أثار فيديو لطلبة كلية الآداب بجامعة ذي قار وهم يحتفلون بتخرجهم على أنغام النشيد الوطني السابق، جدلًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، اعتقل على أثره منظم الحفل، فيما بادرت رئاسة الجامعة بإصدار بيان وضحت فيه ملابسات الحادثة.
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطلبة من ذي قار يرقصون على أنغام النشيد الوطني السابق، ما أدى إلى اعتقال منظّم الحفل
يُظهر الفيديو تجمعًا لطلبة أقاموا حفلًا لتخرجهم على قاعة بهو الإدارة المحلية وسط مدينة الناصرية، لتبث مكبرات الصوت في مطلع الحفل النشيد المعمول به في عهد النظام السابق، وسط رقصات لطلبة على منصة القاعة، رافقه اعتراض وحيد لأحد الطلبة.
اقرأ/ي أيضًا: صدام حسين.. الدكتاتور الذي يأبى الموت
يقول حد الطلبة الذين حضروا الحفل لـ"ألترا عراق"، إن "منظم الحفل تعمد تشغيل النشيد، مستعينًا بالإنترنت، لكن المستغرب هو تفاعل الطلبة واستمرارهم بالرقص على منصة القاعة، باستثناء اعتراض لطالب واحد، دعاهم لإيقاف الصوت"، مبينًا أن "النشيد بقى لدقائق ثم أوقف بعد أن انتبه عدد من الطلبة".
أوضح أن "منظم الحفل تعمد ذلك كونه أبقى النشيد لدقائق ولم يسكته، وتفاعل الطلبة ورقصهم على أنغامه زاده ثقة باستمرار بثه، مستدركًا "لكن الاعتراض الشديد أرغمه على إطفائه وتشغيل النشيد الوطني المعمول به حاليًا".
وصباح أمس، 14 نيسان/أبريل اعتقلت شرطة المحافظة، منظم الحفل للتحقيق معه، لكنها أخرجته بكفالة، وفقًا لرواية الطالب.
كما اخلت رئاسة جامعة ذي قار مسؤوليتها عن الحادثة، حيث أشارت في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إنه "جرى دون علم أو موافقات الجامعة كونه نشاط خاص بالطلبة ولم ينظم على قاعات الكليات الموجودة".
وقال رئيس الجامعة رياض شنته إن "الطلبة ليس لديهم علم مسبق بما سيتم عزفه خلال الاحتفالية، وأن صاحب الجهاز الذي تم استئجاره منه هو من يتحمل المسؤولية، وهو قيد التحقيق حاليًا لدى الأجهزة الأمنية المختصة"، مشيرًا إلى أن "الجامعة تنتقد منح التراخيص من قبل الدوائر الأخرى لإقامة هذه الاحتفاليات دون موافقة رئاسة الجامعة أو الكليات المعنية".
اقرأ/ي أيضًا: صدام حسين.. حيٌّ في فيسبوك
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها النظام السابق جدلًا في ذي قار، حيث اعتقلت السلطات في وقت سابق، شاعر شعبي قام بمدح صدام حسين عبر قصيدة استهلها قائلًا: "يا بو عدي أكرهك بس أحبك حيل چي تطب عالعايل لداره"، مقارنًا بين الوضع العراقي السابق والحالي.
ويعاقب القانون العراقي كل من يرفع صورًا أو شعارات تتعلق بتمجيد أو الترويج للنظام السابق وحزب البعث المحظور في العراق.
النشيد الوطني السابق من تأليف الشاعر شفيق الكمالي، كان قد غُيّر في العام 2004، عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، بعد أن اعتُمد رسميًا لمدة 23 عامًا.
وتأتي حادثة عزف النشيد الوطني بعد أشهر على رفع مجموعة من طلاب جامعة الأنبار رسمًا لصورة صدام حسين خلال احتفالية لتحرجهم، فصلت بعدها إدارة الجامعة ثلاثة من الطلبة بشكل نهائي، فيما عاقبت آخرين بفصلهم لعام دراسي واحد.
يشار إلى أن رفع أي شعارات أو صور لأقطاب النظام العراقي السابق يعد ترويجًا لـ"حزب البعث" المحظور في العراق، ويعاقب عليه القانون.
وفي سياق قريب، أثار النشيد الوطني الحالي "موطني"، جدلًا كبيرًا بين الأوساط السياسية والشعبية، بين معترض ومؤيد، لكن دعوات أفضت إلى مقترحين لاستبداله أحدهما قصيدة "سلام على هضبات العراق" من كلمات الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري، والثاني قصيدة "سلام عليك"، للشاعر العراقي أسعد الغريري وألحان الفنان كاظم الساهر.
ليست المرة الأولى التي يثير فيها صدام حسين ونظامه جدلًا في ذي قار، فقد اعتقلت السلطات في وقت سابق شاعر شعبي قام بمدح رئيس النظام السابق في حفل وسط المدينة
وأنشودة "موطني" الحالية هي للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل، تم اعتماده نشيدًا وطنيًا من قبل رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003.
اقرأ/ي أيضًا: