09-سبتمبر-2021

17% من الحالات انتهت بموت الأزواج (تعبيرية/ فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بينما تتزاحم أشكال العنف الأسري سواء المؤذية أو المفضية إلى الموت، على شريحة النساء في العراق، يبدو من الصادم الحديث عن تصاعد حالات التعنيف ضد الرجال في العراق على يد زوجاتهم، إلا أن الإحصائيات تفيد بالفعل بوجود تصاعد ملحوظ لهذا الواقع ما قد ينبّئ بنمو أكثر خطورة مستقبلًا.

خلا 8 أشهر فقط تم تسجيل 35 حالة عنف ضد الرجال، ويعني أن الشهر الواحد يشهد حدوث من  4 إلى 5 حالات

إحصائية كشف عنها مركز الرشيد للدراسات، تتحدث عن 35 حالة عنف ضد الرجال منذ مطلع العام الحالي في العراق، حيث قال المركز في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إن "العراق شهد منذ مطلع العام الجاري، نحو 35 حالة عنف، ارتكبتها زوجات ضد أزواجهن"، مبينًا أنه "لقي 6 رجال حتفهم، بسبب أنواع عنف متفرقة بينها الحرق والنحر والطعن بسكين".

                                                            قناتنا على تلغرام.. تغطيات مُحايدة بأقلام حرّة

وعلى هذا الأساس، فإن 17٪ من حالات العنف ضد الرجال أسفرت عن وفاتهم، وبينما تم تسجيل 35 حالة منذ مطلع العام الجاري أي خلال 8 أشهر فقط، هذا يعني أنه في الشهر الواحد تحدث من  4 إلى 5 حالات، وهذا المسجّل فقط في مراكز المدن، ما عدا الحالات غير المسجلة في الأرياف والقرى التي لم يسجلها المركز لكون هذه الحالات عادةً "ما تنتهي بالتراضي العشائري والأسري"، بحسب بيان المركز.

وأردف المركز بأنه "قد تبدو الأرقام قليلة بالنسبة للعراقيين، إلا أن ما تسجله السلطات الأمنية والصحية كبيرة وبالغة الخطورة"، فيما شدّد على الوقوف بجدية ضد هذا النوع من العنف الذي وصفه بـ"الجديد على العراق"، مؤكدًا أن "إهمال هذه الأشكال المتطوّرة من العنف ستؤدي إلى ولادة جيل يؤمن بالعنف ولا يخضع للقانون".

اقرأ/ي أيضًا: ضرب مبرح وقتل.. ماذا تعرفون عن عنف النساء ضد الرجال في العراق؟

ويبدو أن الحديث عن "حداثة" هذه الحالة على المجتمع العراقي يتعلّق فقط بانعدام الإحصائيات أو المراكز المتخصصة لرصدها، إلا أن إقليم كردستان يرصد ويسجل تزايدًا بهذا الجانب منذ 2007، حيث تم تأسيس منظمة حماية حقوق الرجال، والتي تصدر إحصائيات سنوية متزايدة عن حالات العنف ضد الرجال في الإقليم، وعند تأسيسها في 2007 تم رصد 33 حالة عنف ضد الرجال وبقيت تتصاعد الحالات حتى "تم تسجيل 533 شكوى من رجال تعرضوا للعنف من قبل النساء في كافة مدن إقليم كردستان خلال 2020، فيما بلغ عدد الرجال المنتحرين في الإقليم 91 رجلًا، إضافة إلى مقتل ثمانية على يد زوجاتهم بمساعدة آخرين".

وبحسب أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، فأنه في عام 2020، تم تسجيل 3006 حالات عنف من الرجال ضد النساء، وبالمقابل 412 حالة عنف من النساء ضد الرجال، ما يعني أن نسبة العنف ضد الرجال تبلغ 13% من العنف ضد النساء.

وبحسب نشطاء، فإن هذه الأرقام لا تمثل سوى جزء بسيط من الأرقام الواقعية، خصوصًا في محافظات وسط وجنوب البلاد، حيث يتحرج الرجل من تقديم شكاوى حول تعرضه للتعنيف من قبل زوجاتهم، على العكس من إقليم كردستان الذي مع تأسيس منظمة حماية الرجل تظهر الأرقام وجود انسجام وتقبل لتسجيل شكاوى من هذا النوع.

ومن الواضح من حالات العنف التي تفضي إلى موت الرجل أحيانًا، والتي بلغت نحو 17% من حالات العنف ضد الرجل منذ مطلع العام الحالي، فإن غالبية الحالات تتم بالتنسيق بين الزوجة وعشيقها وهو ما تظهره مقاطع الفيديو التي تنشرها القوات الأمنية خلال إجراء كشف الدلالة للزوجات وشركائهم من الرجال الذين أسهموا بجرائم القتل من هذا النوع.

وتقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان براء أمين في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "مواقع التواصل الاجتماعي لها الدور الأبرز في تصاعد حالات العنف بين الأزواج، وفيما يتعلّق بالنساء وبحسب الحالات المسجلة، فإن النساء من هذا النوع منزعجات من الحياة مع أزواجهن التي تكون بقمة الروتينية والملل وسط انشغالات الحياة الصعبة في العراق، فيما تعيش الزوجة هذه الحياة تشاهد في هاتفها ومواقع التواصل الاجتماعي العديد من العلاقات وأساليب الحياة المثالية، فضلًا عن المشاكل التي تدفع الزوجة إلى كره زوجها وإمكانية إقامة علاقات غير مشروعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما يدفعها للتفكير بالتخلّص من زوجها لعيش الحياة التي تشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يمنيها بها الرجل الذي تقيم معه علاقة غير شرعية، وعادة ما يساهمون بقتل أزواج عشيقاتهم".

الأرقام التي ظهرت تمثل جزءًا بسيطًا من الأرقام الواقعية، خصوصًا في محافظات وسط وجنوب البلاد

من جانبه، يستعرض الباحث والمختص بعلم الاجتماع علي كريم السيد عدّة أسباب وراء هذا النوع من العنف، حيث يشير في حديث لـ"ألترا عراق" إلى مقولة وصفها بالخطيرة لعالم النفس التطوري ديفيد بوس بأن "الناس مفتونون بالقتل، وهو غريزة متأصلة من تاريخ تطوري قديم"، وبينما يستغرب من عدم دراسة هذه الظاهرة أكاديميًا، اعتبر أن "لكل حادثة دوافعها الخاصة، مثل الخيانة أو الانتقام أو التخلّص من شريك صعب وغيرها من الدوافع التي يجب أن تدرس علميًا".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قصة اغتصاب مراهق: الرجال "أكثر تعرضًا" للتحرش الجنسي من النساء في العراق

بالاشتراك مع زوجته "الثانية".. رجل يعذب ابنه حتى الموت في كربلاء!