11-يونيو-2024
مؤتمر لاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة

مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة (فيسبوك)

ألقى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد السوداني، يوم الثلاثاء 11 حزيران/يونيو 2024، كلمة في مؤتمر (الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة) الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية في البحر الميت، ويهدف إلى تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وأعرب فيها عن صدمته من مما وصفه بـ"طريقة التعامل" مع محكمة العدل والجنائية من قبل الدول الكبرى.

لقد صدمنا من طريقة التعامل مع محكمةِ العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، والازدراء من قبل الدول الكبرى

وسبقت كلمة السوداني، كلمة للعاهل الأردني عبد الله الثاني، قال فيها إن "السماح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة لا يمكن أن ينتظر وقف إطلاق النار أو يخضع لأجندة سياسية". وكذلك كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، قال فيها إن "مسؤولية ما يعيشه قطاع غزة تتحملها إسرائيل وحدها في حرب تجويع شاملة تشنها ضد كل القطاع ونطالب بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في قطاع غزة". فضلًا عن كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريتش، قال فيها إن "80% من سكان قطاع غزة لا يجدون الماء الصالح للشرب وجميع المساعدات الإنسانية تمنع من الدخول إلى قطاع غزة"، مطالبًا "الحكومات والشعوب بالتبرع من أجل إعادة إعمار قطاع غزة".

ونشر مكتب السوداني كلمته في المؤتمر، وتابعها "ألترا عراق"، وقال فيها إن "العدوان على غزّةَ كشف هشاشة النظام الدولي وعجزه في القيام بواجباته ومسؤولياته، كما وقف العالم عاجزًا إزاء أعداد الضحايا الفلسطينيين المرعبة".

وأشار إلى أن :العدوان أدى الى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في عموم غزة، وتسبب في عمليات تهجير وتهديم للمنازل والبنى التحتية وأغلب المنشآت الخدمية والمؤسسات التربوية والصحية"، مجددًا "التأكيد على المبادرة التي أطلقها العراق في (مؤتمر السلام 2023)، الذي عقد بالقاهرة في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، التي تضمنت إنشاء صندوق لدعم غزّةَ بعد العدوان، ووضع تقييمٍ مدروسٍ يحدد الاحتياجات، ويقسم الالتزامات بين الدول المشاركة بطريقة منهجية".

وأضاف: "نجتمع اليوم لتحديد سبل تعزيز وتنسيق استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية بسبب العدوان على غزّة"، كما "نتطلعُ إلى نتائجَ عملية لهذا المؤتمر في تحشيدِ الدعم وإيصال المساعداتِ الإنسانية العاجلةِ بطريقةٍ منسقة، والتحشيد العالمي والشعبي لتوسعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وبيّن السوداني: "تابعَ العالم، على الهواءِ مباشرة، عمليات قصف المستشفيات، والمجازر التي ارتكبت بحقِّ الأطباء والكوادر الصحّية والمرضى الراقدين"، إذ "ارتكبت سلطة الاحتلال جرائم حرب وإبادة جماعية، وجرائم ضدَّ الإنسانية، مارست خلالها عمليات قتل وتجويع وتهجير بحقِّ الشعب الفلسطيني"، ما أدى إلى "تفاقم معاناة الفلسطينيين بسببِ نقص الغذاء والدواء، وفقدان مياه الشرب والوقود، بعد أنْ أحكم الاحتلال غلق المعابر ومنعَ دخول المساعدات".

ولفت السوداني إلى أنه "تواصلت دول عديدة معنا لأجل تعزيز جهود احتواء الصراع ومنع توسعته، لكنها تتماهى مع خروقات الاحتلال حين يعتدي على بعض الدول بالمنطقة، ويعمل على توسعة الصراع"، مؤكدًا ضرورة "السعي أولًا لوقف إطلاق النار، ومن ثم العمل بجدية على استعادةِ حقوق الشعب الفلسطيني، في أنْ تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

وأضاف: "علينا دعم وجود الدولة الفلسطينية، وحثُّ دول العالم جميعًا أنْ تتبعَ هذه الخطوة، ونُحيي قرار النرويج وإسبانيا وایرلندا. نحيي وكالةَ الأمم المتحدة (الانروا) لدورها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني"، مبينًا أن "حجم الجرائم والفظائع، التي وقعت بحقِّ المدنيين، قد أضرَّ بمصداقية القوانين الدولية والنظامِ الدولي، ونزعَ الثقةَ عنه".

وجاء المؤتمر "بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر ومنظمة الأمم المتحدة، ويهدف إلى تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزّة".

وتتخلل المؤتمر بحسب بيان سابق لمكتب السوداني، "كلمات الوفود المشاركة، يسبقها عقد جلسات مجموعات العمل الثلاث، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، حيث ستناقش المجموعة الأولى ملف توفير المساعدات الإنسانية لغزة لتلبية حجم الاحتياجات، وتناقش المجموعة الثانية تجاوز التحديات التي تواجه توزيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في غزّة، أما المجموعة الثالثة فتتناول أولويات التعافي المبكر في غزّة".