ألترا عراق ـ فريق التحرير
يبدو أن حملة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التي أطلقها مؤخرًا لـ"حماية وتنقية الساحات من المخربين"، بحسب تعبيره، في طريقها إلى "الموت مبكرًا"، بعد أن بدأت تحتضر تدريجيًا منذ انطلاقها قبل أيام، بين خسارة الشارع والمتظاهرين، فضلًا عن فتح جبهة مباشرة ضده من قبل طلاب الجامعات، وانتهاءً بـ"طلقة الرحمة" من قبل المرجعية العليا في النجف.
تجاهل الصدر الاتهامات التي طالت أتباعه بالاعتداء وقتل المتظاهرين والتسبب بحرق عدد من الخيم في النجف فضلًا عن اعتداءات أخرى في المحافظات
وبقي الصدر متجاهلًا للاتهامات التي تطال أتباعه بالاعتداء وقتل المتظاهرين والتسبب بحرق عدد من الخيم في النجف، وتهديم أخرى في بغداد وكربلاء، ومحاولات مماثلة في بابل، فضلًا عن الاعتداءات على الطلبة، الأمر الذي عمّق من أزمة الصدر أمام الشارع، حتى بدأت الهتافات في مختلف ساحات الاحتجاج، لا تخلو من مهاجمته ومطالبته بالابتعاد وأنصاره، عن مشهد الاحتجاجات الشعبية.
اقرأ/ي أيضًا: الصدر يشعر بـ"الارتياح" بعد "مجزرة النجف".. والمتظاهرون يستغيثون بالسيستاني
وجاءت الضربة الأخيرة من قبل خطبة المرجع الأعلى علي السيستاني، على لسان ممثله في كربلاء، أحمد الصافي، التي لاقت ترحيبًا واسعًا من قبل المتظاهرين في الساحات، فضلًا عن المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام العبارات التي وردت في خطبة المرجعية ضد الصدر ومواقفه.
وأكدت المرجعية وعلى لسان الصافي في خطبة الجمعة، 7 شباط/فبراير متحدثة عن ما وقع مؤخرًا في ساحة اعتصام النجف، على أنه "لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والاخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين"، معتبرة أنه "لا مبرر لتنصلها عن القيام بواجباتها في هذا الإطار، كما لا مسوغ لمنعها من ذلك أو التصدي لما هو من صميم مهامها".
وبعد ما صنعته كلمات المرجعية من صدى، ومطالبات أحرجت الصدر لإثبات احترامه لكلام المرجعية، وجه الصدر ومن خلال صفحة صالح محمد العراقي، "طلبًا عاجلًا"، إلى القوات الأمنية الرسمية مستثنيًا الحشد الشعبي، بأخذ زمام أمور التظاهرات فورًا، بعد أن أصبحت "حملة حماية وتنقية التظاهرات" كرة نار في يد الصدر، لا يستطيع الصمود طويلًا في حملها.
وجاءت في رسالة الصدر إلى وزيري الدفاع والداخلية، وكافة صنوف القوات الأمنية مستثنيًا الحشد الشعبي، أنه "عليكم بتحمل المسؤولية.. أمام الله.. أمام الوطن.. أمام المرجعية.. أمام الشعب.. أمام الثوار، وأن لا تتنصلوا من المسؤولية، وعليكم بأخذ زمام الأمور فورًا لاستتباب الأمن والتعامل بحزم مع المخربين والفاسدين والمندسين وادعياء العنف ومنتهكي (القانون) وقطاع الطرق وزارعي الفتنة ومعطلي الدوام والمحرضين على التفرقة حتى في مواقع التواصل الاجتماعي فضلًا عن ما يحدث في الشارع والمجتمع".
بعد خطبة المرجعية.. وجه الصدر ومن خلال صفحة صالح محمد العراقي، "طلبًا عاجلًا"، إلى القوات الأمنية الرسمية مستثنيًا الحشد الشعبي، بأخذ زمام أمور التظاهرات فورًا
أضاف أنه "عليكم بحماية الحدود ومنع التدخلات كافة بقيادة مركزية وشجاعة ومن دون تدخلات الأحزاب والكتل ومن خلف الحدود فورًا فورًا فورًا، وإلا ضاع العراق".
اقرأ/ي أيضًا:
المرجعية تدين أعمال العنف بالنجف و"تتبرأ" من تشكيل الحكومة: غير معنية بالتدخل
"القمصان البيض" في وجه "القبعات الزرق".. كيف سيرد الصدر على رسائل الطلاب؟