يعرض صدّام الجميلي، الفنان التشكيلي العراقي، أعمالًا متنوّعة في غاليري "الأندى" في العاصمة الأردنيّة عمّان، حيث افتتح معرضه "INKOGRAPHY" في 19 شباط/فبراير ويستمر إلى منتصف الشهر الجاري. وكعادة الجميلي، فإن التجريب لن يخلو من معرضه الجديد.
يمزج الفنان صدام الجميلي في تجربته الجديدة بين الرسم والحبر
والإنكوغرافي، عنوان المعرض، مشتق من كلمتيّ حبر وتصوير، وهو بحسب الجميلي، يدخل افتراضيًا في قاموس المصطلحات المنتهية للاحقة غرافي، وتشكل كلمة graph بمعنى المخطط البياني، وgraphy لاحقة لغوية تشير إلى التخطيط، أو البناء المتسق للمعلومة، أو الفعل المعبر المتواتر.
اقرأ/ي أيضًا: فريد عمارة.. سحر البساطة
وقال الجميلي شارحًا أكثر: "إن الإنفوغرافي وسيلة إعلامية معاصرة تشير إلى المعلومة وفق بنية تصويرية محضة، من خلال الشكل والرمز والحرف لإيصال المعلومة بأسرع وأدق حالة ممكنة".
الجميلي المولود في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، يمزج في تجربته الجديدة بين الرسم والحبر، إضافة إلى إدخال الفوتوغراف أو الصورة المطبوعة بخصيصتها الأرشيفية. وعلّل هذه التجربة بالقول إنه "نوع من شد الوتر بين طرفين بعيدين يشيران إلى الفارق الزمني والحسي بينهما، إذ يحضر إنسانيًا وعلى الدوام الهاجس الناستولوجي الذي يتردد في وعينا ولاوعينا على الماضي في حميميته وصدقه وسلامه، مقارنة بالحدة والتوتر اللذين يتصف بهما حاضرنا".
يوظّف صدام الجميلي، في معرضه، الحيوانات والكائنات الخرافيّة
اقرأ/ي أيضًا: ضياء العزاوي يطلق صرخته في الدوحة
في معرضه الجديد، يوظّف مجددًا الحيوانات، بالإضافة إلى الكائنات الخرافيّة، والغرائبيّة وحدها ما تسيطر على جميع لوحات المعرض. يوضح الجميلي "يسعى هذا المنجز إلى التعبير عن خلاصة من الحالات الحسية التي تنهض تحت ظلال الحبر والصورة والورق العتيق بين شكل واقعي وديع في الغالب (أطفال) وآخر تعبيري متوتر (رجال وحيوانات)"، مبينًا "هما يلتقيان وفق بنية تعاضدية لإنجاز صورة جديدة تشير إلى الفارق بين الزمنين، التقنيتين، السياقين. سعيًا لتقديم الفكرة التي نود إيصالها عن الحالات الإنسانية المعاصرة وفق تخطيط عام لفكرة البعد الحسي للمعلومة العاطفية وهي تضطرب في أزمتها النفسية بسبب التباعد بين واقعها وذاكرتها وآمالها".
ولا يركن الجميلي في معرضه الجديد إلى مواد الرسم فحسب، وإنما يدخل الخشب والورق، فضلًا عن أنه يقيم على هامش اللوحات الموضوعة في إطار منحوتات يتداخل فيها الحاسوب، والأدوات اليوميّة المستعملة في الحياة.
إلا أن الثيمة الأبرز في أعمال الجميلي الجديدة هي تداخل الطبيعة ببعضها بعضًا، الكائنات مهزومة، حيوانات وإنسان، ولا تبدو الغلبة ظاهرة لأي منها.
اقرأ/ي أيضًا: