31-مايو-2022
الريجيم

مواقع التواصل مكان للحديث عن أنظمة الريجيم (فيسبوك)

بات الحديث عن الريجيم منتشرًا في العراق بشكل ملحوظ مؤخرًا، وتدور الأسئلة والخيارات حول إجراء "عملية قص المعدة" أو الالتزام بحمية ما يعرف بـ"الكيتو دايت"، في محاولة لإنقاص الوزن بأسرع وقت ممكن.

تدفع الشائعات التي تقول إنّ "الكيتو دايت" ينزل الوزن بشكل سريع إلى توجه الناس نحوه

ويعتمد نظام الكيتو على الدهون بنسبة تتراوح ما بين 75-80 % كمصدر أساسي لطاقة الجسم، بدلًا من النشويات سريعة الحرق التي يتحوّل الجزء الكبير منها إلى دهون تتراكم في الجسم.

في حين تعدّ عملية تكميم المعدة (القص) من أكثر الطرق شيوعًا بالوقت الحالي في العراق والعالم، إذ تعتمد هذه العملية على تحويل المعدة إلى أنبوب يهدف إلى العمل بنفس طريقة عمل الأعضاء الأخرى في الجهاز الهضمي (المريء والأمعاء) حيث يتمّ قطع جزء كبير من المعدة بشكل لا رجعة فيه عن طريق التداخل الجراحي. 

وتتباين آراء العديد من العراقيين حول أتباع نظام "الكيتو دايت"، والتوجه نحو إجراء عملية قص المعدة، والتي تعمل بدورها على إنزال الوزن بصورة أسرع وجهد أقل مقارنة بالالتزام بحمية غذائية قد تصل مدتها أحيانًا إلى أشهر، لكن مختصين يتحدثون عن سلبيات في الطريقتين.

فوائد الكيتو دايت

ويعتبر "الكيتو دايت" أحد الأنظمة الحديثة والفعالة في إنزال الوزن إذا طبّق بالطريقة العلمية الصحيحة، وفقًا للطبيب في مجال التغذية حسين حافظ والذي يعمل البرامج على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حمية "الكيتو دايت". 

لكنّ المشكلة ـ بحسب حافظ ـ تكمن في توجه الناس نحو الكيتو بشكل مكثف بسبب شائعات النزول السريع للوزن، وهي "تجلب العديد من الباحثين عن الرشاقة دون مجهود، مستدركًا "لكن هذه المعلومة خاطئة كون خسارة الوزن في بداية أي حمية غذائية وتحديدًا أول أسبوعين تكون خسارة سريعة كون الجسم يفقد السوائل وليس الدهون، فخسارة الدهون الحقيقية تبدأ في الأسبوع الثالث".

أما فوائد "الكيتو دايت"، يقول حافظ لـ"ألترا عراق"، إنها عديدة، منها "التخلّص من أعراض مقاومة الأنسولين وتخفيف أعراض مرض السكري، كون الكيتو دايت يعتمد على قطع السكريات والنشويات بشكل أساسي، فضلًا عن فائدة تحسين مستويات النوم وخسارة الوزن والتخلص من الانتفاخات وأعراض القولون العصبي".

سلبيات الكيتو دايت

ولا يخلو "الكيتو دايت" من السلبيات أيضًا، لا سيما إذا طبق بشكل خاطئ، على اعتبار أنّ النظام ـ والكلام لحافظ ـ يمنع تناول الفواكه، فيجب تناول الفيتامينات والمعادن من الخضروات، وهذا ما يتناساه متبعي الحمية بشكل مستمر مما يسبب النقص في الفيتامينات والمعادن المغذية.

وأضاف حافظ أنّ "السلبيات الأخرى وتكون نادرة الحدوث هي الطفح الجلدي الخاص بالكيتو دايت، حيث لوحظ هناك قسم قليل من متبعي هذه الحمية يظهر لديهم الطفح الجلدي في منطقة الصدر والرقبة ويكون مصاحبًا بحكة تتراوح مدتها من 3 أيام إلى أسبوعين حسب اعتماد الشخص على الكربوهيدرات والسكريات في الماضي".

