في عام 1989، وقع العراق وصادق على اتفاقية حقوق الطفل الدولية، لكن، ومنذ ذلك الحين، لم يقر العراق قانونًا لحقوق الطفل، يمكنه أن يحفظ حقوق الأطفال العراقيين. بعد عام 2003، عندما دخلت القوات الأمريكية إلى العراق، عمل مجلس النواب على تشريع قانون للطفل، لكن لم يتم إقراره حتى الآن.
3,6 ملايين من أطفال العراق معرضون لمخاطر الموت والإصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة
القانون يراوح بين رفوف مجلس شورى الدولة ومجلس النواب العراقي بسبب الخلافات السياسية عليه وعدم رضا قادة الكتل السياسية على إقراره لأنه بالمحصلة قد يضر مصالحهم وقد يحمي الأطفال الذين يستغلونهم هم ومافياتهم وشركاتهم، والذين يتعرضون إلى سوء المعاملة والإهمال والتشريد.
اقرأ/ي أيضًا: العراق.. جدران مدارس من صور الموتى
في الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي أصدرت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة -اليونيسيف- تقريرًا قالت فيه إن "3,6 ملايين من أطفال العراق معرضون لمخاطر الموت والإصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة". وبحسب التقرير فإن "4,7 ملايين من هؤلاء الأطفال الذين يشكلون نسبة قدرها ثلث أطفال العراق، باتوا بحاجة إلى معونات إنسانية"، فيما تواجه الأسر ظروفًا حياتية متدهورة نتيجة العمليات العسكرية الجارية حول الفلوجة وقرب الموصل. وتحدث التقرير عن 1496 طفلًا اختطفوا في العراق في الأشهر الـ 36 الأخيرة، أي بمعدل 50 طفلاً في الشهر الواحد، أجبر الكثيرون منهم على القتال أو تعرضوا للاعتداء الجنسي.
لا توجد مبالغة أو تهويل في هذا التقرير، الذي قد يكون مغيبًا لبعض المعلومات، منها استخدام الأطفال كانتحاريين لدى تنظيم "داعش" وتجنيدهم للقتال المسلح، والعمالة غير القانونية والتسول والعمل في أماكن ومهن خطرة. فما يحدث للطفل العراقي أكثر من كونه انتهاك لحقوق، بل عملية إنهاء وجود كاملة.
تقول مقررة لجنة الطفل والمرأة في مجلس النواب العراقي، ريرزان الشيخ لـ"الترا صوت": إن "الطفل العراقي يعيش أوضاعًا مأساوية، فالسياسيون ليسوا مهتمين بقانون حقوق الطفل، وكذلك الحكومة غير آبهة لما يمكن أن تقدمه للطفل العراقي، لذلك فأوضاعهم تزداد سوءًا يومًا بعد يوم".
ما يحدث للطفل العراقي أكثر من كونه انتهاك لحقوق، بل عملية إنهاء وجود كاملة
في شوارع بغداد، عندما تقف في أي تقاطع، سيقف عند زجاج سيارتك سبعة أطفال على الأقل. هؤلاء جميعهم لا يجدون مكانًا يبيتون فيه، ولا مؤسسات ترعاهم، فهم، بحسب شهادات مسجلة، ضحايا تفكك عائلي أو فقدان ذويهم بأعمال العنف التي يعيشها البلد منذ سنوات. هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من قبل مافيات كبيرة توفر لهم المبيت في أماكن غير صالحة للعيش وتزج بهم للشارع صباح كل يوم للتسول، وبعد غروب الشمس يعودون لتلك الأماكن لتسليم ما حصلوا عليه إلى تلك العصابات.
اقرأ/ي أيضًا: العراق.. تلاميذ بلا مدارس
لا توجد إحصاءات حتى الآن بشأن الأطفال العراقيين الذين تشردوا من المدارس أو الذين قضوا بسبب الإرهاب أو حتى أولئك الذين لا يجدون فرصة للتعليم. الطفل العراقي الآن أكثر المهمشين من قبل الحكومات العراقية، فالرعاية الصحية التي يجب أن يحظى بها، غير متوفرة. يقول مصدر برلماني لـ"الترا صوت": إن "قادة الكتل السياسية حددوا في اجتماع عقدوه عام 2011 أن يتم تناسي قانون حقوق الطفل. أحدهم قال: "قانون لحقوق الطفل في بلد مثل العراق لا يصلح".
اقرأ/ي أيضًا: