوف التي يفضلها العراقيون وتعد من الوجبات البغدادية الرئيسية

ونشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرًا تابعه "الترا عراق" يتحدث عن وجبة عراقية شهيرة أطاحت بـ "ديكتاتور".

ويبدأ التقرير حديثه عن "المسكوف" من عملية صيد سمك الشبوط من مياه عكرة، وضربه بهراوة، ومن ثم قطعه بسكين لقسمين، وتنظيف أحشاء السمكة، وبعد ذلك تنظيفها بالملح الصخري، ووضعها على شبك وشيها، ما يجعل وجبة المسكوف من أهم الوجبات العراقية.

اقرأ/ي أيضًا: محرّم في بعده الاجتماعي.. "القيمة" في مواجهة الطائفية!

ويقول التقرير، إن سمك الشبوط بلونه وملمسه ليس مشهورًا خارج العراق، إلا أنه يظل في العاصمة بغداد خصيصًا في قلب الطعام العراقي، فيما يؤكد أن الوجبة هي جزء من المطبخ العراقي منذ 5400 عام.

ويوضح التقرير، أن "بعثة أثرية عراقية إيطالية مشتركة عثرت على طبق قرب آثار أور في جنوب العراق، ويحتوي، كما يقول الخبراء، على آثار وجبة المسكوف"، مشيرًا إلى أن "هذا الأمر ليس مفاجئًا لأستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة الموصل ومؤلفة كتاب (ملذات من جنة عدن: كتاب طبخ وتاريخ الطعام العراقي)".

وتقول نصر الله، بحسب التقرير، إن المسكوف لا يحتاج إلى أدوات طبخ خاصة، فكل ما يحتاجه هو سكين ونار، مبينةً أن "الناس عادةً ما يجلسون على ضفاف نهري الفرات ودجلة ويحصلون على سمكهم لأكله، كنوع من طعام النزهة".

ويعود التقرير ليشير، إلى أن وجبة المسكوف، وأيًا كانت أصولها فإنها "أثارت دهشة العراقيين وزوار العراق".

فيما توضح الأستاذة العراقية نصر الله، أن "النصوص السومرية تشير إلى أساليب طبخ المسكوف".

يقول التقرير أيضًا، إن "كاتبة الروايات البوليسية، أغاثا كريستي، وصفت هذه الوجبة بالمغامرة، فيما كانت شهية الرئيس العراقي صدام حسين لوجبة مسكوف سببًا في الكشف عن مكان اختبائه، وعثور الجيش الأمريكي عليه في حفرة أرضية".

يقول التقرير إن جذور الوجبة تعود إلى 5400 عام وقد كانت سببًا مهد للإطاحة بصدام حسين واعتقاله

 ويضيف، أن "هوس العراقيين بالوجبة لا يزال قائمًا حتى اليوم، وبالنسبة للكثيرين فهو يعبر عن الحنين لبلدهم في أيام عزه، عندما كان أرض الخيرات، وعاصمته النجم الهادي للمنطقة".

 كما يبين، أن "البغداديين يتدفقون إلى الشوارع في أيام الأسبوع، خاصة يومي الأربعاء والجمعة، ليشتروا الشبوط الذي يفضلونه إلى جانب البوني، ومن ثم يعودون إلى بيوتهم يحملونه في أكياس مليئة بالماء للحفاظ عليه حيًا حتى آخر لحظة، أما الذين يحبون أكله في الخارج فيذهبون إلى المطاعم في شارع أبي نواس مثلاً".

 ويتذكر الكبار بشاعرية الأيام القديمة التي كان يتم فيها صيد الشبوط من النهر، على حد تعبير التقرير، قبل أن ينصح سكان العاصمة بتجنبه وتصدر فتوى دينية بتحريمه من نهر دجلة، حين تحول إلى مكب للجثث التي خلفها النزاع الطائفي، وكان الشبوط يتغذى على هذه الجثث.

ويلفت تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى أن "الشبوط الذي يستخدم في أكلة المسكوف، يعد اليوم من إنتاج مزارع تنتشر في المناطق الريفية حول بغداد، ويتم تغذية مزارع السمك بالماء من خلال قنوات اصطناعية، كما يفعل علي شكور (47 عامًا)، الذي يملأ المزرعة مرتين بالسنة بسمك الشبوط، ويبيع الجزء الأكبر للمربين، ويترك الباقي ليكبر ثم يبيعه للتجار".

ويوضح التقرير، أن "تلك التجارة تنتج سنويًا 32 طنًا من الشبوط، بحسب تقرير أعدته منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة عام 2017.

يصل جزء من ذلك المنتج، إلى سنان الدهيمي، الذي يسيطر على جزء من سوق للسمك في بغداد والقريب من حي زيونة، تقويل الصحيفة، موضحة أن " سنان، الذي يعرف بأبي نعيم، يدير مزادًا، وعندما يتم تحديد من رسا عليه العطاء يقوم العمال بملء صناديق ويحملونها إلى سيارة الزبون أو دراجته النارية أو التكتك".

تؤكد الصحيفة، أن "السمك في العراق تجارة كبيرة، وعندما أصاب وباء السمك وقتل الملايين منه، فإن الأمر تحول إلى قضية أمن قومي".

ركز التقرير على سمك الشبوط الذي ينتج العراق 32 طنًا منه سنويًا وفق تقرير لمنظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة

ولا يحتاج تحضير المسكوف لأكثر من ساعة، خاصة أن السمك يوضع على مشبك وعلى مستوى بعيد من اللهب، وتتم عملية الشي بهدوء.

ويختم التقرير، بالإشارة إلى نوع الخشب المستخدم في عملية الشواء، حيث يتحدث بعض المختصين بإعداد الوجبة عن استخدام خشب خاص، فيما لا يستخدم في شيه سوى الملح الصخري. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

المشروبات الكحولية تصارع التقاليد والتطرّف في الموصل.. ما مصير "عرق بعشيقة"؟

جدل واسع بعد إعلان فتاة عراقية-كردية دخول عالم الأفلام "الإباحية"!