حبيبتي..
لا تصنعي دميةً من معطفي
الذي ثقبه الرصاص
هذه الدميةُ الحزينةُ محشوةّ بنخالةِ دمي
ومطليةٌ بالصبغةِ الحمراء ..
إنه لونُ دمي المسفوكُ على أكفّهِم
لا تقدميها لطفلتي
دعيها تحلمُ بالياسمين
أنا أشاهدُكم .. من نافذتي
لا تقلقي
هنا.. ما من أحدٍ يصوب بندقيتَه عليّ
ما زلت فتى أنيقًا وجميلًا
وكل الآلام التي ادمتْ رئتي ... برئت منها
هناك أشاهد شيئًا شامخًا
تسطعُ من وراءِه الشمس
هل هو تمثالي..
أنا الآن أقوى وأجمل منه
لقد خجل جدًا مني الموت
إذ قلمتُ أظافرَه السوداء
وشعر بالأسف
وفتح لي هذه النافذةَ لأراقبكم منها.
وأنتِ يا أخيتي
أفردي ضفائرَك
صيري شجرة دفء
للحاضرِ.. للغائبِ.. لحلمٕ مخطوف
هديرَ ماء.. يملأ الأعشاش
يملأ الأغصان
وتنز به الأرضُ
هلمي انهضي وزغردي
أنظري هذا البريقَ اللامتناهي
يحلُ من سرةِ الشمس العظيمة
لا تحزني .. ولا تتواني
فالقطاراتُ تسير مسرعةً نحو النهايات
افتحي أبوابكِ
خذي الرايةَ من يدي
لا تسمحي لهم أن يبدلوا لون دمي
أو يقرأوا تعويذةً على عتبتي
أو يسيروا حفاةً نحو قبري
فأنا هنا قد اقسمتُ..
أن احفظَ أغنيتي الأبدية
قبل أن أعودَ للشهادةِ ثانيةً
اقرأ/ي أيضًا: