في ظل صراع سياسي يحتدم في الأنبار، شهدت مدينة الرمادي إطلاق نار خلال تجمع عشائري ترأسه زعيم "الحراك الشعبي" سطام أبو ريشة، المعارض لرئيس مجلس النواب وزعيم تحالف "تقدم" محمد الحلبوسي.
أبو ريشة كان يلقي كلمة على الطريق السريع في الرمادي حين سمع دوي إطلاق نار، لينسحب محاطًا بأفراد من حمايته، فيما قال في تغريدة عقب الحادثة، إنّ ما جرى كان "محاولة فاشلة لمنعه من موصلة "قضيته".
وقع إطلاق نار أثناء كلمة لأبو ريشة أمام تجمع عشائري في مدينة الأنبار
وأضاف أبو ريشة، محاولات "منعنا عبثًا لن يزيدنا إلاّ إصرارًا. إخافتكم جموع جماهيرنا الغفيرة، ومع كل محاولة زعزعة لأمننا تزداد أعداد المؤيدين لنصرتنا".
قضيتنا مبدئية ولن تخيفنا محاولاتهم الفاشلة والتي كل ما حاولوا معنا عبثاً لن يزيدنا الا اصرار وعزيمة، اخافتكم جموع جماهيرنا الغفيرة ومع كل محاولة زعزعة لأمنا يزداد اعداد المؤيدين لنصرتنا، باقون وما الزائلون الا انتم مهما تفعلون
— سطام عبدالستار أبوريشه (@sattamaboresha) March 17, 2023
كان أبو ريشة، 27 عامًا، خلع مؤخرًا عمه أحمد أبو ريشة، أبرز حلفاء الحلبوسي، وأعلن زعامته، بدعم شخصيات عشائرية، على "مجالس الصحوة"، التشكيل العشائري المسلح الذي أشرفت واشنطن على دعمه وتسليحه في الأنبار خلال سنوات العنف الطائفي (2006 - 2007).
بالمقابل، اتهمت أطراف رسمية أبو ريشة المدعوم من فصائل مسلحة موالية للمرشد الإيراني الأعلى بتوزيع "استمارات غير رسمية" للتطوع إلى قوات "الصحوة".
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول قال في بيان، إنّ "تدخل القوات الأمنية، وهي مكلفة بضمان حماية أمن المواطنين" أثناء تجمع أنصار أبو ريشة "جاء بعد توزيع استمارات تدعو للتطوع على الحشد العشائري، بما يتعارض مع سياقات هذا الإجراء لكونه لم يمر وفق الآليات المعتمدة، ولم تكن بموافقة الحكومة، وما يترتب عليها من التزامات مالية، وقد رافق ذلك إطلاق عيارات نارية".
وتوعد رسول بملاحقة من أطلق النار، نافيًا في الوقت ذاته تعرض أبو ريشة إلى محاولة اغتيال.
كما أكّد أنّ "التجمع مهما كانت أهدافه العشائرية، أو السياسية، فإنّ الدستور يكفل حرية التجمع ما دام في إطاره الديمقراطي والوطني".
في ذات السياق، أصدرت العمليات المشتركة برقية موجهة إلى قيادة الأنبار تحظر توزيع الاستمارات التي جرى تداولها خلال التجمع في الرمادي.
اتهمت أطراف رسمية أبو ريشة بتوزيع استمارات تطوع رسمية لقوات "الصحوة" التي أسسها والده بدعم من واشنطن
فيما قالت قيادة عمليات الأنبار بدورها، إنّها ستحاسب من يخالف هذا الأمر "وفق القانون"، محذرة في بيان الشبان من "الانجرار لمثل هذه التصرفات الصادرة من جهات غير مخولة".
وتصاعد الصراع على النفوذ في الأنبار بين الحلبوسي، أبرز زعماء القوى السياسية السنية الممسكة بالسلطة، وأبو ريشة الذي يسعى إلى تغيير المعادلة في الانتخابات المحلية المقبلة.