ألترا عراق ـ فريق التحرير
بلغ عدد قوات الحشد الشعبي المسجلين رسميًا في هيئته نحو 160 ألف مقاتل، فيما بلغ عدد الموطنة رواتبهم حوالي 130 ألف مقاتل، وفق إعلان لمديرية المالية العامة في الحشد، أشارت فيه أيضًا إلى أنها بصدد إكمال توطين رواتب جميع الألوية، وبواقع 2500 مقاتل في اليوم الواحد.
أحد أهداف مشروع رواتب موظفي الدولة، بينهم منتسبو فصائل الحشد الشعبي، هو للقضاء على ظاهرة ما يعرف بـ"الفضائيين"
أحد أهداف مشروع رواتب موظفي الدولة، بينهم منتسبو فصائل الحشد الشعبي، هو القضاء على ظاهرة ما يعرف بـ"الفضائيين"، فضلًا عن أن بطاقة (كي كارد) توفر قاعدة بيانات رقمية متكاملة عن كل موظف، بالإضافة إلى مزايا تتعلق بالتسهيلات المالية، والحصول على القروض، كما يهدف المشروع إلى مواكبة التقدم الحاصل في أنظمة الدفع الإلكتروني.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تُهرب مخصصات الحشد الشعبي إلى إيران؟
جوبه مشروع توطين الرواتب بمشكلات إدارية وقانونية، كما حصل جدل حول نسب الفوائد التي تستقطعها شركة (كي كارد) عن خدماتها، لكن أبرز هذه المشاكل كان رفض عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية توطين رواتب موظفيها، وهو ما أكده عبد الحسين هنين، مستشار رئيس مجلس الوزراء.
وصف هنين مشروع توطين رواتب الموظفين والعسكريين بـ"الخطوة المهمة في مكافحة الفساد"، وقال في منشور على صفحته في "فيسيوك"، "قد تبين أن نسبة كبيرة من الفضائيين يتم استلام رواتب بأسمائهم كشفتهم هذه الخطوة.. ولذلك نجد مقاومة كبيرة في وزارات مختلفة تبرر رفضها بالأمن، والسرية على أسماء منتسبيها".
حذف واستبدال بالجملة!
وضع الحشد شعارًا لمشروع توطين رواتب مقاتليه تحت عنوان (حقك بيدك)، كما يوضحه رئيس لجنة توطين الرواتب في الحشد علاء عزيز بالقول إن "الشعار المذكور يعني ضمان حقوق المقاتل من دون أي تلاعب وإسكات الأصوات النشاز التي تشكّك في تسلم المقاتلين لحقوقهم"، مبينًا في تصريح أوردته صحيفة الصباح شبه الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، أنه "يسهم بإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن المقاتلين بضمنها بصمة لكل واحد، وتعتبر محدثة ومؤرشفة وفق التقنية الإلكترونية بأنظمة عمل حديثة لضمان السرعة والدقة والسهولة".
لكن تصريح عزيز يتنافى مع الشكاوى التي تقدم بها مقاتلون إلى مفتشية الحشد، إذ وصلتها خلال الأشهر الأخيرة آلاف الشكاوى من مقاتلين حذفت أسماؤهم وسحبت منهم البطاقة الذكية، فيما استبدلوا بأسماء آخرين، بحسب مصدر في المفتشية كشف لـ"ألترا عراق"، عن حذف واستبدال بالجملة أجرته الفصائل بعد توطين الرواتب.
منتسب في الحشد الشعبي: راتبي كان 650 ألف دينار. استلمت راتبًا واحدًا عبر كي كارد مقداره مليون و45 ألف دينار، بعدها طلبوا مني تسليم البطاقة أو فصلي
تفاجأ حسام المياحي (اسم مستعار) من حذف اسمه بعد شهر من استلامه لبطاقة (الكي كارد)، واستبداله باسم آخر، حيث يشير المياحي في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى أنه "أمضى 4 سنوات للعمل مع اللواء 42 (عصائب أهل الحق)، في القسم الإعلامي"، كان راتبي 650 ألف دينار، يقول المياحي، ويوضح "استلمت راتبًا واحدًا عبر كي كارد مقداره مليون و45 ألف دينار، بعدها طلبوا مني تسليم البطاقة أو فصلي، سلمتها وقدمت شكوى إلى المفتشية، وعرفت أن اسمًا آخر وضع مكان اسمي".
اقرأ/ي أيضًا: تهريب نفط العراق.. أهلًا في "مزرعة" الحشد الشعبي!
نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، وجه في منتصف حزيران/يونيو 2019 بمنع سحب بطاقة (الكي كارد) من المقاتلين مهما كانت الأسباب، فيما أمر بعدم طرد أو فصل أي مقاتل من أي تشكيل أو وحدة.
ورغم توجيه المهندس، قدم المياحي ثلاث شكاوى تظلم إلى المفتشية وإلى قادة في الحشد، ولا زال ينتظر جوابًا، ويلفت إلى أن "14 شخصًا آخر ضمن اللواء 42 أيضًا حذفت اسماؤهم وسحبت منهم البطاقة وتقدموا بشكاوى"، مشيرًا إلى أن "جميع الأسماء الجديدة كانوا مقربين من القادة وأقاربهم ومعارفهم".
يكشف مصدر في مفتشية الحشد لـ"ألترا عراق"، أن "اللواء الرابع عشر (كتائب سيد الشهداء) حذف واستبدل 432 منتسبًا، غالبية الأسماء المحذوفة كانوا يعملون في الأقسام المدنية"، مضيفًا "تصل إلى المفتشية عشرات الشكاوى يوميًا من المقاتلين المحذوفة بطاقاتهم".
تهديد ووعيد.. أو سكوت!
كشف ذات المصدر في مفتشية الحشد، عن أن غالبية من سحبت منهم البطاقة تعرّضوا إلى تهديدات من قبل قيادات الألوية، مشيرًا إلى "عدد من العاملين في الأقسام المدنية أخذت منهم البطاقات جبرًا".
ونشر العشرات من منتسبي الحشد على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدات لرئيس الهيئة وقيادات الحشد، طالبوا فيها بالتدخل لإرجاع بطاقاتهم، التي سحبتها قيادات في عدد من الفصائل.
وذكر المراسل الحربي مرتضى الموسوي، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن "إدارة فصيله خيرته بين ترك العمل أو تسليم بطاقة كي كارد".
لا تتدخل هيئة الحشد في الشؤون الإدارية للفصائل أو توزيع المقاتلين على الأقسام، ويحق للأمانة العامة للفصيل وقياداته نقل الأفراد من قسم إلى آخر، كما يحق لها الفصل أو التعيين، هذا ما أخبر به موظف في مديرية الإدارة المركزي للحشد في حديثه لـ"ألترا عراق"، مشيرًا إلى أن "رئيس هيئة الحشد فالح الفياض أمر أيضًا بعدم استبدال أو حذف أو نقل أو تعيين أي منتسب إلا بموافقته خطيًا".
استقاطاعات من كي كارد على مزاج القادة
حددت هيئة الحشد الشعبي مبلغ 70 ألف دينار، يتم استقطاعه من كل مقاتل بدل طعام، لكن غالبية ألوية الحشد لم تلتزم بالمبلغ الذي حددته الهيئة، فيما اشتكى عدد من المقاتلين من استقطاع مبالغ إضافية تتراوح من 100 إلى 150 إلف دينار، إذ يشير أحمد الربيعي (اسم مستعار) وهو مقاتل في اللواء 12 (النجباء)، إلى أن "هذه الاستقطاعات تذهب إلى جيوب القادة"، لافتًا إلى أن "غالبية المقاتلين لا يستطيعون التحدث عن هذا الموضوع أو تقديم شكاوى بسبب المضايقات التي يتعرضون لها بعد تقديم الشكوى حيث سيتم سحب الكي كارد أو نقلهم أو طردهم".