قص المعدة

هناك العديد من العوامل تدفع الناس إلى عدم التفكير بجدية بنوعية الغذاء المتناول خلال اليوم للتخلّص من السمنة، ويتوجهون صوب العملية الجراحية مثل تحويل مسار الأمعاء وعمليات قص المعدة وعمليات بالون المعدة، بحسب حافظ الذي يقول إن هذه الطرق أدت لنتائج جيدة بنسب متفاوتة، لكنّ سلبياتها أكثر. 

ويقول الطبيب إنّ "أغلب الدراسات الحديثة تتحدث عن عدم قدرة المعدة بعد إجراء هذه الأنواع من العمليات على امتصاص الفيتامينات والمعادن مع سوء في التغذية عمومًا، فضلًا عن عودة زيادة الوزن بعد تقدّم الوقت".

بعد فترة من عملية قص المعدة يزداد الوزن كما كان عليه قبل التداخل الجراحي

وختم حافظ حديثه بالقول إنّ "الأنظمة الغذائية هي أفضل من إجراء العمليات الجراحية، حيث إنّ اختيار نظام غذائي يتناسب مع الحياة ضروري، فالنظام الغذائي يجب أن يكون بشكل مستمر وليس لفترة وقتية محددة للمحافظة على عملية إنقاص الوزن".

استخدام العراقيين الخاطئ 

تتفق الطبيبة المختصة في مجال التغذية، رواء أزهر، مع حافظ بالقول إنّ "الكيتو يتميز بالنزول السريع في الوزن، لافتةً إلى أنّ "انتشاره في العراق جاء بسبب السوشيال ميديا".

لكنّ العراقيين وبحسب أزهر يستخدمون النظام بشكل خاطئ، حيث أشارت إلى أنّ "تناول كميات كبيرة من البروتين يسبب مشكلات صحية كبيرة على مستوى الكلى في جسم الإنسان".

وفي حديث لـ "ألترا عراق"، أوضحت أزهر أنّ "نظام الكيتو بالأساس يعطى للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كـ(الصرع)"، مبينة أن "هذا النظام يتسبب بفقدان السوائل والعضلات أيضًا".

قص المعدة للسمنة الزائدة

وبعد الفشل المستمر في إنقاص الوزن ـ والكلام للطبيبة المختصة ـ فإنّ العديد من العراقيين توجهوا إلى ظاهرة قص المعدة أو تغيير مسارات فيها، بالرغم من أنّ العديد من السلبيات الصحية جراء إجراء هذه العملية كـ(النحول، الغثيان، الارتجاع المريئي) سجلت فيها، خصوصًا بالفترات الأولى. 

لكنّ التوجه نحو "قص المعدة" ورغم التحذيرات منه، بات دافعًا حتى لأصحاب الوزن المتوسط، وتقول أزهر إنّ "عملية قص المعدة تعد أيضًا من الاختيارات المهمة والصحية في حال كان المريض يعاني من سمنة زائدة ومن خلالها يمكن السيطرة على ارتفاع الكوليسترول في الجسم".

توصيات منظمة الصحة العالمية

واتباع نظام غذائي غير صحي سيكون عاملًا رئيسيًا للإصابة بأمراض مزمنة كما تقر منظمة الصحة العالمية بذلك، بما في ذلك "الأمراض القلبية الوعائية والسرطان والسكَّري وغيرها من الحالات المرتبطة بالسمنة".

تقول طبيبة مختصة إنّ تناول الكميات المبالغ بها من البروتينات يؤثر على الكلى بشكل سلبي

ولنظام غذائي صحي، توصي المنظمة بـ"تناول المزيد من الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والحبوب، والتقليل من استهلاك الملح والسكر والدهون، كما أنه من المستحسن اختيار الدهون غير المشبعة بدلًا من الدهون المشبَّعة".