أعلن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الإثنين، توقيع اتفاق إطار استراتيجي مع تركيا، على هامش زيارة الرئيس التركي، كما أعلن توقيع اتفاق لحسم أزمة حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات.
كشف السوداني عن أبرز بنود الاتفاق الاستراتجي مع تركيا فيما قال أردوغان إنّ الاتفاق يمثل نقطة تحول في العلاقات بين بغداد وأنقرة
وقال السوداني في كلمة مشتركة مع أردوغان، إنّ "الاتفاق الاستراتيجي يمثل خارطة طريق لتعاون مستدام، وستنبثق عنه لجان دائمة في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد ومجالات أخرى"، مبينًا أنّ الجانبين وقعا بحضور أردوغان "24 مذكرة تفاهم".
ويهدف الاتفاق الاستراتيجي، وفق بيان للحكومة، إلى "تطوير سبل التفاهم والتعاون في قطاع المياه، على مبدأ المساواة والنوايا الحسنة وحسن الجوار، ووضع رؤية جديدة لتنفيذ مشاريع البنى التحتية والاستثمارية للموارد المائية في العراق، اعتماد رؤية تهدف إلى تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود، إضافة إلى وضع رؤية لاستخدام المياه بطريقة رشيدة وفعالة".
ويشمل الاتفاق، "التعاون عبر مشاريع مشتركة لتحسين إدارة المياه في حوضي دجلة والفرات، ودعوة شركات تركية للتعاون في البنى التحتية لمشاريع الري مثل؛ أنظمة وسدود حصاد المياه، وتبطين القنوات، ونصب محطات التصفية والتحلية، ومشاريع معالجة المياه، وتنفيذ مشاريع تبادل الخبرات واستخدام أنظمة وتقنيات الرّي الحديثة والمغلفة"، فيما يستمر تنفيذ الاتفاق لـ 10 سنوات، ويمدد تلقائيًا لسنة واحدة في كل مرة بعد اتفاق الطرفين.
اتفاق لإدارة المياه
وأضاف السوداني، أنّ الزيارة شهدت أيضًا "توقيع اتفاق إطاري للتعاون بشأن المياه، يشمل مشاريع مشتركة تتعلق بتحسين إدارة المياه في دجلة والفرات، وتنفيذ مشاريع تطورية وتبادل الخبرات في مجال تحديد أنظمة الري"، مشيرًا إلى أنّ "الاتفاق يستمر 10 سنوات من دخوله حيز التنفيذ، ويكون كفيلًا بتحقيق إدارة مشتركة وعادلة للموارد يلمس أثره بشكل واضح الشعب العراقي، ويعود بالنفع على الجارة تركيا".
كما أشار السوداني، إلى "توقيع مذكرة تفاهم رباعية تضم إلى جانب العراق وتركيا، كل من قطر والإمارات"، مبينًا أنّ "هذه المذكرة تتضمن المبادئ الخاصة بطريق التنمية الذي يعد نهر اقتصادي يربط الشرق بالغرب، ويمتد من العراق إلى تركيا إلى أوروبا".
طريق التنمية..
وقال السوداني، إنّ المشروع "سينقل المنطقة اقتصاديًا، ويمنحها أهمية مضاعفة ويفتح المجال أمام تكامل غير مسبوق"، مؤكدًا أنّ "المشروع ليس مجرد طريق للنقل السريع والآمن وتقليل المسافات، بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة ومزيد من التقارب بينها ومزيد من الشراكات، وسيدعم الأمن والاستقرار في منطقة بأمس الحاجة إلى عوامل الثبات والاستقرار".
في الجانب الأمني، أكّد السوداني الاتفاق على تنسيق "يلبي حاجات الجانبين"، مشددًا أنّ "أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ"، كما أكّد "التمسك بعدم السماح لأي قوة باستخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول الجوار، مثلما نقدس أرضنا ولا نسمح بأي اعتداء على السيادة العراقية".
وفي ختام كلمته، أشار السوداني إلى أنّ "أهمية زيارة أردوغان تأتي بالنظر إلى ظرف حساس وخطير تشهده المنطقة، في ظل استمرار العدوان المستمر على غزة والأراضي المحتلة"، وقال إنّ "مقدسات الشعوب الإسلامية لا يمكن إهمالها أو تناسي وجودها، والقدس رمز بعمر الإسلام نفسه، لذا فإن إهانة هذه المقدسات وقتل شعبنا الفلسطيني هناك يعد سببًا لاستمرار عوامل الصراع"، داعيًا إلى "وقف فوري للعدوان، والسماح بإدخال المساعدات".
أردوغان: هذه نقطة تحول
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ تركيا "لديها إرادة سياسية لدفع علاقتنا مع العراق على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار"، مبينًا أنّ الاتفاقيات التي جرى توقيعها "ستشكل نقطة تحول في العلاقات العراقية التركية".
وأضاف أردوغان، أنّ اتفاقية الإطار الاستراتيجي "تشكل خارطة طريق متينة، وستتمخض عن تشكيل لجان مشتركة في الاقتصاد والأمن والتجارة والصحة والتعليم والبيئة، وكذلك الأمن والتجارة والزراعة، بما يعزز أساس علاقاتنا ويخلق فرص تعاون جديدة"، متعهدًا بـ "توفير التنسيق اللازم لضمان تنفيذ هذه الاتفاقية".
نهاية حزب العمال
فيما قال بشأن المباحثات الأمنية، أنّ الاجتماعات مع رئيس الجمهورية العراقي ورئيس الحكومة شهدت "تشاورًا بشأن الخطوات ضد حزب العمال الكردستاني"، مشيدًا بموقف العراق باعتبار حزب العمال "منظمة إرهابية"، إذ أشار إلى أنّ هذا الموقف سيساهم في "بنهاية وجودها في العراق".
أما اقتصاديًا، فأعرب الرئيس التركي عن أمله برفع مستوى التبادل التجاري السنوي إلى أكثر من المستوى الحالي عن "20 مليار دولار"، مؤكدًا على أهمية مشروع "طريق التنمية"، وتصميم بلاده على المضي بالمشروع "الذي سيساهم في استقرار المنطقة"، بحسب تعبيره.
وقال أيضًا، "ندرك المشاكل التي يعاني منها العراق في المياه، وأزمة المناخ تؤثر على العراق وتركيا والعالم، لكن الاستخدام الأمثل جزء مهم لحل المشكلة"، مشيرًا إلى تشكيل لجنة دائمة "تعمل على تعزيز تعاوننا في مجال المياه على أساس عقلاني وعلمي".
من جانب آخر، أشار أردوغان إلى الأحداث في المنطقة، مؤكدًا أنّ تركيا "تبذل جهدها لوقف القتل في قطاع غزة"، كما حذر من اتساع الصراع في المنطقة بالنظر للتصعيد بين إيران وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقال إنّ هذه الأحداث "تؤثر بشكل سلبي على العراق".