يقول الربيعي في حديثه لـ"ألترا عراق"، "في كل شهر استلم راتبًا مختلفًا، مرة يستقطعون 100 ألف ومرة 120 وهكذا... وحجم الاستقاطاعات لا يتلاءم مع نوع الطعام الذي يقدم إلينا"، يختم الربيعي حديثه بالقول، إن "الفساد هنا يفوق فساد جميع مؤسسات الدولة الأخرى".
نشر عشرات المقاتلين على صفحاتهم في فيسبوك، منشورًا موحدًا شكوا فيه من زيادة الاستقطاعات، وعدم التزام قائدة الفصائل بالتعليمات حول مبلغ الـ70 ألف دينار عن بدل الطعام.
بغداد تدفع رواتب 7 أفواج تقاتل في سوريا
كشف مصدر في مديرية الإدارة المركزية في الحشد، أن "رواتب 7 أفواج تابعة لفصائل الحشد الشعبي وتقاتل في سوريا تدفع من موازنة الدولة عبر بطاقات كي كارد، موضحًا في حديثه لـ"ألترا عراق"، ان "فصائل كتائب حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء، سلمت غالبية مقاتليها الذي يقاتلون في سوريا بطاقات كي كارد".
مصدر خاص: رواتب 7 أفواج تابعة لفصائل الحشد الشعبي وتقاتل في سوريا تدفع من موازنة الدولة عبر بطاقات كي كارد
وحول طريقة حصول مقاتلي سوريا على الرواتب يوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، "في نهاية كل شهر ترفع إدارة الفصائل تواقيع الحضور لأسماء المقاتلين في سوريا إلى مديرية المالية في هيئة الحشد، وبعد عودة المقاتلين من سوريا يستلمون رواتبهم عبر بطاقة كي كارد".
اقرأ/ي أيضًا: قدرة العراقيين الشرائية.. من مغامرات صدّام إلى فقدان 790 مليار دولار!
يكمل المصدر أن "بطاقة كي كارد لم تقضِ على الفضائيين، خاصة في دوائر الحشد، وبإمكان أي منتسب يستلم راتبه وهو منقطع عن الدوام، ما دام هناك من يرفع تواقيع حضوره، وكل ذلك يجري في تستر وعلم قادة الفصائل، يضاف إلى ذلك أن عدد من الألوية لم توطن رواتبهم بعد".
سرقات الرواتب ما قبل كي كارد
منذ تأسيس الحشد الشعبي في 2014 خصص لكل مقاتل راتبًا مقداره 900 ألف دينار، قبل قرار تسويته مع رواتب الأجهزة الأمنية في العام الماضي، لكن غالبية المقاتلين خلال الأعوام الماضية لم يتسلموا نفس المبلغ، خاصة الأقسام المدنية، وفقًا لشهادات مقاتلين التقاهم "ألترا عراق".
التحق محمد الياسري في مطلع 2014 ضمن ملاك حركة "النجباء"، ليعمل في أحد المواقع الإخبارية التابعة للحركة، وطوال 5 أعوام كان يتسلم راتبًا مقداره 600 ألف دينار، بينما المخصص الرسمي هو 900 ألف دينار، يقول الياسري "خلال 5 سنوات سرق مني نحو 20 مليون دينار".
يشير الياسري (اسم مستعار) في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى أنه "بعد توطين الرواتب أصبح راتبي مليون و45 ألف دينار، أعمل في موقع إخباري مع 13 منتسبًا ضمن الحركة، جميعهم كانوا يستلمون نفس الراتب (600)، كنا نعرف بالسرقة ولكن لا حيلة لنا".
وفي وثيقة مسربة، حصل عليها "ألترا عراق" تؤكد استيلاء قادة في الحشد على جزء من رواتب عناصرهم، التي صرفتها لهم وزارة المالية، كما يقول المنتسبون، فيما طالبت هيئة الحشد عن أسباب الاستقطاعات والفروقات.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، هاجم قيادات الحشد الشعبي وقال إنها جمعت ثروات على حساب المال العام في ظروف غامضة. وتساءل العبادي، خلال مقابلة مع قناة العراقية، عن مصدر الأملاك والعقارات التي تمتلكها هذه القيادات.
اقرأ/ي أيضًا: