ألترا عراق ـ فريق التحرير
يقف العراق "متخلفًا" عن تدارك الزيادة السنوية بعدد نسماته التي تفوق المليون نسمة، بمختلف الأصعدة والمجالات الخدمية والصحية، ولعلّ التخلّف بعدد المدارس يعدّ القطاع الأبرز خصوصًا مع وجود عجز فعلي غير متدارك يمثل قرابة 54% بين عدد الأبنية الموجودة وبين عدد الطلبة العراقيين وما يحتاجونه من مدارس لتوفير بيئة تعليمية جيدة، فيما ستزداد هذه النسبة سنويًا مع زيادة الولادات.
تمثل حاجة العراق إلى 9 آلاف مدرسة للتخلص من الدوام الثنائي والثلاثي وقرابة 20 ألف مدرسة للتخلص من الاكتظاظ في المدارس
وتتنوع مشاكل وتبعات قلّة أعداد المدارس في العراق، بين تردي جودة التعليم واكتظاظ الصفوف، إلى تسرّب التلاميذ من المدارس وما يتبعها من سلبيات، فيما تمثّل حاجة العراق إلى 9 آلاف مدرسة للتخلص من الدوام الثنائي والثلاثي، وقرابة 20 ألف مدرسة للتخلّص من الزحمة الموجودة داخل المدارس.
36% من مدارس العراق بلا بنايات
وتشير الأرقام إلى وجود 26 ألف مدرسة في العراق، لكنّ 64% منها فقط تمتلك بنايات، أما الـ36% المتبقية فأنها تستغل بنايات مدارس أخرى بدوام ثنائي وثلاثي.
ويقول وزير التربية علي الدليمي في تصريح للوكالة الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، إنّ "العدد الكلي للأبنية المدرسية في البلاد يبلغ حاليًا 16 ألف و600 بناية"، فيما أشار إلى أنّ "عدد المدارس في الأسماء المسجلة يبلغ 26 ألف مدرسة"، حيث يتبين من تصريح الوزير، أن قرابة 10 آلاف مدرسة لا تمتلك بنايات خاصة بها، وتعتمد في دوامها على بنايات مدارس أخرى، وتمثل هذه المدارس التي يمكن وصفها بـ"المشردة" أكثر من 36% من مدارس العراق.
ويوضح الدليمي أنّ "الوزارة تحتاج بحدود 8 - 9 آلاف مدرسة لكي تتمكن وزارة التربية من التخلص من الدوام الثنائي والثلاثي"، ويمثّل هذا العدد 8 أضعاف المدارس التي من المؤمل أن تنجز وفق الاتفاقية الصينية في مختلف محافظات العراق وبواقع ألف مدرسة فقط.
نسبة العجز في المدارس 54%
لا يحل هذا العدد من المدارس البالغ 9 آلاف بناية جديدة، إلا مسألة ازدواج الدوام، فيما ستبقى مشكلة الاكتظاظ وتبعاتها المتمثلة بتردي الواقع التعليمي قائمة، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الطلبة في العراق بلغ العام الحالي 11 مليون طالب، ما يعني أنّ المدرسة الواحدة تحتوي على أكثر من 400 طالب.
ومن جانب آخر، يحتاج تطبيق المعايير العالمية لعدد الطلبة في الصف الواحد لفك الاكتظاظ في المدارس لإنشاء أكثر من 10 آلاف مدرسة، ليبلغ عدد المدارس الكلي التي يحتاجها العراق للتخلص من ازدواج الدوام والزحمة داخل المدارس، لنحو 19 ألف مدرسة جديدة فضلًا عن قرابة 17 ألف مدرسة يمتلكها العراق، ليكون عدد المدارس المتوفر 36 ألف مدرسة لاحتواء 11 مليون طالب وبواقع أكثر من 300 طالب في المدرسة الواحدة.
وبينما يمتلك العراق 16 ألف و600 بناية مدرسية فقط، ذلك يعني أن العجز الحالي بعدد المدارس يبلغ قرابة 54%، فيما ستزداد هذه النسبة سنويًا مع ازدياد عدد الولادات أكثر من مليون ولادة سنويًا، إذ يشهد العراق سنويًا بلوغ قرابة مليون طفل وهي أعمار مرحلة التسجيل في الابتدائية، ما يشير إلى حاجة العراق لنحو 2500 مدرسة سنويًا.
تسرب الطلبة من المدارس
بالإضافة إلى مشكلة ازدواج الدوام وسوء التعليم نتيجة لاكتظاظ الصفوف، تعد مشكلة تسرّب الطلبة من المدارس مرتبطة تمامًا بقلة الأبنية الدراسية، كما يشير عدد من الباحثين والمراقبين.
وبحسب إيضاح للباحث مروان حسن الذهيباوي وتابعه "ألترا عراق"، فأنه "في عام 2015 سجل في الصف الاول أبتدائي اكثر من 768 ألف تلميذ، بينما قفز هذا الرقم إلى مليون و مئتي ألف تلميذ في عام 2020، بالتالي قلّت فرصة توفير تعليم سليم و منتظم في ظل هذا العدد القليل من المدارس و كثرة الطلاب، ونتيجة لذلك؛ نشهد عزوف التلاميذ عن التعليم و تركهم الصفوف الدراسية في المرحلة الأولى حيث وصل عدد التلامذةِ التاركين في عام 2020 الى (129،886) بنسبة 14% و أن هذه النسبة ارتفعت بمعدل 1.3% سنويًا".
قرابة 10 آلاف مدرسة لا تمتلك بنايات خاصة بها، وتعتمد في دوامها على بنايات مدارس أخرى
ويشير الذهيباوي إلى أنّ "أحد أهم الأسباب التي أدت إلى أرتفاع نسبة ترك التلاميذ لمقاعدهم الدراسية في الصفوف الابتدائية وخصوصًا في الصف الأولى من التعليم هي: عدم وجود العدد الكافي من رياض الأطفال حيث وصل العدد الكلي لها في عام 2020 إلى (1244) روضة وهذا العدد يشير إلى أن نسبة 80% من التلاميذ لا يتسنى لهم الدخول فيها وتعتبر الخطوة الأولى في تأهيل الطفل ليصبح تلميذًا".