ألترا صوت - فريق التحرير
لم تتوقف الاحتجاجات منذ مطلع تموز/ يوليو الماضي، في البصرة، التي تعاني من شح في المياه والخدمات، وازدياد في مستوى البطالة بين شباب المحافظة. وقد أطلقت الحكومة بعض الوعود، منها توفير الوظائف، وتنفيذ بعض المشاريع، التي لم تؤثر على مسار المتظاهرين، فيما استمر الاحتجاج الذي تحوّل إلى اعتصامات مفتوحة في بعض المناطق.
أكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، مقتل متظاهر في محافظة البصرة، مطالبًا في الوقت ذاته الحكومة العراقية بإنهاء الاعتداءات
مقتل متظاهر جديد في البصرة!
في 8 تموز/ يوليو الماضي كانت قوّة ضاربة تابعة للحكومة اقتحمت موقع تظاهرة أنطلقت في منطقة باهلة شمال مدينة البصرة، وأطلقت الرصاص الحي العشوائي على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل المتظاهر الشاب أسعد يعقوب المنصوري، وإصابة 3 آخرين.
اقرأ/ي أيضًا: الديوانية تخرج عن صمتها.. فقراء العراق في قلب الحركة الاحتجاجية
تكرّرت هذه الحادثة اليوم الأربعاء 15 آب/ أغسطس الجاري، إذ تواصلت الاعتصامات في ناحية الهوير، شمالي محافظة البصرة، أسبوعها الثاني، لكن قوة أمنية تابعة للحكومة اقتحمت محيط الاحتجاج وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة المتظاهر حارث منعثر واعتقاله بالرغم من إصابته، ما تسبب بمصرعه في السجن إثر الضربة التي تعرض لها أثناء الاعتقال.
وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في تغريدة له في "تويتر" مقتل المتظاهر في محافظة البصرة، مطالبًا في الوقت ذاته الحكومة العراقية بإنهاء الاعتداءات التي تطال المتظاهرين.
بعد مقتل متظاهر.. اعتقالات مستمرة
بالرغم من مقتل حارث منعثر، فإن الاعتقالات لا تزال مستمرة في ناحية الهوير، شمالي البصرة، اليوم الأربعاء. فيما كشف مصدر محلي في المحافظة، لـ"ألترا صوت"، عن محاولة قوات الأمن إخلاء الشوارع تمامًا، وعن تعرض المتظاهرين في ناحية الهوير إلى اعتقالات كثيرة وسط أجواء متوترة شابها تحليق منخفض للطائرات المروحية فوق بيوت الناحية، مشيرًا إلى أن الناحية تحولت إلى "ثكنة عسكرية".
لكن عمليات الإخلاء لم تنجح، حيث أضاف المصدر أن "ردة الفعل على مقتل المتظاهر أدّت إلى تجدّد الاحتجاجات وحدوث اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية بالحجارة"، مضيفًا أنه "بالرغم من الطائرات المحلقة فوق المتظاهرين لكنهم استمروا في غضبهم".
وبدت القوات الأمنية هذه المرة خائفة ومرتبكة، إذ إن تعزيزات عسكرية إضافية وصلت إلى ناحية الهوير، كان عملها مطاردة المتظاهرين وتفريقهم بالقوة. وأفاد متظاهر من ناحية الهوير لـ"ألترا صوت"، بأن هناك جرحى بين صفوف المحتجين. واصفًا المشهد: "لم نعرف من أين تخرج القوات لنا، كأن ما يحدث معركة ونحن أعداء إرهابيين. طائرات وقوات عسكرية، إطلاقات نارية كثيفة، غازات مسيلة للدموع ومن يعتقل سيواجه ضربًا مبرحًا لم يواجهه في حياته".
اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات السماوة في العراق.. العصيان المدني على الأبواب!
اعتصام مدني مفتوح
ويعتزم المتظاهرون تنظيم اعتصام مدني مفتوح في كافة مناطق الناحية، شمالي البصرة، بعد رفض الجهات المعنية تسليم جثة المتظاهر المقتول، ومن المتوقع أن يزداد الغضب بعد قتل المتظاهر، خاصّة بعد تكرار الحادثة، وأن عشائر مسلحة هدّدت الحكومة في الحادثة الأولى. وبحسب المصادر، فإن الوضع في البصرة يزداد خطورة بشكل ملحوظ.
بدت القوات الأمنية هذه المرة خائفة ومرتبكة، إذ إن تعزيزات عسكرية إضافية وصلت إلى ناحية الهوير
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد حدّد في 9 آب/ أغسطس الجاري، سقفًا زمنيًا لتحقيق 40 شرطًا من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، وكان سقفه الزمني الذي طرحه للقبول بهذه الشروط خمسة عشر يومًا، ولفت الصدر إلى أنه خلال هذه المدة، لن يسمح "بالتعدي على المتظاهرين". ما يجعل العيون تذهب نحو الصدر بعد مقتل متظاهر سلمي لم يطالب سوى بحقوقه المشروعة من ماء وكهرباء وفرص عمل، فيما ستنفتح أسئلة جديدة عن مصير المسار السياسي لتشكيل الحكومة.
اقرأ/ي أيضًا:
الدولة "المفتعلة".. سيرك إقطاع العراق السياسي
"جمعة الحقوق" في العراق.. صرخة لتفكيك المحاصصة