ما تزال الأوضاع الأمنية في الناصرية متوترة إثر اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط المستشفى التعليمي "التركي" وسط المدينة، فيما تقول الشرطة إنّ الأوضاع "تحت السيطرة".
وقعت اشتباكات عند بوابة المستشفى التركي وسط الناصرية إثر مشادة بين مسلحين وأفراد حماية المستشفى
ووثقت مقاطع مصورة عصر الأحد 21 كانون الثاني/يناير، إطلاق نار كثيف قرب مبنى المستشفى التركي في الناصرية، استمر حتى المساء، فيما تشير معلومات تحراها "الترا عراق" إلى صلة فصيلين مسلحين بالحادث.
وعلم "الترا عراق" من 3 أشخاص كانوا في موقع الحادث، أنّ التوتر بدأ حين حاول "أفراد مسلحين من حركة عصائب أهل الحق الدخول إلى مبنى المستشفى التركي بسيارة من نوع تاهو".
وقال أحد شهود العيان، إنّ أفراد "حماية المستشفى منعوا أفراد العصائب من عبور البوابة الرئيسية، ما أدى إلى مشادة كلامية"، مبينًا أنّ "المسلحين هددوا أفراد الأمن بوصفهم عناصر في حركة العصائب، لكن أحد أفراد الحماية ردد بتهديد مماثل وقال إنّه أحد أفراد سرايا السلام، وطالبهم بالتراجع".
إثر ذلك، تطورت المشادة إلى اشتباك بالأيدي بين أفراد حركة العصائب والمنتسب ذاته، قبل تدخل بقية أفراد الأمن، وهم "من سرايا السلام أيضًا"، كما أكّد شاهد آخر يعمل في المستشفى.
وقال الشاهد الثاني، إنّ "مجموعة مسلحة من سرايا السلام وصلت إلى المكان بعد وقت قصير، وأطلقت النار لتخليص أفراد الأمن، ما دفع عناصر حركة العصائب إلى ترك سيارتهم، والدخول إلى المستشفى".
ووفقًا لمعلومات الشاهد الثاني، فإنّ السيارة التي ظهرت تحترق خارج المستشفى في مقطع مصور متداول، تعود لعناصر حركة "عصائب أهل الحق".
وعلم "الترا عراق" أيضًا، أنّ أفراد حركة العصائب ما يزالون داخل المستشفى، حيث تحاصرهم مجموعة من "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما تحاول قوة من الشرطة فض النزاع بين الطرفين خلال الوقت الراهن.
تطورت الحادثة إثر تدخل قوة من "سرايا السلام" ومحاصرة المسلحين التابعين لحركة "عصائب أهل الحق" داخل المستشفى
من جانبه قال طبيب في المستشفى، إنّ الاشتباكات أدت إلى "إصابة 5 من أفراد سرايا السلام"، مبينًا أنّ "الإصابات طفيفة جدًا".
في الأثناء، انتشرت مجموعات من "سرايا السلام" في مناطق مختلفة من مدينة الناصرية، ونصبوا نقاط تفتيش تحسبًا لوصول تعزيزات تابعة لحركة "عصائب أهل الحق"، بحسب أحد الشهود.
فيما قال المتحدث باسم قيادة الشرطة في ذي قار العميد فؤاد كريم، إنّ "ما حصل لا يعدو مشاجرة قرب بوابة المستشفى بعد قيام القوة الأمنية المكلفة بحمايتها بمنع دخول مجموعة أشخاص".
وأضاف كريم لـ "الترا عراق"، إنّ أفراد المجموعة "تجاوزوا على القوة الأمنية، وأثاروا مشكلة، لكن لم يتم استخدام السلاح".
وبيّن المتحدث باسم الشرطة أيضًا، أنّ "السيارة التي أحرقت خارج المستشفى مجهولة"، مؤكدًا في الوقت ذاته "القوات الامنية اتخذت الإجراءات القانونية بحق الأشخاص المعتدين".
لكن أحد شهود العيان نفى ما أشار إليه المتحدث باسم الشرطة، مؤكدًا أنّ "القوات الأمنية لم تعتقل أي شخص حتى الآن"، وأنّ "سرايا السلام طالبت عناصر العصائب بتسليم أنفسهم إلى القوات الأمنية لإجراء تحقيق في الحادثة، وما زالت الأزمة قائمة، إذا تحاول حركة العصائب جمع أفرادها تحسبًا لتصعيد محتمل".
ويدور حديث داخل المستشفى، عن محاولة للتهدئة تجريها وزارة الداخلية، وفق الطبيب الذي تحدث لـ "الترا عراق"، والذي بيّن أنّ "تطمينات وصلت إلى إدارة المستشفى تفيد بأنّ الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية سيتدخل بسرعة لإنهاء التوتر، بالنظر إلى علاقته بالتيار الصدري".
وفي وقت سابق، نشرت دائرة الصحة في ذي قار توضحيًا نفت فيه تعليق الخدمات الصحية في المستشفى، وأكّدت أنّ الكوادر الطبية "ما تزال تقدم خدماتها بشكل طبيعي".