الترا عراق - فريق التحرير
وجد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر نفسه وأنصاره، فجأة في مواجهة مباشرة مع الطلاب والذين مثلوا عصب الاحتجاجات منذ مطلع تشرين/أكتوبر 2019، بعد أن قال إن حملته تهدف إلى "نصرتهم وحمايتهم ممن يجبرونهم على الإضراب".
صعد طلاب العراق خطابهم ضد مقتدى الصدر وتياره تدريجيًا إثر استمرار أعمال العنف ضد المتظاهرين
وتوالت المواقف والبيانات "الغاضبة والضاغطة" على الصدر وبتصعيد تدريجي في الخطاب، من قبل اتحاد طلبة بغداد والمحافظات الأخرى، والذين اتهموا أنصاره "القبعات الزرق" بالاعتداء عليهم في ساحة التحرير خلال مسيرة يوم الثلاثاء 4 شباط/فبراير، والتي وثقتها بعض المقاطع المصورة على الرغم من منع التصوير من قبل "القبعات".
اعتذروا..
وأصدر اتحاد طلبة بغداد بيانًا استنكر فيه أحداث ساحة التحرير، مطالبًا قيادات التيار الصدري بتقديم اعتذار رسمي إلى إحدى الطالبات التي وثق تعرضها إلى "تهجم" من قبل أحد عناصر سرايا السلام، الجناح المسلح الموالي للصدر.
اقرأ/ي أيضًا: "صدمة العنف" تنعش "انتفاضة" تشرين.. هل "تآمر" الصدر على الاحتجاجات؟
وقال الاتحاد، إن "الطلاب تعرضوا لضربٍ بالعصي و السكاكين و كلمات تسيء لمن قالها و تمنحنا وسامَ شرفٍ لكونها قيلت بحقنا لسببٍ واحد فقط ألا وهو أننا أثبتنا نحن و أخوتنا المستقلون المرابطون في الساحات حتى اللحظة أن لا أحد 'يحب العراق بگدنا'".
وأضاف البيان، أن "التعرض لبنتٍ عراقية شريفة مُصانة بالضرب يمس كرامة البلد و يضرب كل قيم الرجولة بمقتل، والاعتذار من قبل قيادات تيار له شعبيته سيسهم بوضع حد لفتنة من الممكن أن تحصل و سيساهم بألا تتحول بوصلة الثورة المباركة باتجاه من اعتدوا على مَن يشرفهم -المرأة العراقية- و تحيد عن الآخرين".
تهديد بمسيرة "مزلزلة"
بعد أقل من 24 ساعة، وإثر أحداث النجف، أصدر الاتحاد بيانًا آخر حشد من خلاله إلى مسيرة طلابية، يوم الخميس 6 شباط/فبراير، ووجه رسالة شديدة اللهجة إلى التيار الصدري وقياداته فضلًا عن الأحزاب والجهات الأخرى في السلطة.
وجاء في الرسالة التي اطلع عليها "الترا عراق"، إن "قمعكم الذي فاق في قبحه ما تعرضنا له من قبل (الطرف الثالث) والقوات الأمنية لن يجلب إلا آلافًا مؤلفة من الطلاب، وإن أسكتت أيديكم القذرة فمًا بالقوة التي لا تعرفون غيرها لغة، فستنطق غيره آلاف من الأفواه ولن تكون لكم أيد كافية لإسكاتها جميعًا".
طالب الاتحاد قيادات التيار الصدري باعتذار بعد تعرض الطلاب إلى "اعتداء" في ساحة التحرير على يد "القبعات"
وهدد الاتحاد، بـ "بمسيرة تزلزل الأرض تحت أقدام (أنصار الصدر) المتزعزعة"، مشددًا بالقول "سنحمل معنا الأقلام، الأقلام نفسها التي ستكتب النهاية الحتمية لحكمكم الغاشم التي باتت وشيكة جدًا لو كنتم تعلمون".
خطاب مباشر الى الصدر..
وصعّد الطلبة في بيان ثالث صدر الأربعاء 5 شباط/فبراير، من موقفهم، حيث خاطبوا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشكل مباشر، مطالبين بسحب "القبعات الزرق" من ساحات الاحتجاج فورًا.
وقال الطلبة، "رسالة من ملايين الطلبة العراقيين إلى زعيم تيار ديني له شعبية بين أنصاره، مقتدى الصدر: القبعات الزرق التي مجدت بسلميتها وادعيت أن سلاحها (الورد)، حملت العصي والسكاكين واعتدت بالضرب على طلبة شرفاء لم يخرجوا إلا لطلب الإصلاح الذي ترى نفسك (راعيًا له)".
وخاطب البيان، مقتدى الصدر،: "في إحدى تغريداتك أطلقت على نفسك خادم الشعب، فهل هناك خادم يضرب شعبه؟ هل هناك ثائر يضرب أخته وبنته الطالبة العراقية لالشيء سوى أنها رفضت تكليف مرشحكم السياسي؟".
ووصف البيان، ما تعرض له الطلبة بـ"الأسلوب الذي يوازي أسلوب البعث المجرم، بتكميم الأفواه"، محذرًا الصدر من أن ذلك "أضر بالتيار الصدري ومقبوليته قبل أن يضر غيره ممن لم تخيفه لا نيران القناصة ولا قنابل الغاز".
اقرأ/ي أيضًا: "يقتلون الشبان ويرقصون".. "أمنيستي" تصف عمليات قمع المتظاهرين على يد السلطة
وشدد الاتحاد، "ادعيت (مقتدى الصدر) أنك ناصح، ولكننا لانعتقد كطلاب أن النصح يتم باستعمال السكاكين، ولايمكن إخلاء مسؤوليتك المباشرة من خلال تغريدة و(لمحة)، لابد من سحب القبعات الزرق الآن وفورًا".
حشد الاتحاد لمسيرة طلابية جديدة بعد استمرار أعمال العنف وأحداث النجف فيما وجه رسالة نارية إلى الصدر
ويمثل التصعيد الطلابي، ربما، أشد التحديات لحملة الصدر التي قادها منذ الأول من شباط/فبراير، بحجة "تنقية ساحات الاحتجاج من المندسين والمخربين" وإنهاء الإضراب عن الدوام و"إعادة الحياة إلى طبيعتها"، خاصة وأن الصدر أكد أن حملته تهدف إلى حماية الطلبة والمتظاهرين، ونفى أن تكون "انتقامًا من المتظاهرين بعد الهتافات التي صوبت ضده".
اقرأ/ي أيضًا:
"انشقاق" نواته جيل جديد من الصدريين.. هل يدفع الصدر ثمن "شطحاته ونفثاته"؟
كواليس الصفقة و"تصدع" البناء.. لماذا يستميت الصدر دفاعًا عن محمد علاوي؟!