الترا عراق - فريق التحرير
علق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الثلاثاء، على الانفجار الهائل الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، وخلف أعدادًا كبيرة من الضحايا.
وقال الصدر في تدوينة عبر حسابه في تويتر، 4 آب/أغسطس، "نسأل الله تعالى أن يحفظ (بيروت) الحبيبة من كل مكروه"، مضيفًا: "سلامًا بيروت الإباء والصبر".
من جانبه قال السياسي فائق الشيخ علي في تدوينة، إن "أهالي بيروت يقولون سمعنا صوت طائرة قبل الانفجار، والإعلام العربي يقول ماكو شي! إشوية مفرقعات ومتفجرات أطفال للاحتفالات بأعياد الميلاد إنفجرت".
وأضاف، "الجرحى بالمئات، وبيروت اهتزت (إنشالت وإنرگعت)، ولا أحد يجرؤ على القول بأن إسرائيل قصفت مخزنًا للأسلحة تابعًا إلى حزب الله بالميناء".
وفي السادسة مساءً، اهتزت مدينة بيروت كما لو أن زلزالًا ضربها. وفيما اجتهد المراسلون الصحافيون ووكالات الأنباء بعد وقوع التفجير، لتحديد مكان الانفجار بالدرجة الأولى ثم لتحديد أسباب وقوعه، امتلأت الطرقات بالناس، الذين خرجوا من منازلهم التي تحطمت، وبقيت أسباب الانفجار غير واضحة حتى الساعة.
مشهديًا، لم يبد هذا انفجارًا مثل تلك التي تحدث في الحروب، ولا حتى الانفجارات التي عرفها اللبنانيون جراء الاعتداءات الإسرائيلية السابقة
ورغم أن سكان بيروت "معتادين" نسبيًا على حدوث انفجارات، حتى من عيارات ضخمة، إلا أن الانفجار كان استثنائيًا حسب وصف وكالات أنباء وتقارير صحفية، ليس فقط في مكانه، بل لتجاوزه منطقة حدوثه بخمسة كيلومترات، كما تناقلت الأخبار الأولى. أما صداه فتجاوز تلك المسافة بكثير، فالانفجار الذي وقع على ساحل البحر المتوسط، في مرفأ بيروت، وصل بعصفه إلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وسمعت الأصداء هناك بوضوح تام.
في الدقائق الأولى التي تلت الانفجار، تبين أنه وقع على مراحل متتالية. وحسب الشهادات ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع، فإنه حدث على مرحلتين رئيسيتين، حيث دوى انفجار هائل في المرة الأولى ثم تبعه انفجار أشد قوة، قبل أن يمتد عصف الانفجارين ويحدث ما أحدثه.
حسب المشاهدات، يتضح أن نتائج الانفجار تتجاوز 5 كيلومترات بكثير، حيث وصلت أضراره إلى مساحة العاصمة بأسرها (أكثر من 30 كيلومتر). في الطريق إلى موقع الحدث، يصعب على المار العثور على نافذة متبقية، أو على زجاج في مكانه، أو على أي مكان غير متضرر، من أي مكان توجهت إلى المرفأ، سواء كان ذلك من الضواحي الجنوبية أو الشمالية، فستصادف سيارات منقلبة على ظهرها، ومحلات بلا واجهات، إضافة إلى ثقوب في جدران المباني، كما لو أن حربًا طويلة جرت هنا.
مشهديًا، لم يبد هذا انفجارًا مثل تلك التي تحدث في الحروب، ولا حتى الانفجارات التي عرفها اللبنانيون جراء الاعتداءات الإسرائيلية السابقة. وفي حين أن الأخبار الصحافية الأولى تحدث عن استهداف لرئيس الحكومة السابق سعد الدين الحريري، تزامنًا مع موعد صدور قرار المحكمة الدولية التي ستبت بقرار والده، قبل أن يتبين أن الحريري كان في اجتماع مع النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور.
وفيما تحدثت الرواية الرسمية الأولية، عن انفجار في العنبر رقم 12، داخل المرفأ، بسبب خطأ تقني في "تلحيم" الحديد بجانب العنبر، بدا التفسير عصيًا على التصديق بالنسبة لكثير من اللبنانيين.
في المقابل، تحدث شهود عيان عن سماعهم لهدير الطائرات قبل وقوع الانفجار بثوانٍ قليلة، إلا أن المصادر الأمنية حتى لحظة كتابة هذه السطور، استبعدت هذه الفرضية استبعادًا تامًا. وقال شهود عيان، ممن تحدث جزء منهم على شاشات التلفزة المحلية، وانتشرت مقاطع صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي لهم، إنهم لمحوا طائرات في أماكن قريبة، ثم دوى الانفجار.
في الساعة اللاحقة، بدأ الحديث عن مواطنين منكوبين، يواجهون صعوبة هائلة في التصديق بأن هذه مجرد مفرقعات. الخسائر البشرية بالمئات، بين قتلى وجرحى. أما الخسائر الاقتصادية، في بلد منكوب لهذه الدرجة، فسيحتاج إلى تحليلات طويلة. كل ما نعرفه حتى الآن أننا أمام الحقائق التالية: الانفجار وقع في بيروت، ووصل إلى الجنوب. السيارات منقلبة. المباني جميعها تضررت. لم تدرس الإشعاعات بعد، ولا نعرف إن كان هناك قدرة على إطفاء الحريق، أو لاستبدال زجاج المباني المهشم، والمباني المتصدعة نفسها. ما نعرفه أيضًا أن الاتصالات انقطعت، وأن إهراءات القمح في المرفأ دمرت تمامًا، كما تهشم مبنى "كهرباء لبنان".
بدورها قالت وكالة الأنباء العراقية، إن مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في بيروت أمين ناصر، أصيب، جراء الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية.
اقرأ/ي أيضًا:
جدال إسرائيلي يشكك برواية تل أبيب بشأن التوتر العسكري مع حزب الله