14-يونيو-2024
السوداني

في الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد (فيسبوك)

تحدث رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، عن أطراف تسعى إلى استخدام اسم الحشد الشعبي لتنفيذ ما يخرج عن مهامه. 

ووفق كلمة للسوداني خلال الحفل الرسمي المقام بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي، فإنه "مرّةً أخرى نقفُ لنؤدي واجبنا الاعتباريَّ المُشرّف، ونحتفي بذكرى تأسيسِ الحشدِ الشعبي، بما تحملهُ هذه المناسبةُ من استعادةٍ حاضرةٍ دائمًا لدورِ هذا التشكيلِ الوطني العقائدي المُخلص، وما قدمهُ في مواجهةِ الإرهاب، وفي سبيلِ حفظِ تُرابنا الوطني، وكرامةِ أهلنا بكلِّ أطيافهم، وفي سبيلِ بقاءِ كلمةِ الدولةِ العراقية، عَلَماَ ودستورًا وأرضًَا وسيادة".

وقال إنه "في ذكرى الفتوى المباركة، التي شكّلت علامةً بارزةً في تاريخنا الحديث، وقمّةً من قممِ عطاءِ المرجعيةِ الدينيةِ العليا، ومقامِها لدى العراقيين، وفي ظلِّ آيةِ اللهِ علي السيستاني، نستعيدُ ما مثلتهُ توجيهاتهُ من دليلٍ إيماني للعطاءِ من أجلِ الوطن، وطنُ كلِّ العراقيين، وموضعُ تضحياتهم ومزارُ شهدائهم جميعًا، الأحياءِ عند ربّهم جلّ جلاله".

وأشار إلى أنّ "الظروفَ التي خرجت بها جموعُ المتطوّعين دفاعاً عن العراق، مازالت ماثلةً في الأذهان، بل إنّ البشاعةَ والجريمةَ التي أمعنت بها فلولُ داعش المُندحرة، إزاء أبنائنا في المناطقِ التي سقطت في براثنِهم، كانت مُحرّكًا أساسيًا في تجميعِ الهممِ الشجاعة، والأنفسِ التي استرخصتِ الدماءَ أمامَ حتميةِ التضحيةِ للوطن".

وتطرق إلى "مشهد تزاحم الشَيبة العراقية مع الشباِ الواعي، من أجلِ وقفِ أدواتِ الشر كان مشهدًا تتمناه الأممُ وهي تصوغُ تراثَها الوطني والجهادي، ولا نبالغُ إن قلنا إن الحشدَ الشعبي قد أسستهُ إرادةُ الأوفياءِ المتطوّعين المؤمنين بالعراق، قبل أن يتخذَ شكلاً رسميًا وتنظيميًا، فكان رابطةً مُضافةً تَزيدُ من قوّةِ نسيجنا الاجتماعي العراقي، وترسّخُ مفهومَ الوحدةَ الوطنية".

وقال إنّ "ما أنجزه الحشدُ الشعبي من انتصارات، وما سطّرهُ مجاهدوه من شجاعةٍ ميدانية، واندفاعةٍ قلّ نظيرُها، إلى جانبِ باقي صنوفِ قواتِنا المسلحة، سيبقى مفخرةً وأعجوبةً في قراءةِ الاستراتيجياتِ العسكرية، ودرسًا مفاهيميًا يثبتُ أنّ قوّةَ المبدأِ لا تُقارنُ بأيةِ قوّةٍ أخرى، لا في التكنولوجيا ولا في العدد، وأنّ الثباتَ على الثغور درسٌ إيمانيٌّ عقائديٌّ ينسابُ من صفحاتِ جهادِ آلِ بيتِ رسولِ اللهِ وأصحابهِ الأوائل، وصولاً لأحفادِهم وأحفادِ أتباعِهم الذين قلعوا ضرسَ الشعوذةِ والانحراف، داعش المندحرة".

وتابع: "إننا نؤمنُ بأهميةِ هذا التنظيمِ الوطني، ولا مجالَ للمزايدةِ على القضايا المبدئية، التي يتبنّاها شعبُنا بكلِّ قواهُ السياسيةِ والوطنيةِ ومؤسساتهِ الرسمية، ولهذهِ الأسبابِ نحتاجُ دائمًا إلى وقفةٍ لتصحيحِ المسارات، والمراجعةِ المنطلقةِ من إيمانِنا بمستوى مبدئيةِ الحشد، ومن وفائِنا لدماءِ الشهداء".

ومضى بالقول إنه "لا مسارَ أمامنا سوى مسارِ بناءِ الدولةِ وتأصيلِ عملِ مؤسساتِها الدستوريةِ وسيادةِ القانونِ فيها، والحفاظِ على مصالحِ العراقِ بكلِّ الوجوه، ولا مجالَ للاجتهادِ او الادعاءِ بخلافِ ذلك، ورغمَ حالاتِ السعي من قبلِ بعضِ الأطرافِ إلى استخدامِ اسمِ الحشدِ مظلةً لتنفيذِ مستهدفاتٍ تخرجُ عن مَهامِّ وواجباتِ الحشد، إلّا أنّ الحشدَ مازالَ حشدَ الأمّة، وحشدَ الشعب، ولنْ يتمكنَ أحدٌ من حرفِ هذا الدورِ التاريخي".

وأوضح: "لقد حملنا مسؤوليةَ استكمالِ جذوةِ الهدفِ والعطاءِ التي حملها شهداءُ الحشدِ الشعبي، وقادةُ النصرِ الأبطال، رضوانُ اللهِ عليهم، وشهداءُ جيشِنا وقواتِنا المسلحة، حين دفعوا ضريبةَ الدمِ من أجلِ رؤيةِ عراقٍ مستقرٍّ آمن، ومجتمعٍ ينعمُ بالسلامِ والازدهارِ والإعمار، ووطنٍ نباهي به الأمم، وانطلقنا مطمئنينَ مستندينَ إلى القِيمِ النقيةِ التي حملها المضحّون، نعمّرُ هذا الوطنَ كي يكونَ مكانًا صالحًا لقيمِنا الموروثةِ ومكارمِ الأخلاقِ وكرامةِ الإنسان، ولبّينا طموحاتِ المواطنين الساعين إلى رؤيةٍ حكومةٍ تخدمُهم، وتأخذُ بيدِههم لتخطّي كلِّ التحدّيات، وتحاربُ الفساد، وتُصلحُ الأرضَ والمواردَ وتحفظُ المالَ العام".

وأشار إلى أننا "نؤمنُ بأنَّ الوطنَ الذي سعى له الشهداءُ وطنٌ كريمٌ يحيا فيه أهلهُ أعزّةً مرفوعي الرأس، متنعمين بخيراته، ولهُ في قلوبِهم كلُّ فضاءِ الحبِ والولاء، ولأنَّ التهديداتِ المُنكسرةَ مازالت تحدّثُ نفسَها أنْ تتعرضَ للعراقِ بالسوء، متوهمةً  بأنّ الفتنةَ والتفرقةَ الطائفيةَ قد تُسعفُ مخططاتِهمُ الدنيئة، فقد آلينا على أنفسِنا وقدّمنا في برنامجِنا الحكومي دعمَ و تعزيزَ مكانةِ قواتِنا المسلحةِ بصنوفِها كافة، ومن ضمنِها الحشدُ الشعبيُّ المجاهد، وأنْ نستهدفَ حفظَ جهوزيتهِ وتنميةِ قدراتِه، وشدّدنا على استكمالِ أسبابِ الدعمِ للحشد، وتهيئةِ المعسكراتِ المهنيةِ المتواجدةِ خارجَ المدن، وخصصتِ الموازنةُ الأموالَ اللازمة، وقدّمنا قانونَ الخدمةِ والتقاعدِ لمجاهدي الحشدِ الشعبي؛ إيفاءً للوعدِ الذي قطعتهُ هذه الحكومة، وعرفانًا وتكريمًا لمكانتِهم وحقوقِ عوائلِهم الكريمة".